أغلق المحتجون الطرق في بيروت وأجزاء أخرى من لبنان، صباح اليوم، الإثنين، استمرارا للمظاهرات الحاشدة التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية الليلة الماضية، مواصلين بذلك موجة احتجاجات شلت مناحي الحياة منذ أكثر من أسبوعين.
وقال شهود عيان إن المحتجين أغلقوا عددا من الطرق في العاصمة بيروت، فيما يتواصل تعطيل العملية التعليمية في جميع المدارس والجامعات في ظل إغلاق الطرق بمختلف المناطق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المحتجين أغلقوا الطرق في مناطق أخرى منها مدينة طرابلس في الشمال، وفي منطقة خلدة بجنوب بيروت على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى جنوب لبنان.
وأفادت غرفة "التحكم المروري" عبر "تويتر"، اليوم، بقطع طرقات نهر الكلب، جل الديب، مزرعة يشوع، جسر الرينغ، الصيفي، الشفروليه، ساحة ساسين، وفردان ضمن نطاق بيروت، بالإضافة إلى قطع الطرقات المؤدية من الجنوب باتجاه بيروت في صيدا عند دوار إيليا ودوار الرئيس الحريري، والجية عند مفرق برجا، والناعمة، وأوتوستراد خلدة، والشويفات؛ كما قُطع عدد من الطرقات المؤدية من زحلة باتجاه بيروت، ومن طرابلس شمالاً باتجاه العاصمة.
وفي شمال لبنان، حصل تدافع بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الذين قطعوا أوتوستراد البحصاص – بيروت، وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية عن إطلاق الجيش الرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة شاب تم نقله إلى المستشفى. ولفتت إلى أن المتظاهرين قطعوا أوتوستراد القلمون - بيروت بالشاحنات، فيما الطريق البحرية بقيت سالكة.
يأتي ذلك صبيحة تظاهرات حاشدة اجتاحت ساحات الاحتجاج المركزية في لبنان؛ وفي بيروت تدفق المتظاهرون، أمس إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، مع اصطفاف السيارات على جانبي الطرقات السريعة، في ظل زحف بشري كان يمكن رصده من على بعد أكثر من كيلومترين عن الساحتين من مختلف الاتجاهات.
مصدر مقرب من باسيل: الحريري مرشح مثل آخرين لرئاسة الحكومة
وعلى صلة، قال مصدر مقرب من وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، "مرشح مثل آخرين لرئاسة الحكومة المقبلة".
وأضاف المصدر المقرب من باسيل، رئيس التيّار الوطني الحر، أن "الاتصال مع الحريري كما مع غيره، ويوضع ضمن خانة المشاورات التي تسبق الاستشارات النيابيّة المُلزمة".
وحول إن كان عون سيُكلّف الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة، أجاب المصدر، طلب عدم نشر اسمه، بأن "الحريري مُرشّح مثل آخرين لرئاسة الحكومة، ولا شيء محسوم حتى الساعة في هذا الشأن".
وعن موعد بدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس وزراء، شدد على أن "رئيس الجمهورية وحده من يُقرّر موعدها".
والسبت، أعلنت الرئاسة اللبنانية، أن عون يجري "اتصالات ضرورية لحل بعض العُقد"، قبل بدء الاستشارات النيابية قريبًا.
ويحتج المتظاهرون على النخبة الحاكمة في لبنان منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مما قاد إلى استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، الأسبوع الماضي.
ودفعت الاحتجاجات، التي لم يسبق لها مثيل وعمت أرجاء لبنان، بالبلاد إلى أتون اضطرابات سياسية بينما تجد صعوبة في احتواء أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
عرب48