عرب ٤٨/ ووكالات
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن القوات الكردية في شمال شرق سورية سينسحب بأسلحتها عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كيلومترًا خلال 150 ساعة، فيما تم الإعلان عن تسيير دوريات روسية تركية مشتركة بعد نزع سلاح المقاتلين الأكراد في المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده إردوغان مع نظيره الروسي، عقب لقائهما في مدينة سوتشي الروسية، وأوضح إردوغان أنه ناقش مع نظيره الروسي التطورات الأخيرة حول العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي، كما قدم معلومات شاملة عنها لنظيره الروسي.
وأضاف إردوغان: "لقد أبرمنا تفاهما تاريخيا مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين"، وقال إن هذا الاتفاق مع بوتين يشمل بشكل خاص المناطق الواقعة شمال شرق سورية، حيث تتواجد القوات الكردية، لكن الهجوم التركي لم يكن قد شملها لدى تعليق العمليات العسكرية.
وادعى إن الهدف الرئيس للهجوم التركي هو "إخراج الإرهابيين من المنطقة وتأمين عودة السوريين إلى مناطقهم". وأكد أن وحدات حماية الشعب الكردية "ستخرج مع أسلحتهم من المنطقة حتى عمق 30 كيلومترا خلال مدة 150 ساعة تبدأ الساعة 12.00 ظهر يوم غد، الأربعاء".
وتابع الرئيس التركي أيضا "بنهاية مهلة الـ150 ساعة ستباشر دوريات تركية وروسية العمل بعمق 10 كيلومتر غربي وشرقي منطقة عمليات نبع السلام. وسيتوجب على الإرهابيين في تل رفعت ومنبح الخروج من هذه المنطقة بسلاحهم".
كما لفت الرئيس التركي إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية، سينسحب من تل رفعت ومنبج. وأشار إلى أنه تم بحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب أيضا، وأعرب عن ارتياحه للهدوء النسبي القائم في إدلب وتراجع الهجمات.
وقال: "الأراضي السورية كانت منطقة صراعات في فترة سابقة وبعد سنوات من الجهود التركية عاد إليها السلام والاستقرار"، وأضاف "نأمل أن تفتح اللجنة الدستورية الباب أمام تحول سياسي شامل يلبي التطلعات المشروعة للسوريين".
وتابع: "سنُقدم على مشاريع مع أصدقائنا الروس، من شأنها تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين"، موضحًا أن بلاده تستضيف 3 ملايين و650 ألف سوري بينهم 350 ألف كردي، و"علينا اتخاذ خطوات تنهي معاناة البعد عن الوطن".
من جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول هذه الآلية التي ستمنع استئناف الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سورية، إن "هذه القرارات، في رأيي، مهمة للغاية لا بل حاسمة، وستسمح بحل وضع متوتر للغاية".
وقال بوتين: "نتفهم الهواجس الأمنية لتركيا، وقلنا عدة مرات، إننا نتفهم اتخاذ تركيا خطوات باتجاه حماية أمنها القومي". وأضاف الرئيس الروسي أن "القرار الذي اتخذ بعد عمل طويل مع الرئيس إردوغان سيحل المشكلة على الحدود السورية مع تركيا".
ولفت بوتين أن تحقيق استقرار دائم في سورية لن يتحقق إلا من خلال احترام وحدة أراضيها، وأضاف "الأتراك والسوريون سيضمنون السلام والاستقرار في المنطقة معا، ولكن إذا لم يكن هناك احترام متبادل، فلن يكون ذلك متاحا".
وأشار بوتين إلى أنه ناقش مع إردوغان المساعدات الإنسانية أيضا، مشددا على ضرورة تأمين عودة اللاجئين إلى وطنهم بأسرع وقت.
وفي سياق متصل، تلا وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، البيان المشترك الذي جاء فيه أن الشرطة العسكرية الروسية ستُخرج القوات الكردية وأسلحتهم حتى مسافة 30 كم من الحدود التركية.
وأضاف البيان أن جميع عناصر وحدات حماية الشعب الكردية مع أسلحتهم سيتم إخراجها من منطقتي منبج وتل رفعت بريف محافظة حلب.
وأشار إلى أن الجيشين التركي والروسي سيبدآن في تسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كيلومتر بشرق وغرب منطقة عمليات "نبع السلام" شمال شرقي سورية.
وأكد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن عملية "نبع السلام" التي تضم مدينتي تل أبيض ورأس العين.
من جهة أخرى، جاء في الإعلان المشترك للقمة، أن البلدين مصممان على محاربة الإرهاب وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.