هناك بعض الجدل الدائر في صفوف الأطباء والمختصين في الصحة العقلية حول ما إذا كان الإفراط في استخدام الهاتف المحمول يشكل إدمانا حقا أم أنه نتيجة لمشكلة السيطرة على الانفعالات. ومع ذلك، يقرّ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية بإدمان سلوكي واحد بهذا الفعل يشبه إدمان القمار.
وفي تقريرها الذي نشره موقع هيلث لاين، توضح الكاتبة ريبيكا جوى ستانبورو أن هناك بعض أوجه التشابه المهمة بين الإفراط في استخدام الهاتف الجوال والإدمان السلوكي مثل إدمان القمار، منها:
● فقدان السيطرة على السلوك.
● الإصرار أو مواجهة صعوبة حقيقية في الحد من السلوك.
● الانسحاب، أو الشعور بالضيق والقلق عندما لا يمارَس السلوك.
● الانتكاس، أو مزاولة العادة نفسها مرة أخرى بعد فترات من التجنب.
رابط الدوبامين
هناك تشابه آخر بين الإدمان السلوكي والإفراط في استخدام الهاتف المحمول، يتلخّص في إطلاق مادة كيميائية في الدماغ تعمل على تعزيز السلوك القهري. وبعبارة أخرى، يحتوي الدماغ على العديد من المسارات التي تنقل مادة كيميائية مؤثرة يطلق عليها الدوبامين. وبالنسبة للعديد من الناس، يحفز التفاعل الاجتماعي إطلاق هذه المادة.
والعديد من الأشخاص معتادون على استخدام هواتفهم كوسائل للتفاعل الاجتماعي مما يساهم في إطلاق مادة الدوبامين عند التواصل مع الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض التطبيقات الأخرى.
استخدام الهاتف للتواصل الاجتماعي عبر مواقع التواصل يحفز إفراز مادة الدوبامين التي تعزز السلوك القهري (رويترز)
استخدام الهاتف للتواصل الاجتماعي عبر مواقع التواصل يحفز إفراز مادة الدوبامين التي تعزز السلوك القهري (رويترز)
أعراض إدمان الهاتف
لكي تعرف إن كنت ممن يفرطون في استخدام هواتفهم، فإن العلامات التالية ستخبرك:
• البحث عن هاتفك في اللحظة التي تكون فيها بمفردك أو عندما تشعر بالملل.
• الاستيقاظ خلال العديد من المرات في الليل لفحص هاتفك.
• الشعور بالقلق أو الانزعاج أو الضيق عندما يتعذر عليك الوصول إلى هاتفك.
• تسبب استخدامك للهاتف في التعرض لحادث أو إصابة.
• تداخل استخدام الهاتف مع أدائك الوظيفي أو واجباتك المدرسية أو علاقاتك.
• قلق الأشخاص في حياتك بشأن أنماط استخدامك للهاتف.
• الانتكاس السريع عند محاولة الحد من استخدامك للهاتف.
كيف تحدّ من الإدمان؟
فيما يأتي الخطوات التي بإمكانك اتباعها لتغيير الطريقة التي تتفاعل بها مع هاتفك والحد من آثاره السلبية على حياتك:
اكتشف إن كانت هناك مخاوف كامنة
يعتقد باحثون أن الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بشكل مفرط ربما يحاولون تجنب المشاكل في حياتهم التي قد تكون معقدة ويصعب حلها. لذلك، يعتبر البحث عن شيء ما أعمق يزعجك من أهم الأشياء التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
اتبع العلاج المعرفي السلوكي
من شأن هذا النهج العلاجي أن يسلط الضوء على الروابط بين أفكارك وسلوكياتك وعواطفك، كما يمكن أن يساعدك على تغيير أنماط سلوك معينة، وقد يكون هذا العلاج فعالا في موازنة التغييرات في كيمياء الدماغ المرتبطة بإدمان الهاتف المحمول.
بالإضافة إلى ذلك، بإمكانك تجربة هذه الخطوات:
• أزِل التطبيقات التي تستهلك وقتك من هاتفك وحاول الوصول إليها عبر جهاز لا تحمله معك طوال اليوم.
• غيِّر إعدادات الهاتف لإلغاء الإشعارات والتنبيهات المخلة.
• اضبط الشاشة على مقياس رمادي لمنعها من إيقاظك في الليل.
• ضع لنفسك بعض الحدود حول استعمال الهاتف، وعلى سبيل المثال، يمكنك إنشاء أسئلة قفل الشاشة على غرار "لماذا الآن؟" و"لماذا؟".
• اترك هاتفك بعيدا عنك واشحنه في مكان ما إلى جانب غرفة نومك.
• طوّر الهوايات التي من شأنها أن تغذي روحك واستبدل الألعاب وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي بنشاطات واقعية مثل مقابلة الأصدقاء أو العمل التطوعي.
وعموما، يعد تقليل استخدام الهاتف المحمول جزءا من مسيرتك نحو استخدام صحي له، لكن لا تتوقع أن تُحقق ذلك على الفور، بل إنك ستتعلم من كل تجربة.
المصدر:الجزيرة نت