أظهر تقييم للأوضاع السياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي، أن فرص تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، وصلت إلى الصفر، وإنه إن لم يحدث أي تقدم جريء، فإن "إسرائيل" ستخوض الانتخابات للمرة الثالثة خلال عام.
جاء ذلك وفق تقييم أجرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الصادرة اليوم، وشارك فيه مسؤولون في أحزاب "الليكود"، و"أزرق - أبيض"، و"إسرائيل بيتنا" بالإضافة إلى حزب "اليمين الجديد".
وتعليقا على نتائج التقييم، نقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي إسرائيلي، وصفته بأنه "رفيع المستوى" (لم تسمه)، قوله: إنه في الوضع الذي نشأ - وخاصة بعد التحقيق مع المتحدثين باسم رئيس الحكومة، الأسبوع الماضي وردود الفعل التي أثارها في كلا المعسكرين - أصبحت الاختلافات في المواقف بين الطرفين كبيرة للغاية وغير قابلة للجسر.
ووفقًا للمصدر نفسه، فإن الوضع القانوني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الاعتبار الحاسم في الصراع بين الحزبين.
وقال إن "أزرق - أبيض" ينتظر قرار المستشار القانوني للحكومة بشأن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في غضون أسابيع قليلة.
أما بالنسبة لحزب "أزرق - أبيض"، يضيف المصدر، "حتى إذا ألغى مندلبليت تهمة الرشوة، فإن أي لائحة اتهام ضد نتنياهو ستعرقل إمكانية تشكيل حكومة معه".
وأشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أن نتنياهو يريد الاستمرار في شغل منصب رئيس الوزراء حتى بعد توجيه الاتهام إليه، مشيرا إلى أنه لن يترك منصبه في وقت مبكر، وعلى ما يبدو، حتى بعد تقديم لائحة الاتهام سيواصل التمتع بدعم كامل في الليكود والكتلة اليمينية.
وأشار إلى الانتقاد الشديد الذي وجهه نتنياهو ووزير القضاء أمير أوحانا إلى النيابة العامة، من جهة، والخطاب الانتخابي الذي ألقاه رئيس تحالف "أزرق - أبيض" بيني غانتس في ميدان رابين، من ناحية أخرى، كدليل على اتساع الفجوة بين الطرفين.
وأضاف أنه من الواضح أن كتلة اليمين و"الليكود" لن يتخلوا عن نتنياهو وسيخوضون الانتخابات للمرة الثالثة، على الرغم من احتمال تعرضهم للضرر.
وبشأن حزب "أزرق - أبيض" علًق المصدر ذاته، أنه تم تقويض مكانة غانتس في حزبه، وأنه حتى لو أراد تبني مخطط الرئيس الإسرائيلي، فإنه لا يستطيع فعل ذلك.
وأضاف، بعد سقوط خيار تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من الأحزاب العربية - بسبب معارضة أفيغدور ليبرمان، ويوعاز هندل وتسفي هاوزر من "أزرق - أبيض"، فإن الخيار الوحيد المتبقي هو عودة ليبرمان إلى كتلة اليمين.
ووفقًا للمصدر السياسي، "بما أن حكومة الوحدة ماتت، فإن من شأن خطوة جريئة كهذه من جانب ليبرمان أن تمنع انتخابات ثالثة. وفي الوقت نفسه، تنفذ الرمال في ساعة النظام السياسي، إذ لم يتبق أمام بيني غانتس إلا أسبوعين لتشكيل الحكومة".
ويضيف، وفي نهاية هذه الفترة، ستكون الطريقة الوحيدة لمنع الانتخابات هي توقيع 61 من أعضاء الـ "كنيست" على دعم أحد المرشحين - وهو سيناريو منخفض للغاية ويعتمد على تفكك إحدى الكتلتين.
في هذه الأثناء، تواصل تبادل الاتهامات بين الليكود و"أزرق - أبيض"، حيث أبلغ نتنياهو قادة اليمين بأن الأخير، قطع الاتصال، ولم يعد مستعدًا للتفاوض مع "الليكود".
وقال نتنياهو: "لقد وافقنا على العديد من التنازلات. أردت أن أسمع إجابات من غانتس ولم أسمع أي إجابة. لقد حاول فريق التفاوض لدينا طوال يومين مقابلة فريق التفاوض في (أزرق - أبيض)، لكنهم رفضوا ذلك، ولم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع".
فيما عقب "أزرق - أبيض" على تصريحات نتنياهو، بالقول إن "سلوك نتنياهو يثبت أنه لا يريد الوحدة، بل حكومة حصانة".
ويرى مراقبون أن المفاوضات مع "الليكود" وصلت إلى باب موصد، وأنه في الأيام الأخيرة، كما يقولون، طرأ تغيير على توجه القائمة من هدف الوحدة مع "الليكود"، إلى هدف تشكيل حكومة أقلية تضم "أزرق - أبيض" والأحزاب اليسارية والعربية.
وقال مسؤول كبير في "أزرق - أبيض" لصحيفة "يسرائيل هيوم": "بالنسبة لنا، كانت هناك محاولة حقيقية لتشكيل حكومة وحدة، لكنها لم تنجح. نتنياهو جعل الجميع يشمئزون منه ونحن لا نثق به. هذا يتركنا أمام خيار واحد - أن نتدبر من دون الليكود، ونأمل ألا يقود ليبرمان إلى الانتخابات، بل على العكس، أن يكون بمثابة منقذ ".
ورد على سؤال فيما سيتم التوجه إلى انتخابات ثالثة؟ .. أوضح المسؤول في "أزرق - أبيض"، أن "كل هذا يتوقف على مقياس كراهية ليبرمان لنتنياهو".
في الوقت نفسه، نفى مسؤولون يمينيون كبار تقارير الأمس حول تفكيرهم في ترك الكتلة اليمينية والانضمام إلى حكومة يقودها غانتس.
وقال مقربون من عضو الـ "كنيست" نفتالي بينت من حزب اليمين لـ "يسرائيل هيوم" إن رجال غانتس قدموا اقتراحات سخية للحزب، بما في ذلك استعداده لإعلان السيادة الفورية في غور الأردن إضافة إلى المناصب الوزارية لبينت وشكيد. لكن الحزب يتمسك بكتلة اليمين وبدعم نتنياهو، ورفض كل الاقتراحات.
في الوقت نفسه، التقت أييلت شكيد، أمس، بـ أفيغدور ليبرمان في الـ "كنيست"، وذلك في محاولة منها لايجاد تسوية مع الأخير لإعادته إلى اليمين.
وكانت وسائل إعلام عبرية، كشفت عن عزم ليبرمان القيام بجولة من المشاورات في الأيام المقبلة بغرض اتخاذ قرار نهائي، وفي محاولة لإنهاء المعضلة السياسية، حيث من المتوقع أن يجتمع بفرق التفاوض من "أزرق - أبيض"، و"العمل - جسر"، بهدف المضي قدمًا لإبرام خطوط عريضة مشتركة.
ويصر "أزرق- أبيض" على تشكيل حكومة وحدة ليبرالية، عبر فك "الليكود" تحالفه مع أحزاب "يمينا" و"شاس" و"يهدوت هتواره"، لكن "الليكود" يصر على تمثيله لكافة الأحزاب في كتلة اليمين.
كما يطالب "أزرق-أبيض" بأن يكون غانتس هو رئيس الوزراء في الفترة الأولى، في حال الاتفاق مع نتنياهو على تولي المنصب بالتناوب.
في حين يسعى نتنياهو إلى أن يكون شريكا في الحكومة المقبلة، بصفته زعيما لكتلة اليمين التي تضم كافة الأحزاب اليمينية، بهدف تعديل قانون الحصانة، ومنع محاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، بصفته عضو "كنيست".
وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة مرتين بعد جولتي انتخابات، وتم تكليف غانتس بتشكيل الحكومة.