استقبل محافظ نابلس اللواء جبرين البكري في مكتبه اليوم القنصل الفرنسي العام في القدس "هيرفي ماكرو" والوفد المرافق له، بحضور مدير وطاقم العلاقات العامة بالمحافظة.
وفي بداية اللقاء رحب البكري بالوفد الضيف وشكرهم على الزيارة مشيرا الى ان العلاقات الفلسطينية الفرنسية هي علاقات تاريخية وهناك تقدير عال في اوساط الشعب الفلسطيني للدور الذي تلعبه فرنسا في دعم القضية الفلسطينة سياسيا واقتصاديا .
وعرض اللواء البكري لمجمل الاوضاع التي عاشتها المحافظة منذ الانتفاضة الثانية حتى يومنا الحاضر مشيرا الى ان قوات الاحتلال فرضت حصارا مشددا واستثنائيا على المحافظة استمر ثمان سنوات وهو ما انعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية والتنموية واعاد نابلس الى الوراء عشرات السنين وحولها من عاصمة اقتصادية لفلسطين الى عاصمة الفقر والبطالة، واكد البكري انه ونتيجة ضغوطات دولية واقليمية وفلسطينية اقدمت سلطات الاحتلال على التخفيف ورفع الحواجز من حول المحافظة وهو ما سمح بانطلاق عجلة التنمية التي تزامنت مع خطة اعادة فرض القانون والنظام في المحافظة.
واستعرض البكري ما تم تحقيقه في السنوات القليلة الماضية من انجازات على المستوى الاقتصادي والتنموي والتي بفضلها بدا الاقتصاد النابلسي بالتعافي رويدا رويدا ، وبدات المحافظة تستعيد دورها ومكانتها الاقتصادية الريادية حيث يوجد اليوم صناعات متنوعة ابرزها صناعة الاثاث وصناعة الزيوت والالمنيوم والطحينة وغيرها من الصناعات التقليدية مضيفا ان السلطة الوطنية ومن خلال الحكومة والمحافظة نجحت في توفير بنى تحتية مناسبة تمثلت في اعادة فتح طرق مغلقة وتاهيل طرق جديدة مهمة كمدخلي نابلس الشرقي والغربي.
وتطرق المحافظ البكري الى القطاع السياحي في المحافظة مشيرا الى ان محافظة نابلس تعد من المحافظات المهمة على صعيد السياحة بحكم المواقع التاريخية والاثرية فيها بدءا بالبلدة القديمة بنابلس مرورا ببلدة سبسطية، ولكنها تعاني من ضعف في الاقبال السياحي بسبب تحكم الشركات الاسرائيلية في السياحة حيث ياتي السائح الاجنبي ويخرج دون ان يستهلك اي شيئ فلسطيني لان الشركات الاسرائيلية تربطه مباشرة بالسوق الاسرائيلي ابتداء من الفندق وانتهاء بقارورة الماء. كما اوضح البكري ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد فقط بل يتعداه الى الدعاية المغرضة التي تمارسها اسرائيل للتاثير على السواح الاجانب للاراضي الفلسطينية والتي تصنف الاراضي الفلسطينية بانها مناطق خطرة لا ينحص التوجه اليها ، وهذا امر في منتهى الخطورة لانه يحرم الاراضي الفلسطينية من فرص تنموية مهمة ومداخيل ضرورية لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين ، مطالبا الاسرة الدولية والاتحاد الاوروبي مواجهة تلك الدعاية المغرضة والترتيب مع شركات سياحة فلسطينية من اجل تنشيط السياحة باتجاه الاراضي الفلسطينة دون تدخل الاسرائيليين.
وتطرق اللواء البكري الى اوضاع المحافظة الامنية مشيرا الى ان الاوضاع الداخلية مستقرة وهناك سيطرة امنية محكمة لكن ما يثير القلق لدينا هو اعتداءات المستوطنين المتصاعدة والتي من شانها ان تعيد انتاج حالة التوتر وتهديد الاستقرار الامني في المحافظة ، ولا سيما ان المعلومات الاسرائيلية كشفت ان هناك عصابات تخزن السلاح في المستوطنات المقامة على ارضاي المحافظة وهو ما ينذر بارهاب اكثر خطورة ، مطالبا المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة اسرائيل لكي تكبح جماح غلاقة المستوطنين وان تتوقف عن توفير الغطاء السياسي والامني لهم ،منوها الى اهمية الحملة الاوروبية المناهضة لبضائع المستوطنات والداعية لمقاطعتها لانها تشكل تحديا جديا لاسرائيل امام المجتمع الدولي والراي العام العالمي.
وختم المحافظ البكري حديثه بتاكيد عمق العلاقات الفرنسية الفلسطينة مشيرا الى ان المحافظة لديها احتياجات حيوية ابرزها بناء قصر ثقافي في المدينة ، واستثمارات في البلدة القديمة.
من جانبه شكر القنصل الفرنسي العام هيرفي ماغرو محافظ نابلس على ما قدمه من وقائع ومعطيات تتعلق بمحافظة نابلس والتي شكلت له صورة واضحة عن مجمل الاوضاع ، مضيفا ان جولته الى المحافظة تهدف الى الوقوف عن كثب على مجمل الاوضاع والتباحث مع الجهات الحكومية والاهلية في المواضيع التي يمكن ان تساهم الحكومة الفرنسية في دعمها.