عرب ٤٨ / أ.ف.ب.
كشف البيت الأبيض اليوم، الخميس، عن رسالة بعثها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، في اليوم نفسه الذي شنت فيه تركيا عملية "نبع السلام" العسكرية في شمال شرق سورية، قال فيها "لا تكن أحمق"، وأن التاريخ سيذكره كـ"شيطان"، فيما يمتنع إردوغان عن لقاء نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية اللذين وصلا إلى تركيا.
وكان ترامب هدد إردوغان بأنه سوف يدمر الاقتصاد التركي، إذا نفذت تركيا هجوما في سورية، وذلك بعد ثلاثة أيام على سحب القوات الأميركية من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في سورية، وهي خطوة اعتبرت بمثابة ضوء أخضر لتركيا لتبدأ عمليتها العسكرية.
وفي لهجة تخلو من المجاملات الدبلوماسية، بدأ ترامب رسالته بتهديد صريح. وكتب في الرسالة، المؤرخة في 9 تشرين الأول/أكتوبر، والتي أكد البيت الأبيض صحتها "دعنا نتوصل إلى اتفاق جيد". وأضاف "أنت لا تريد بأن تكون مسؤولا عن ذبح الآلاف من الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي...وسأفعل ذلك".
وتابع ترامب أنه "سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك إلى الأبد كشيطان إذا لم تحدث الأمور الجيدة".
وفيما يعتبر ترامب كمن تخلى عن حلفائه الأكراد في سورية، ادعى في رسالته أن "اتفاقا عظيما" هو أمر ممكن إذا قام الرئيس التركي بمفاوضة القائد العام لقوات سورية الديموقراطية، مظلوم عبدي، الذي تصنفه تركيا على أنه "إرهابي" بسبب علاقته مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا.
وختم ترامب رسالته إلى إردوغان بالقول إنه "لا تكن رجلا متصلبا. لا تكن أحمق"، مضيفا "سوف أتصل بك لاحقا".
بنس وبومبيو في تركيا
في ظل التوتر الحاصل إثر العملية العسكرية التركية، توجه نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى تركيا في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في شمال سورية.
وقال بومبيو للصحافيين على متن طائرته إن "مهمتنا هي رؤية ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وما إذا كنا نستطيع التوسط في ذلك".
وسافر بنس وبومبيو إلى تركيا على متن طائرتين مختلفتين، وكان من المقرر أن يعقدا محادثات اليوم، الخميس، مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إلا أن الأخير قال انه لن يلتقيهما.
كما تعهد اردوغان باستمرار العملية العسكرية التركية، التي جاء انسحاب القوات الأميركية من شمال سورية ليسهل شنّها. ونفى ترامب، أمس، أنه أعطى إردوغان "ضوءا أخضر" لشن العمليات ضد المقاتلين الأكراد في سورية.
وأعلن مكتب بنس أن الولايات المتحدة ستسعى لفرض "عقوبات اقتصادية"، إلا في حال تم التوصل لوقف فوري لإطلاق النار.
وبعد زيارته تركيا سيتوجه بومبيو إلى إسرائيل، غدا، حيث سيلتقي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لمناقشة الوضع في سورية و"الحاجة إلى مواجهة سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة"، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الأميركية.
وقال وسائل إعلام إسرائيلية إن بومبيو سيسعى خلال زيارته إلى خفض التوتر في إسرائيل، الذي تصاعد في أعقاب التقارير حول انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، في إطار سياسة عامة لترامب. وتصف وسائل الإعلام وسياسيون في إسرائيل هذه الخطوات الأميركية بأنها خيانة لحلفاء واشنطن في المنطقة، وأن إسرائيل هي الجهة الثانية التي ستخونها واشنطن بعد الأكراد في سورية.
وأضاف البيان أن بومبيو سيلتقي في وقت لاحق غدا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في بروكسل.