بالرغم ان محطات الحياة قد مضت به قدما بعيدا عن مدينته سلفيت، الا أنها بقيت متوقفة كلما يعود بذاكرته وذكريات طفولته اليها.
المهندس الفنان محمد الدغليس 70 عاما أعاد ما اختزلته ذاكرته عشرات السنوات عن وطنه بشكل عام ومسقط رأسه سلفيت بشكل خاص، بلوحات فنية بعدة أساليب لتحاكي جميع فئات واذواق المجتمع.
وكان الدغليس عاشقا للطبيعة منذ طفولته، كان يوثق ما تراه عينه على قصاصات ورقية والتي تحولت فيما بعد من ارقى الفنون التشكيلية والتي تصدرت المعارض العالمية،
أنهى دراسته بالهندسة المعمارية، ليجسد الأماكن التي عاش فيها، وكذلك المواقع الفلسطينية التراثية، علاوة على ذلك تجسيد الطقوس الفلسطينية، كما قال الدغليس لمعا، دراسته بهذا المجال على اعتبار ان العمارة هي أرقى الفنون التشكيلية التطبيقية،
فكان عضوا في رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين عام 1988، وعضو في لجنة تحكيم مشاريع التخرج لطلاب العمارة، وعضوا في جنعية المعمارييين الاردنيين،
شارك في العديد من المعارض الفنية المختلفة بلوحاته والتي يقدر عمرها الزمني اكثر من 45 عاما، فاز في العديد من المسابقات المعارية والفنية، منها مسابقة مبنى رأسة الجامعة الاردنية، وصروح تذكارية، وجداريات لمقامات شهداء الصحابة في أنحاء الاردن، وزخرفة المساجد، الى أن عاد الى بلدته سلفيت ليواصل عمله الفني.
ويضيف الدغليس لمعا: تناولت في معرضي عدة زوايا من مختلف مناحي الحياة، فجسدت في زاوية ما في ذاكرتي الفلسطيني عن القدس بماضيها وما يراه او يسمع عنه هذه الايام من ممارسات الاحتلال، من حفريات وإنتهاكات بحق الاقصى، وأخرى عن الاهل في القدس محبي للسلام ويبحثون عن الامان، وزاوية وأخرى عن بلدات وقرى محافظة سلفيت، بتراثها، وعراقتها وزهورها، ما بين الماضي والحاضر، ومراحل تطورها،
ويضيف "لن أنسى بلوحاتي قصص المعاناة اليومية وصراع البقاء، بلوحات والتي تبين قوة القوي، وقوى الظلام، علاوة على ذلك زاوية تحاكي قصص الشهداء والتي أوجزتها بلوحة لشهيد سلفيت محمد شاهين".
وعن لوحاته والتي تستخدم للمعايدة في المناسبات يقول" أستخدم فني في المناسبات والاعياد، وتستخدم ككروت معايدة، حيث أقوم برسم ما يريده الشخص، وترجمة فكرته على أرض الواقع لتقدم كهدايا".
وينهي حديثه قائلا "أحمد الله على تحقيق حلمي والذي عمره عشرات السنوات".
يشار الى أن المعرض الفني والذي استمر لمدة اسبوع، والذي نظمته بلدية سلفيت خلال حفل افتتاح مشروع تأهيل ديوان البلدية، وبرعاية محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل، ووزير الثقافة، الدكتور عاطف ابو سيف، وبحضور مدراء المؤسسات الامنية والمدنية وحشد من المواطنين وهواة الفن .