عمّان (حبيب أبو محفوظ) - خدمة قدس برس
بنظرةٍ حزينة، ملؤها الأمل بلقاءٍ قريبٍ بابنته التي تشهد تراجعا في وضعها الصحي يوما بعد يوم، في سجون الاحتلال، يقف والد الأسيرة هبة اللبدي، مطولاً حاملاً صورة ابنته، أمام مبنى وزارة الخارجية، بانتظار أن يصله خبر ما عن ابنته من داخل السجون الإسرائيلية، بعد قرارها الأخير بالإستمرار في الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم 29 على التوالي، احتجاجاً على التوقيف الإداري.

أين الوعود الحكومية؟

أحمد اللبدي - والد الأسيرة هبة - في حديث لـ"قدس برس"، دعا الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية، باتخاذ خطوات جدية على الإفراج عنها، خاصة مع تدهور وضعها الصحي، حيث لا تقوى على الحديث، مع مشاكل خطيرة طرأت في وظائف القلب لديها، فضلاً عن شعورها المستمر في الدوخة، ونقص حادٍ في وظائف الجسم كافة.

والد الأسيرة اللبدي لم يكن وحيداً أمام وزارة الخارجية، فقد شاركه الوقفة العشرات من أهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، بعد ظهر اليوم بالإضافة للناشطين، للتضامن مع الأسرى الأردنيين في يوم الأسير الأردني الذي يوافق 20 تشرين أول/أكتوبر من كل عام.

الصفدي يتلقي الأهالي

وبعد بدء الفعالية حتى فاجئ وزير الخارجية أيمن الصفدي الجميع بخروجه إليهم، وطلبه منهم إكمال فعاليتهم داخل مبنى الوزارة، كما استعرض أمامهم جهود الوزارة تجاه الأردنيين في سجون الاحتلال، مؤكدا أن الوزارة تبذل جهدها على صعيد الدعم القانوني والدعم القنصلي "لكن هناك طرفان في القضية".

ولفت الصفدي إلى أن الوزارة قامت بتنظيم عدة زيارات لأهالي الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وستواصل جهودها من أجل تنظيم مزيد من الزيارات.

الاعتصام الذي جاء بتنظيم من "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال"، حملت فيه لافتاتٍ تطالب بالإفراج عن جميع الأسرى الأردنيين، وكذلك الأسيرين اللبدي ومرعي، بعدما فشلت كافة الجهود الرسمية في الإفراج عنها، خاصة وأن مرعي يواجه مرض السرطان، وقد تدهورت حالته الصحية في الأسر‎ حتى أصيب بمرض جلدي تسبب بفقدانه شعره.

لا لمعاهدة وادي عربة

المعتصمون أكدوا على ضرورة أن تقف الحكومة خلف خيارات الشعب الأردني ولفظ اتفاقية وادي عربة للسلام، مع الاحتلال الإسرائيلي، والعمل من خلال القنوات الدبلوماسية والمحافل الدولية لاستعادة الأسرى الأردنيين لدى الاحتلال الإسرائيلي.

يشار إلى أن معاناة الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مضاعفة على بقية رفاقهم الأسرى، نظرا لحرمانهم من زيارة ذويهم وأقاربهم لمدد طويلة تمتد سنوات، يموت فيها الأعزاء عليهم دون أن يروهم.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 22 أسيرا أردنيا، آخرهم كان اعتقال المواطنيْن هبة اللبدي (32 عاماً)، وعبد الرحمن مرعي (29 عاما).