دعت جامعة الدول العربية إلى استمرار المقاطعة العربية لـ "اسرائيل"، وتعزيزها كأداة فعالة لمواجهة احتلالها لفلسطين، وإفشال مخططاتها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، باعتبار أن المقاطعة "حركة مقاومة سلمية مناهضة للاستعمار والعنصرية وتحظى بدعم اتحادات ونقابات وأحزاب وحركات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني في العديد من دول العالم".
جاء ذلك في كلمة للأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، اليوم الأحد، لدى بدء أعمال المؤتمر الـ 93 "لضباط اتصال المكاتب الاقليمية للمقاطعة العربية لاسرائيل".
وأكد أبو علي في الوقت ذاته العزم على مواصلة عمل المكاتب الاقليمية للمقاطعة العربية للاحتلال الإسرائيلي، باعتباره "أحد الأشكال المشروعة للتصدي للاحتلال والنضال لإنهائه وصولا إلى تحقيق السلام العادل".
وأوضح أن التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة في الحرية وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس يأتي في إطار تلتقي فيه الإرادة العربية المشتركة مع إرادة المجتمع الدولي ومبادئ القانون الدولي.
وحث في هذا السياق مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان على نشر "القائمة السوداء" للشركات العالمية والاسرائيلية التي تعمل وتقدم خدمات للمستوطنات المقامة على الأراضي العربية المحتلة في الضفة الغربية والجولان العربي السوري.
ووجه أبو علي التحية إلى مواقف كل المنضمين هذا العام للمقاطعة الدولية لـ "اسرائيل" مساندة منهم لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيدا بمواقف بعض الكنائس الداعمة لهذه الحركة الدولية.
وثمن كذلك موقف شركة المواصلات الفرنسية (ألستوم) لرفضها المشاركة في مشروع "القطار الخفيف" في القدس المحتلة "لاعتبارات تتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما وجه أبو علي التحية إلى المتضامنين من كل أنحاء العالم الذين يقودون حملات دولية لمقاطعة شركات عديدة "بسبب تورطها في الجرائم الاسرائيلية والتطهير العرقي الممنهج والمستمر بحق الشعب الفلسطيني".
كما أشاد بالقرار "الشجاع" للقضاء الأوروبي الذي رفض طلب اسرائيل الغاء (علامة المنشأ) عن منتجات المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة بإشارة خاصة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن مؤتمر "ضباط اتصال المكاتب الاقليمية لمقاطعة اسرائيل" يقوم بدور مهم إزاء ضمان استمرارية المقاطعة وتعزيزها "كأداة فعالة لمواجهة الاحتلال وافشال مخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية".
ولفت إلى ان المؤتمر يحظى بأهمية خاصة في ظل التطورات العاصفة التي تشهدها القضية الفلسطينية على كل الأصعدة خاصة تطورات الأوضاع المتعلقة بمدينة القدس والاجراءات المتلاحقة من حكومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار أبو علي إلى ما تواجهه المقاطعة العربية لاسرائيل "من صعوبات ناتجة عن الحرب المضادة التي تشنها ضدها كل من الادارة الامريكية وحكومة الاحتلال"، مبينا ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي صعدت في السنوات الأخيرة من حربها ضد هذه الحركة الدولية.
ويبحث مؤتمر ضباط اتصال المكاتب الاقليمية للمقاطعة العربية على مدار ثلاثة أيام عددا من الموضوعات المتعلقة بمبادئ وأحكام المقاطعة العربية المقررة وذلك في إطار استمرار عمل مكاتب المقاطعة الاقليمية بالدول العربية وتعزيز التنسيق والتعاون والتبادل فيما بينها.