قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الصادرة اليوم الأحد، إن إدارة الأمم المتحدة بدأت في فحص بدائل لطريقة عمل الأونروا، في أعقاب الضغط الشديد الذي تمارسه الولايات المتحدة لإجراءات إصلاحات في الوكالة.
وأفادت الصحيفة العبرية، بأن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، طلب من المنظمات غير الحكومية تقديم مقترحات نموذجية بديلة لتفعيل وكالة الأونروا.
ومن بين المنظمات التي تم التوجه إليها، مركز دراسات السياسة في الشرق الأوسط؛ وهي منظمة غير حكومية مقربة من تل أبيب ومعروفة بمواقفها ضد الأونروا، ويقودها الناشط ديفيد بدين.
وأوضحت الصحيفة، أن الاتصالات بدأت من خلال اجتماعات قصيرة عقدها الأمين العام للأمم المتحدة نفسه مع بدين وشريكه، الحاخام أبراهام كوبر؛ الرئيس المشارك لمعهد شمعون فيزنطال، في لوس أنجلوس، والذي ينشط منذ سنوات في انتقاد الأونروا.
وبعد محادثات معهما، كلف غوتريش مستشارًا في مكتبه بمواصلة الحديث إلى الإثنين، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم".
وكشفت الصحيفة أنه على مدار العام ونصف العام الماضيين، عقد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك سلسلة من الاجتماعات بين مسؤول كبير في مكتب غوتريش والمندوبين المواليين لإسرائيل. وبالإضافة إلى الحاخام كوبر وبدين، حضر اللقاءات الدكتور أهارون جروس، الذي ترجم الكتب المدرسية في مؤسسات الأونروا من اللغة العربية.
ونقلت الصحيفة عن بدين، قوله إن الأونروا تبنت قيم منظمة التحرير الفلسطينية، التي تسعى إلى تدمير دولة إسرائيل، وليس قيم الأمم المتحدة التي تسعى جاهدة إلى حل النزاعات والسلام
واعتبر أن "تمديد فترة عمل الأونروا، المتوقعة قريبًا، يجب أن يشترط بالشفافية والتغيير الأساسي لمناهج التعليم."
وحسب الصحيفة، جرت بين الطرفين، 4 اجتماعات خلال الفترة المشار إليها، وتم تحديد الاجتماع التالي في منتصف الشهر الحالي.
وخلال المحادثات الأولى، شدد بدين وكوبر على محتوى التحريض ضد إسرائيل واليهود الذي يظهر في الكتب المدرسية في العديد من مدارس الأونروا في مخيمات اللاجئين شرقي القدس وفي الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان.
كما تم عرض الاختلافات الكبيرة بين تفويض الأمم المتحدة الممنوح للأونروا ومهمة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تتعامل مع بقية النازحين في العالم. على سبيل المثال، يتعين على وكالة الأمم المتحدة إعادة تأهيل اللاجئين الذين يقعون تحت مسؤوليتها بينما تديم الأونروا حالة اللجوء.
وادعى بدين وكوبر، أن الفلسطينيين هم الوحيدون الذين ينقلون وضع اللاجئين إلى أحفادهم، بينما في حالات أخرى، ينتهي وضع اللاجئين بعد جيل أو جيلين، وانه نتيجة لإرث وضع اللاجئ لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجروا من فلسطين خلال حرب عام 1948، تدعي الأونروا اليوم أنها تتعامل مع حوالي 5 ملايين لاجئ فلسطيني؛ وهي ظاهرة لا مثيل لها في العالم وفق قولهم.
ويرى مراقبون أن توقيت تسريب تقارير حول وجود فساد في أروقة الـ "أونروا"، "ليس بريئًا"، ويخدم رؤية "إسرائيل" وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية، وتنفيذ خطة التسوية المعروفة باسم "صفقة القرن"، باعتبارها "الشاهد السياسي والدولي على قضيتهم".
وتعرضت الوكالة إلى ضغوط شديدة، منذ أن أوقفت الإدارة الأمريكية، في أيلول/سبتمبر 2018، كامل مساعدات بلادها المالية البالغة نحو 300 مليون دولار، حيث لا تخفي واشنطن و"إسرائيل"، رغبتهما في حلّ وكالة "أونروا"، ونقل صلاحياتها للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد طالب في حزيران/يونيو 2017، بـ "تفكيك" وكالة أونروا، ودمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
وتقدم الوكالة حاليًا خدماتها لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس.