الرئيسية / الأخبار / عربي
هل تستغل أمريكا عملية نبع السلام لإعادة ترتيب اوراقها بسوريا؟
تاريخ النشر: الخميس 24/10/2019 19:41
هل تستغل أمريكا عملية نبع السلام لإعادة ترتيب اوراقها بسوريا؟
هل تستغل أمريكا عملية نبع السلام لإعادة ترتيب اوراقها بسوريا؟

كتبت اسماء عنتري

برر وزير الدفاع الأمريكي جون ماكين قرار الرئيس دونالد ترامب بانسحاب الجيش الأمريكي من شمال شرق سوريا، وقال ماكين لسي ان ان " بأن تركيا في حلف الناتو ولن تخوض أمريكا حرباً مع عضو في الحلف"، ولم تلتزم بخوض حرب من اجل حماية الاكراد ضد حليفتها في الناتو، وأضاف ماكين" ندرس إبقاء البعض من القوات وسط سوريا لنمنع تنظيم الدولة وآخرون من الوصول لحقول النفط".
وبحسب قناة الجزيرة بأن الولايات المتحدة الامريكية تعتبر الأكراد شركائها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب ألف جندي أميركي من شمال شرق سوريا مهد الطريق أمام تركيا للتوغل في الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد، ولم تكن هذه اول مرة تتخلى الولايات المتحددة الامريكية عن الاكراد ففي عام (1980-1988)، خلال الحرب الإيرانية العراقية سمح الرئيس رونالد ريغان هجوم بالأسلحة الكيميائية على الأكراد العراقيين من قبل الرئيس العراقي صدام حسين، حيث فقد الالاف من الاكراد.
وأطلق مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الكردية تغريده على توتير " لا نتوقع أن تحمي الولايات المتحدة شمال شرق سوريا".

ويقول د. حسن أيوب لموقع عنتري الاخباري:" أمريكا منذ بداية الازمة السورية اعتمدت سياسة عدم التدخل وهذا بحد ذاته تدخل، هناك نظرية في السياسة الامريكية وأعلن عنها الرئيس ترامب صراحة دع الحرب تأخذ مجراها، "أي انه دع الأطراف تنهك بعضها بعض ومن بعدها تتدخل"".
ويضيف د. أيوب:" تتخلى أمريكا عن مسؤولياتها إما مباشرة أو من خلال حلفائها، وهذا يعني أنها تحاول ترتيب أولويات الإدارة الأمريكي في ظل تخبط من ناحية أي موضوع وأي منطقة تحتل الأولوية في سياسية الرئيس ترامب".
ويكمل د. أيوب:" هذا تخبط وارتباك ولكن من وراء هذا التخبط والارتباك الولايات المتحدة الامريكية تعيد ترتيب اوراقها في سوريا بما يتلاءم مع متطلبات مصالحها ومصالح حلفائها متخلية بذلك عما خلقته من إشكاليات على الساحة السورية".
ويقول الصحفي الدكتور امين أبو وردة لموقع عنتري الاخباري:" الموقف الأمريكي من الملف السوري قائم على المصلحة الامريكية في منطقة شرق الأوسط ولا يوجد أي موقف مبدئي او أخلاقي للإدارة الامريكية، فيما يتعلق في سوريا في البداية وقفت مع بعض المنظمات والمجموعات المسلحة ثم انقلب عليهم واصطفت مع النظام السوري ضد المجموعات المسلحة من جانب وضد التدخل التركي في شمال سوريا".
هذا يعني بأن الذي يتحكم في المواقف الامريكية وتقلب المواقف وتغير قرارات هو مدى المصلحة الامريكية المحضة في ذلك، وفي بداية الامر هدد ترامب تركيا في تدمير اقتصادها وفي7 أكتوبر أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس دونالد ترامب، القوات الامريكية بدأت بالانسحاب المنطقة، وفي 9 أكتوبر أكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها نقلت قواتها من شمال شرقي سوريا حفاظا على سلامتها.
وفي 11 أكتوبر فوض ترامب مسؤولين أميركيين بصياغة مسودة لعقوبات كبيرة جدا على تركيا، وفي 13 أكتوبر شدد ترامب لهجته اتجاه تركيا، ويدعوها إلى وقف عمليتها العسكرية، وفي 16 أكتوبر أرسل ترامب وفدا برئاسة نائبه إلى أنقرة، وفي 17 أكتوبر توصلت كل من أمريكا وتركيا إلى اتفاق يقضي بأن تكون المنطقة في الشمال السوريا تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة.
وقال كيفين مكارثي أكبر عضو جمهوري بمجلس النواب الأمريكي لموقع رويترز:" بأن الاتفاق إلى تخفيف الازمة ارتبط بإصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا عاجلا وغير متوقع بانسحاب أمريكي". وقال منتقدوه إنه تخلى عن الحلفاء الأكراد المخلصين الذين قاتلوا لسنوات إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم الدولة".
ويتابع د. أبو وردة لموقع عنتري الاخباري:" أمريكا حاولت ان تواكب عملية نبع السلام من خلال تغير طريقة التعامل مع الملف السوري فهي في حد ما كانت صامته تجاه العملية العسكرية التركية، لكن بالغالب جعلت من نفسها غطاء وذرع حماية للأكراد من خلال التفاوض مع تركيا لإتمام هدنه معينة هناك، بتالي هي وفرت حماية ولو جزئية للأكراد وبالمقابل لم تواجه تركيا بقوة عسكرية ".
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017