كتابة: عبير بني عودة وايمان سويدان
على على مقربة من الخط الاخضر وبالتحديد بالقرب من مدينة طولكرم يقع مخيم طولكرم، الذي ما ان تدخل شوارعه حتى تلاحظ رطوبة الاجواء وحرارته العالية وازقته الواسع، وصوت ضحكات الاطفال يجولون بالشوارع بمرح وحب، ولا ننسى صوت ماذن المساجد التي تصدح بكل مكان.
عندما تتنقل في ارجائه تلمس اجواء النكبة تحوم في كل مكان، فهناك شعار العودة، ومخطوط على الجدار يذكر بالنكبة، واطفال يلعبون بالازقة الضيقة.
بدأ رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة حديثه قائلا: "مخيم طولكرم هو ثاني اكبر مخيمات اللجوء في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة الذي أنشأ على أثر نكبة48 وعدد سكانه 25 ألف نسمة حسب تعداد وكالة الغوث، ولكن ضمن الإحصاء الفلسطيني تعداد المخيم يصل ما بين 10-11ألف نسمة وهذه الإحصائيات لا تعتبر دقيقة".
ويضيف سلامة تبلغ مساحة المخيم 168 دونما مستأجرة من عائلات تسكن طولكرم مثل عائلة عوّاد و حشاش و أبو جاموس.
وعن بناء المخيم يقول سلامة: البناء في المخيم يتم بشكل عشوائي و بدون تراخيص ولا مهندسين و يكون على شكل بيوت متلاصقة جدا وكل بيت يتكون من عدة طوابق .
يشير رئيس اللجنة الشعبيه سلامه بدأ المخيم بالخيم و بعد ذلك بغرف الزينكو وبعدها بالغرف الإسمنتية التي بنتها وكالة الغوث بعد ازدياد أعداد السكان واضطررنا لتوسيع المخيم بشكل عمودي نظرا لضيق المساحة المتوفرة .
ويعود سبب تسمية المخيم بهذا الاسم لأنه ملاصق لمدينة طولكرم، وهو محاط من أربع جهات بالأبنية السكانية فلهذا لا نستطيع استئجار أو شراء الأراضي للتوسع.
يسترسل سلامة حديثه ما زال المخيم يعيش ظروف مادية و صحية صعبة بالاضافه للاكتظاظ السكاني الكبير .
ويتابع سلامه هناك عدد كبير من السكان انتقلوا للعيش في طولكرم، ولكن تبقى بينهم و بين سكان المخيم علاقات قوية ولا يبتعدون كثيرا عن المخيم فيستأجرون بالقرب منه.
تختلف أصول سكان المخيم ومعظمها من المدن الساحلية و خصوصا منطقة وادي الحوارث قضاء حيفا ومن مدينة يافا وقرى مسكة و صبارين.
وعن الوضع التعليمي يقول سلامه: "يوجد في المخيم 4 مدارس أساسية وإعدادية وثانوية للذكور و الإناث قامت ببنائها وكالة الغوث, ولدينا ما يقارب 2000 طالب من كلا الجنسين موزعين على هذه المدارس وعيادة صحية يتعالج فيها الكثير من أبناء محافظة طولكرم و ليس أبناء المخيم فقط ".
وفيما يتعلق بالمؤسسات تم تأهيل البنى القديم منها، بسبب القابلية الكبيرة لدى ابناء المخيم في تنفيذ الخطط المتفق عليها.
يتابع سلامة يوجد لدينا مؤسسة مركز الشباب الاجتماعي الذي يضم فئة كبيرة من الشباب، وتكون أنشطتهم رياضية أو تخص نظافة المخيم وغيرها بالاضافة لمركز النشاط النسوي الذي يرعى المرأة اللاجئة في المخيم و محاولة تطويرها واكتسابها للمهارات المختلفة ويقدم دورات تطريز وخياطة وغيرها، وايضا جمعيات مركز يافا و اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين ولاسيما اللجنة الشعبية التي أصبحت تمثل المخيم أمام المجتمع المحلي والسلطة وتضم جميع مؤسسات المخيم وفصائله.
ويختتم سلامة حديثه قائلا: المخيم من وجهة نظري هو الهوية الوطنية الي تربيت عليها ورمز الصمود والتحدي للعودة الى ديارنا, واعشق المخيم بكل تضاريسه ومعالمه بالرغم من ذلك لا احد يحب العيش بشكل دائم بالمخيم فالشخص يحن لبلده التي ترعرع فيها.