تتواصل اليوم الخميس، في نيويورك محاكمة رجل أعمال لبناني اعتبر "العقل المدبر" لعملية تبلغ قيمتها ملياري دولار وتتعلق بسلسلة من الرشاوى التي دفعت بموزمبيق إلى حافة الإفلاس.
وبدأت الأربعاء، المحاكمة في القضية التي اتهم في إطارها خمسة أشخاص أولا، لكن ثلاثة اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم ولم يعد الخامس موجوداً في الولايات المتحدة، ما يجعل رجل الأعمال جان بستاني المتهم الوحيد في هذه القضية.
ويفيد محضر الاتهام أن الرجل الذي يعمل في قطاع التجارة ويبلغ من العمر 41 عاماً "هو العقل المدبر لعملية احتيال بقيمة ملياري دولار"، على حد قول ماغاريت موسر ممثلة النيابة في نصها.
وجان بستاني كان يعمل في مجموعة بناء السفن "بريفينفست" ودفع عشرات الملايين من الدولارات رشى لمسؤولين موزمبيقيين من أجل الحصول على ثلاثة عقود في 2013 و2014.
ولتمويل هذه الطلبيات، حسب محضر الاتهام، حصل رجل الأعمال على موافقة مصرفين هما السويسري "كريدي سويس" والروسي "في تي بي" على إقراض موزمبيق ملياري دولار، بفضل عمولات سرية.
وتكتمت حكومة موزمبيق على القرضين إلى أن كشف أمرهما في 2016 ما تسبب في سحب صندوق النقد الدولي لدعمه لهذا البلد. وبحرمانه من تمويل دولي، تخلف هذا البلد عن تسديد دينه وانهارت عملته "ميتيكال".
ومع أنها تمتلك ثروات طبيعية كبيرة وخصوصاً الغاز، ما زالت موزمبيق واحدة من أفقر دول العالم.
تدخل القضاء الأميركي في الملف خصوصاً نظراً للأضرار التي لحقت بمستثمرين أميركيين على ما يبدو، بسبب هذه العملية.
وقال مايكل شاختر محامي جان بستاني إن الاتهامات الموجهة إلى موكله "لا معنى لها إطلاقا".
وبستاني متهم بتشكيل عصابة لارتكاب عملية احتيال الكتروني وغسل أموال والاحتيال على مستثمرين.
لكن شاختر قال إن موكله لم يجر أي اتصال مع المستثمرين الذين أعاد المصرفان بيعهم جزءا من القروض التي تم الاتفاق عليها. وأوضح أن بستاني لم يقم بغسل أموال إذ إن كل الأموال التي تلقاها دفعت في حسابه.
لكن الشاهد الأول وهو أحد ثلاثة مصرفيين سابقين في البنك السويسري، دعم الاتهام واعترف بالتهم الموجهة إليه. وقد وصف جان بستاني الأربعاء بأنه مدبر العملية.
وقال هذا الشاهد أندرو بيرس أن رجل الأعمال اللبناني خطط معه إعادة بيع القروض إلى مستثمرين "لزيادة حجم القروض إلى أقصى حد".
وأضاف أن بستاني قال له إنه دفع خمسين مليون دولار إلى ندامبي غيبوزا نجل رئيس موزمبيق السابق أرماندو غيبوزا ليفتح له أبواب الحكومة.
وأكد أندرو بيرس أن المدير المالي ل"بريفينفست" ناجي علام ورئيس مجلس إدارتها اسكندر صفا كانا على علم بالرشاوى التي دفعها جان بستاني ووافقا عليها.
وكان وزير المال السابق في موزمبيق مانويل شانغ الذي اتهم رسميا في نيويورك، أوقف في نهاية 2018 في جنوب إفريقيا حيث ما زال محتجزاً.
وبعدما قرر مبدئياً تسليمه إلى سلطات موزمبيق، فضل قضاء جنوب إفريقيا إعادة النظر في الملف ربما لتسليمه إلى الولايات المتحدة.
واتهم 25 شخصا في إطار هذه القضية في موزمبيق ما زال العديد منهم موقوفين وبينهم ندامبي غيبوزا.
وقال محامي بستاني خلال الجلسة الأربعاء، إن "لا أحد يطلب منكم أن تحبوا الفساد" بعدما اعترف موكله بدفع رشاوى إلى شخصيات رسمية موزمبيقية. وأضاف "لكن ليس هذا ما يتهم به موكلي"، وتابع أن "الولايات المتحدة ليست شرطي العالم".
ويفترض أن تستمر المحاكمة ستة أسابيع.