على ضوء الهجمات شبه اليومية التي يشنّها مستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال موسم الزيتون، ذلك بحماية ودعم الجيش الإسرائيلي، تنظّم جمعية "حاخامين من أجل حقوق الإنسان" سفريات يومية تُقِلّ نشطاء من داخل إسرائيل لمساعدة الفلسطينيين بالقطف ولضمان عدم المساس بحقوقهم على أراضيهم.
اليوم (الجمعة) انضمّ حراك "نقف معًا" للنشاط وأطلق سفريات إضافية من حيفا وتل-أبيب، حيث وصل للكروم في بورين، ياسوف وعورتا عشرات النشطاء من مختلف أنحاء البلاد، تضامنًا مع الفلسطينيين سكان الضفة، وكذلك مع النشطاء الإسرائيليين الذين تعرضوا الأسبوع الماضي لهجوم من قِبَل مجموعة مستوطنين، الأمر الذي استدعى نقلهم للمشافي لتلقّي العلاج اللازم.
هذا ولم يخلو النشاط من العرقلات، حيث قدم مستوطنون للكروم بهدف الاستفزاز وإثارة المشاكل، لتتبعهم بعد دقائق مجموعة من الجنود الإسرائيليين ليعلنوا عن المنطقة كمنطقة عسكرية مغلقة وليطالبوا النشطاء بالخروج منها على الفور.
وفي هذا السياق قالت رلى داود، المديرة المشاركة لحراك "نقف معًا": "حراك نقف معًا يحمل توجهًا مناصرًا للسلام، المساواة والعدالة الاجتماعية. لا يمكن تحقيق السلام مع وجود المستوطنات. هذه المستوطنات، وبدعمٍ من الجيش، تجعل من حياة أخوتنا فلسطينيي الضفة الغربية كابوسًا لا يُطاق، حيث ينكَّل بهم يوميًا، وخصوصًا في موسم الزيتون من كل عام. نحن جئنا اليوم لبورين، عرب ويهود من كل أنحاء البلاد، لنقول بشكلٍ واضح إننا نرفض الاستيطان وتجلّياته وتأثيره على أرض الواقع، وإننا سنقف معًا دائمًا ضد الاحتلال ومع السلام الذي يضمن العيش الآمن للجميع، وإن العدوانية والعنف لن يردعاننا ولن يحبطا من عزيمتنا".
أما آفي دابوش، مدير عام جمعية "حاخامين من أجل حقوق الإنسان"، فقال: "يسرّنا القيام بهذا النشاط المهم منذ ١٧ عامًا على التوالي. نشاط اليوم بالتعاون مع نقف معًا هو بمثابة رسالة للمستوطنين المعتدين بأنّ عنفهم ووحشيتهم لن يثنياننا عن القيام بما نقوم به منذ سنوات طويلة، وبأن ذلك يزيد من إصرارنا على التواجد مع السكان الفلسطينيين لحماية حقوقهم في أرضهم، باسم القِيَم اليهودية والعالمية".
هذا ويُذكَر أنه في أعقاب الهجوم الوحشي الذي طال فلسطينيين ونشطاء متضامنين من إسرائيل الأسبوع الماضي، توجّهت جمعية "حاخامين من أجل حقوق الإنسان" لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وللمستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليط برسالة تطالبهم بالعمل الفوريّ على محاسبة المستوطنين المعتدين. حراك "نقف معًا" نشر بدوره نصّ الرسالة ودعا الناس لإدراج توقيعهم عليها.
ختامًا، يشار إلى أنه لغاية ٥/١١/١٩ ستنطلق سفريات منظّمة لقطف الزيتون في الضفة الغربية من القدس وروش هعاين. للتسجيل للسفريات وللانضمام للنشاط يمكن الاطّلاع على منشورات جمعية "حاخامين من أجل حقوق الإنسان" على فيسبوك.