د.خالد معالي
الأسير المريض أحمد عبد الكريم غنام (42 عاما) غنم وفاز وانتصر، في معركة التحدي بأمعائه الخاوية لأكثر من 102 يوما من الاضراب المتواصل عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
الأسير أحمد غنام علق إضرابه المفتوح عن الطعام، عصر يوم الأربعاء 23\10\2019، بعد رضوخ الاحتلال لمطلبه بتحديد سقف لاعتقاله الإداري، حيث أن محكمة الاحتلال بالقدس أصدرت قرارًا جوهريًّا نهائيًّا بتحديد سقف زمني للإفراج عنه.
في بداية معركته لقي استهزاء ولا مبالاة من سجانيه ليستصدر قرارا بالرغم من التعنت غير المسبوق في ملف المضربين عن الطعام عمومًا وملفه خصوصًا.
من يظن ان النصر يأتي بلا ثمن فهو مخطئ، فوصف "هيكل عظمي" كان للاسير غنام خلال اضرابه الطويل.
والأسير غنام (42 عامًا)، معتقل منذ 18 حزيران/ يونيو 2019، وهو أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال 9 أعوام، ويعاني من سرطان الدم، وبحاجة إلى متابعة صحية بسبب ضعف المناعة لديه، كما أنه متزوج وأب لطفلين، ورغم إضرابه أصدر الاحتلال بحقه أمر اعتقال إداري لمدة شهرين ونصف.
بعد انتصار غنام، ينخفض عدد الأسرى المضربين عن الطعام إلى خمسة ، بعد تعليق الأسير غنام إضرابه من بينهم الاسير إسماعيل أحمد علي (30 عاماً) من بلدة أبو ديس بالقدس الذي يخوض إضرابًا عن الطعام منذ 94 يوماً متتالية؛ احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وهو أسير سابق أمضى 7 سنوات في سجون الاحتلال، ويرسف في مستشفى "الرملة"، ويعاني من هبوط حاد في دقات القلب التي وصلت نسبتها إلى 25%، وضعف في عضلة القلب، وآلام في الكلى..
والاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد.
ووفقا لإحصائيات رسمية، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 5700، من بينهم 48 أسيرة، و230 طفلًا، و500 معتقل إداري.
بعد انتصار غنام ما زالت حالة التضامن مع اخوته المضربين، لا ترقى للحد الادنى من المستوى المطلوب، ولا التضامن مع الأسرى بشكل عام مرضي.
لمن لم يجرب الأسر نقول له إن الأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعا خارج السجن؛ ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب، والموت يلاحق أسرى زنازين العزل الانفرادي المضربين.
آلام وأوجاع الشعب الفلسطيني كثيرة وصعبة؛ إلا أن من أكثرها صعوبة وخطورة هي آلام الأسرى؛ الذين تفنى زهرة شبابهم وتذوب أعمارهم وأحلامهم خلف قضبان الحديد، التي تأكل من أجسادهم؛ لأجل اعدل وأقدس قضية لتحرير شعب مظلوم ومكلوم .
من بين الاسرى المضربين هي الأسيرة الأردنية هبة اللبدي (24 عاماً)، حيث تخوض إضرابا عن الطعام منذ 31 يوماً بعد إصدار أمر اعتقال إداري بحقها، وهي معتقلة منذ 20/8/2019 خلال وصولها برفقة والدتها لمعبر الكرامة، ورفضت مخابرات الاحتلال إطلاق سراحها، وثبتت الإداري بحقها 5 أشهر.
في كل الاحوال شعب فيه اسرى ابطال لا يمكن ان يهزم، فالشعب الحي ينجب ابطالا يضحون بارواحهم، وبجوع اجسادهم، فجوع الوطن هو أرقى واسمى انواع التضحيات، ومسألة تحقيق الحرية وكنس الاحتلا لهي مسالة الوقت، وقصار النفس عليهم التنحي جانبا.