عرب ٤٨
ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية اجتماع حكومته اليوم، الأحد، أن التحذيرات في إسرائيل، التي أطلقها في الفترة الأخيرة، من تصاعد في الوضع الأمني، ليست خدعة سياسية. وتأتي أقوال نتنياهو قبل ساعات قليلة من لقاء متوقع بينه وبين رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، المكلف بتشكيل الحكومة.
وقال نتنياهو إن "أهمية تشكيل حكومة وحدة قومية واسعة ليست مسألة سياسية، وإنما هذه مسألة قومية، وهي مسألة أمنية من الدرجة الأولى". وأضاف "نحن نرى ما يحدث في الشرق الأوسط. لبنان عاصفة، العراق عاصف، سورية عاصفة، وإيران مسيطرة على هذه المناطق. ونحن نعلم أن القوة التي خدمتنا حتى الآن يجب أن تزداد لاحقا مقابل كافة هذه الظواهر. وهذا يستوجب (اتخاذ) قرارات صعبة جدا".
وتابع نتنياهو أن "ما قلته وما قاله رئيس أركان الجيش (أفيف كوخافي) ليس خدعة إعلامية، وإنما هو انعكاس للواقع، لتحديات الحاضر وتحديات المستقبل القريب. ويتعين علينا أن نتخذ قرارات صعبة تستوجب تشكيل حكومة لديها أكتاف واسعة".
ويذكر أن نتنياهو حاول الشهر الماضي الدفع باتجاه قرار بشن عدوان واسع ضد قطاع غزة، لكن قيادة الجيش والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، منعوا ذلك، بعدما تبين أن نتنياهو قام بذلك من خلال إجراءات غير قانونية، بينها الحصول على موافقة وزار المجلس الوزاري السياسي - الأمني عبر الهاتف ومن دون أن يستمعوا لتقارير أمنية.
ويحاول نتنياهو في الأشهر الأخيرة، بعد فشله مرتين في تشكيل حكومة في أعقاب جولتي انتخابات الكنيست في نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر، التركيز على الجانب الأمني، من أجل ضم كتلة "كاحول لافان" إلى حكومة يمين واسعة برئاسته.
في المقابل، يستدل من تحليلات لتصريحات كوخافي حول "الوضع في الجبهتين الشمالية والجنوبية متوتر وهش وقد يتدهور إلى مواجهة"، أن الجيش الإسرائيلي يريد زيادة ميزانيته، وأن هذا الطلب يصعب تنفيذه تحت حكومة انتقالية، ما يعني أن المأزق السياسي في إسرائيل يؤثر على الجيش بنظر كوخافي وقادة الجيش.
وتلقى غانتس، الأسبوع الماضي، تفويضا من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتشكيل حكومة. وسيكون من الصعب على غانتس تشكيلها بسبب رفض "كاحول لافان" ضم أحزاب الحريديين إلى حكومة كهذه، ويحاول غانتس إقناع نتنياهو بانضمام حزب الليكود فقط للحكومة، لكن نتنياهو ما زال متمسكا بكتلة اليمين، التي تضم الليكود والأحزاب الحريدية وكتلة "إلى اليمين".