الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قدرات حماس 2014 تحوّلها إلى "شبه جيش نظامي" ! بقلم: "عبد القادر عقل"
تاريخ النشر: السبت 26/07/2014 23:52
قدرات حماس 2014 تحوّلها إلى "شبه جيش نظامي" !  بقلم: "عبد القادر عقل"
قدرات حماس 2014 تحوّلها إلى "شبه جيش نظامي" ! بقلم: "عبد القادر عقل"

  من الواضح أن الجناح العسكري لحماس أقوى بكثير من أي وقتٍ مضى، ويتضح من الفيديو كليبات التي يعرضها مكتبه الإعلامي تفوق قدراته، وتنوع تكتيكات، وتعدد كتائبه، فكتائب القسام باتت "كتائبا داخل كتائب" !.

 

وحدات قنص متمرسة وببنادق نمساوية وروسية، وعالمية شهيرة مختلفة الأنواع والأحجام، شبكة أنفاق واسعة، حتى أن بعض الأنفاق مخصص ليس فقط طوليا للذهاب والإياب بخط مستقيم، بل إن هناك أنفاقا الواحد منها بأكثر من إتجاه !.

 

ليس فقط القناصة أو الأنفاق ما طوّره القسام، فقد بدا من الواضح ظهور ما يطلق عليه "العبوات البرميلية" لأول مرة في تاريخ القسام، ويبدو أن الواحدة منها تزن على الأقل 50 كغم حسب ما أشارت إحدى البيانات العسكرية قبل نحو أسبوع، أما عبوات "شواظ" و" أفراد"، وقذائف "ياسين"، و"البتار" والتي تشكل الأخيرتين بمثابة "RBG النسخة الفلسطينية" فهي قديمة جديدة، وفجّر جناح حماس العسكري منها المئات خلال أواسط إنتفاضة الأقصى الثانية أي ما بين الأعوام 2003 - 2006، ولا تزال تستخدم حتى اليوم وهي من صناعة محلية فلسطينية.

 

 وعلى الصعيد كتيبة الضفادع البشرية "الكوماندوز البحري" فكانت أول ما إستهلت به كتائب القسام مفاجآتها للإحتلال الاسرائيلي، ولا ننسى أسلوب القتال خلف خطوط الإحتلال، فهذا - أي الأسلوب- يفاقم عقدة "الأشباح الغزاوية" في عقلية الجندي الاسرائيلي !وهذا من الأمور الأساسية التي أكسبت حماس نقاطاً إضافية نحو الإنتصار في المعركة الحالية، فعنصر المباغتة والمفاجأة من أهم العناصر العسكرية والأمنية في داخل أي حرب، ومن يملكها تزداد فرصته للتقدم نحو الإنتصار.

 

بخصوص الصواريخ الفلسطينية، فمستوطنات غلاف غزة، وتلك التي تبعد عنها مسافة 40 كم، فوحدات التصنيع في القسام يبدو أنها كدّست آلافاً من الصواريخ التي يصل مداها إلى 40 كم، فنُلاحظ في إحصائية القسام التي نشرها في اليوم ال19 للحرب أن الوجبات الصاروخية الكبرى كانت من نصيب مستوطنات غلاف غزة بمئات الصواريخ، فهي تتلقى ما معدله 100 صاروخ تقريباً يوميا كانت من الوحدة الصاروخية القسامية وحدها، وهنا لابد أن نشير إلى الأجنحة العسكرية الأخرى بكل تأكيد فهي شريكة في المعركة جنبا لجانب، وهنا يبرز الدور الأكبر لتلك الأجنحة فهي أمطرت مستوطنات غلاف غزة يوميا بمئات الصواريخ.

 

ولا ننسى الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى وأثرها في فرض الحصار الجوي على مطار بن غوريون وملاحة دولة الاحتلال لأول مرة في التاريخ منذ عقود طويلة، وهذه لوحدها نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

 

 

"طائرات الإستطلاع الفلسطينية" أسلوب فاجئ القريب قبل البعيد، وفاجأ أهل غزة قبل أن يفاجئ الإحتلال، فلم يتوقع أحد أن تحلق في يوم من الأيام طائرات استطلاعية من صنع محلي فلسطيني في سماء الأراضي المحتلة عام 48، من جانبها دولة الاحتلال إعترفت بإسقاطها الطائرات الفلسطينية بصواريخ "باتريوت"، وهنا ليس الإنجاز في الإسقاط بقدر ما هو إنجاز للمقاومة الفلسطينية، فصاروخ الباتريوت الواحد إطلاقه على أي جسم دقيق يكّلف ما يقارب 2 مليون دولار (فقط للصاروخ الواحد )، والذي زاد قصة الطائرات تعقيدا وخطورة على الاحتلال هي وجود أنواعٍ هجومية منها كما شاهدها الجميع عبر الاعلام المقاوم لحركة حماس، وبالتالي تملك قدرة على قصف أهداف ب4 صواريخ تحملها على جناحيها.

 

 وبالنسبة لكوماندوز القسّام البري أو ما يطلق عليها "وحدات النخبة" فهي وحدات مُختارة تماما كما يختار الجيش الاسرائيلي وحدات نخبته، لكن من الواضح أن "نخبة الجعبري" أثخنت في "نخبة غولاني"، ومنعتها من دخول الأحياء الفلسطينية، وإعترف الإعلام العبري بعئرات القتلى من جنوده، بينهم قادة في سلاح المشاة والمدرعات، وخسائر فادحة طالت أفراد لواء النخبة "غولاني"، كما قال الاعلام العبري أن المعارك على تخوم غزة من أقسى وأصعب المعارك منذ أيام عصابات الهاغاناه والشتيرن "أيام نكبة 48"، مع أن القتال الضاري الذي خاضه "لواء غولاني" المتميز كان داخل مناطق مفتوحة سهلية ومكشوفة وبالمسمى المتعارف عليه "مناطق ساقطة أمنيا".

 

وعلى الأرض حتى في المناطق المكشوفة والتي من المفترض أن تكون سهلة بالنسبة لأقوى جيش في الشرق الأوسط، تلقت آليات الاحتلال ومدرعاته ضربات قاصمة بصواريخ "الكورنيت" وغيرها من الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، أما في الجو فأيضا المقاومة الفلسطينية ومنها حماس قالت أنها أصابت عددا من الطائرات الحربية المقاتلة بصواريخ أرض جو، هذا ما لمسته بشكل سريع من خلال متابعتي لوضع المقاومة الفلسطينية في غزة وجناح حماس العسكري منها خاصة، ومن يدري ربما ما خفي يكون أعظم !

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017