سامر عنبتاوي
عندما تذرفي يا بيروت دمعا ،، يسيل على بحرك المتوسط ليلامس شواطيء عكا و حيفا ، و يعود زيتا مضيئا يتسلق جبل لبنان و يلامس أرزها ،،
أرفضيهم يا بيروت ، أرفضي طائفيتهم الممجوجة ، إرفضي زعاماتهم و تسلطهم ، أرفضي اقطاعيتهم و فسادهم ، أرفضي ترفهم و مجونهم ، و انحازي يا بيروت للفقراء و (المعترين) انحازي لابنائك المظلومين و المهمشين ، اغتسلي يا بيروت مرات سبع لتتطهري من نجس الطائف ، و عودي بلدا للجمال و المحبة و اتصلي بفلسطين جغرافيا ، كما اقتسمتما رأس الناقورة ،،
لا تبكي يا بيروت و اجعليهم يبكون ، لا تتألمي و اجعليهم يتألمون ، لا تندمي و اجعليهم يندمون ، لا ترحلي و اجعليهم يرحلون ،،
احضني البحر و المخيم ، و احضني ضيوفك الفلسطينيين بانتظار عودتهم و سلميهم مفتاح المحبة و العيش بكرامة ليعلقوه مع مفتاح العودة ،،
ابقي عاصمة الأرز و الفنون ، و اصدحي بصوت مطربيك الجبليين ، و ارسمي لوحة للثقافة و الفكر و الأدب و الموسيقى الشجية ، غني يا بيروت ياخيمتنا الأخيرة ، غني للورد و الحب و الأمل ، و قرري يا بيروت ،، قرري أن المستقبل فيه أبنائك و ليس فيه من اغتصبك و آلمك و تركك تنوحين على بحرك ، و بحر فلسطين فيمتزج الدمع موجا عاليا كعلو جبالك و جبال فلسطين ،
إنهضي بيروت و علميهم كيف يحيا الحر ، و كيف أن زمن العبودية قد انتهى ، و أن اثنان و سبعون ساعة تكفي ليس للترقيع ،، بل للتغيير .
18-10-2019