اجتاحت حرائق ضخمة، الإثنين الماضي، أحراش وبلدات مختلفة في لبنان، وأدوت بحياة شخص واحد من رجال الإطفاء وأصيب المئات من المواطنين. وامتدت النيران لتطال منازل اللبنانيين وآلياتهم، ملتهمة عددًا كبيرًا منها، ومسببة حالة ذعر ونزوح للسكان في عدد من المناطق.
وقد دفع الحدث بشريحة واسعة من "فلسطيني لبنان" إلى تقديم المساعدة في إخماد الحرائق أو تأمين الدواء والمأوى للفارين من النيران.
المدير التنفيذي لجمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية، مجدي كريّم، قال: "عمل إنساني بالدرجة الأولى أن نقدم مساعدتنا لإخواننا اللبنانيين الذين نشاركهم هذا البلد".
وأضاف كريّم، خلال حديثه مع "قدس برس"، أن "الجمعية وضعت في خدمة منطقة مشرف والدبية والدامور الأكثر تأثرًا بالحرائق، 4 سيارات إسعاف و17 مسعفًا وسيارة خاصة للدفاع المدني".
وأكد: "كان الشباب في كافة المناطق اللبنانية على جهوزية تامة لتقديم يد العون في حال نشوب أي حريق في مناطقهم".
وأضاف: "شباب جمعية الشفاء قاموا بتقديم المساعدة الميدانية وعلاج مدنيين ومؤازرة إخوانهم في الدفاع المدني اللبناني، كما ساعدوا في إطفاء الحرائق ونقل المدنيين إلى مناطق بعيدة عن أماكن النيران".
وأوضح: "نحن على تنسيق مع الجمعيات الأهليّة اللبنانية عبر غرفة عمليّات مشتركة، وأوضحنا لهم أن جميع إمكانياتنا في خدمتهم".
بدوره أكد قائد الأفواج الخمسة في الدفاع المدني الفلسطيني في لبنان، حسين ديماسي، أن "الدفاع المدني أطلق نداء استغاثة إلى كل وحداته أن يكونوا على استعداد تام لتلبية أي طلب يطلب منهم في كافة مناطق تواجدهم في مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ونهر البارد والبرج الشمالي وعين الحلوة، وأن يكونوا في حالة طوارئ إلى حين انتهاء الأزمة".
وأضاف ديماسي: "صحيح أن عملنا كدفاع مدني فلسطيني يقتصر فقط على مخيماتنا وأنها مختلفة ولا تتناسب مع طبيعة المدن، إلا أننا نقدم للدفاع المدني اللبناني كل ما نستطيع فعله خدمة للبنان في سبيل إطفاء الحرائق ومنع الأذى عن الناس، حتى وإن كانت بسيطة ولا تقارن بإمكانيات الدفاع المدني اللبناني".
وأردف في حديثه مع "قدس برس": "الدفاع المدني الفلسطيني أنجز 12 تدخلًا، كما عمد إلى إطفاء عدة مبان سكنية ومعمل واحد، وعمل على منع امتداد النيران إلى المناطق المجاورة، وإخلاء السكان من منازلهم وإطفاء النيران بكافة الإمكانات التي نمتلكها".
وكان أكثر من 103 حرائق اندلعت منذ منتصف ليل الإثنين، إلى أمس الثلاثاء، وفق ما أعلن المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار.
وشهدت مناطق الشوف في جبل لبنان حرائق كبيرة، خاصة في؛ قرية المشرف والناعمة والدامور والدبية، لتمتد إلى مدن عالية والكحالة ومناطق في المتن وكسروان.
كذلك امتدت الحرائق لتصل الأحراش المحيطة بمدينة صيدا جنوبي لبنان، وبعض المناطق والقرى في الجنوب اللبناني.
ولم يسلم الشمال اللبناني من الحرائق، حيث اندلعت الحرائق في أحراج زغرتا وفي كل من بلدتي برقايل ومجدلا، كذلك حاصرت النيران منازل المواطنين في بلدة جدايل قضاء جبيل.
وأدت اشتعال الحرائق إلى انقطاع خدمات الاتصال عن بعض المناطق، نتيجة لتضرر بعض الكابلات وعلب وأعمدة الاتصال، مما أدى إلى توقف الاتصال في مناطق الحرائق، كذلك تأثرت أعمدة الكهرباء وخطوط التوتر العالي بالنيران.
وكانت وزيرة الداخلية اللبنانية، ريا الحسن، قد صرحت بأن السلطات اليونانية والأردنية سترسل طوافات للمساعدة في إخماد الحرائق.
فيما بدأت طائرات قبرصية منذ صباح أمس الثلاثاء، مساعدة لبنان في إطفاء الحرائق، خاصة فوق قرية المشرف في جبل لبنان والتي تشهد أكبر حريق في تاريخها.
وحول أسباب اشتعال النيران، تتراوح التعليلات بين من يقول إنها لعوامل مناخية وبين آخرين يرجحون أنها مفتعلة.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى فتح تحقيق حول الأسباب التي أدت إلى توقف عمل 3 طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق يملكها لبنان، تبين خلال الحادث الأخير الذي ألمّ لبنان أنها لا تعمل.