تقرير:ألاء أبو ذراع

يقال إن العقل السليم في الجسم السليم, ولكن بعض الأشخاص تكون عاجزة عن القيام بأشياء معينة بسبب إصابتهم بعجز في الجسد, بالرغم من ذلك هذه الإعاقة لم تكن يوما عائقا في حياة البعض بل ساروا في طريق النجاح والانتصار والإبداع.
هذه النظرية أثبتها الفتى محمود حسين (17)عاما من قرية بيت دجن شرق مدينة نابلس, يعاني من فقدان كامل في حاسة البصر منذ ولادته, هذه الإعاقة لم تمنعه من تطوير إمكانياته في مجال الموسيقي الذي يحلم به .
يسرد الفتى محمود حسين بداية شغفه في الموسيقى"بدأت في العزف عندما التحقت إلى مدرسة العلائية للمكفوفين في مدينة بيت لحم, التي لم يقتصر التعليم فيها على المواد المنهجية بل تتجه إلى تعليمنا الغناء والعزف" .
من الجدير بالذكر أن مدرسة العلائية تأسست سنة 1938 في بيت جالا, تعرف بأنها مدرسة نظامية تأهيلية وإيوائية, تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية.وتستهدف المدرسة الطلاب الأطفال المكفوفين من كلا الجنسين.
ويقول محمود" امسك بيدي في البداية الأستاذ رامي الشافعي في مدرسة العلائية وهو من شجعني كثيرا، بالإضافة إلى أستاذتي في مدرستي الجديدة في بيت دجن عقب إغلاق العلائية".
تابع محمود حديثه:"كان جميع أقاربي يشجعوني باستمرار على ممارسة هذه الموهبة وتطويرها, حتى التحقت مؤخرا إلى مركز الموسيقار في نابلس مع عبد الله شنيور الذي أتعلم منه حاليا".
لم يشعر محمود بالنقص يوما, بل يتطلع لان يكون شخص فاعل في المجتمع من خلال موهبته على الرغم من فقدانه نعمة البصر. يسعى إلى النجاح في الثانوية العامة حتى يستطيع دراسة ما بدء به منذ طفولته"الموسيقى"في جامعة النجاح الوطنية.
تقول أم محمود عن ابنها" ابني الأكبر طالب جامعي لكنه كفيف, لكن لم أشعر بيوم بأنه لدي ابنين كفيفين كل منهم لجأ إلى المجال الذي أبدع فيه, خاصة أن محمود لم يتميز فقط في الموسيقى والعزف بل يمتلك موهبة أخرى في مجال الانترنت والبرمجة وتصليح الحواسيب".
وتضيف"على الرغم من قلة الإمكانيات لدينا ولكن نسعى جمعيا في البيت إلى مساعدة محمود في إثبات ذاته وتحقيق طموحاته وتلبية ما يحتاجه عند المقدرة".
وطالبت أم محمود الجهات المعنية أن تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يعتمدوا على أنفسهم واثبات ذاتهم للمجتمع من جهة, ومن جهة أخرى لتتغير النظرة السلبية اتجاههم.
وقال عبد الله شنيور مدير مركز الموسيقار ان الشاب محمود مثابر ولديه تصميم على تحقيق النجاح، منوها الى ان المركز يوفر كل مقومات وبيئة النجاح لكل من يلتحق به.