اكرام عودة-نابلس
"يا عيد لا تيجي، أطفالنا ماتوا، ولسّا جرح الوطن ما طاب" هذا هو لسان حال أبناء الشعب الفلسطيني في استقبالهم لعيد الفطر، الذي أتى تاركا بهجته في جميع البلاد الإسلامية باستثناء فلسطين، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.
ومع اقتراب حلول العيد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مختلفة لارتداء الأسود في هذا العيد، وبأن تقتصر الضيافة على التمر والقهوة، ففي بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس قام مجموعة من الشبان بتجهيز ما يقارب 500 قميص أسود، بأحجام مختلفة، طبعت عليها عبارات منها: "كلنا مع غزة، وشهداؤنا ليسوا أغلى من شهدائكم"، حيث سيتم توزيعها ليلة العيد على كل شباب وأطفال البلدة ليوحّدوا الزي في العيد.
عيد بنكهة الحداد
وكما طالبوا المواطنين برفع الرايات السوداء على منازلهم، تنديدا باستمرار العدوان على قطاع غزة الذي زاد عدد شهدائه عن الألف، كما سقط عدة شهداء في الضفة الغربية خلال المواجهات التي اندلعت يوم الجمعة الماضي وقمع الاحتلال لمسيرات التضامن مع قطاع غزة.
كما انتشرت دعوات واسعة من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتداول عبارة عيد شهيد بدلا من عيد سعيد، في تعبير عن الحال الذي جاء به عيد الفطر هذا العام، بالإضافة إلى الاقتصار على الشعائر الدينية في العيد وتقديم التمر والقهوة السادة فقط للزائرين.
وفي بلدة حوّارة جنوب مدينة نابلس، والتي سقط فيها شهيدان مؤخرا قام أهالي البلدة بإغلاق كامل للمحلات التجارية حدادا على شهداء غزة وشهداء البلدة، إلى أن قام والدا الشهيدين بمطالبتهم بفتح محالّهم التجارية لا سيما أن العيد مقبل ومن حق الأطفال أن يفرحوا بعيد كتبه الله لهم رغم الألم.
أصداء العيد في الشوارع
وتقول أم بشار السرطاوي إن الأوضاع النفسية لأهل فلسطين هذا العام سيئة جدا، نظرا لما يجري من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية، وأن المواطنين غير مستعدين لاستقبال عيد الفطر لهذا العام، حيث أن الحزن والخوف هو ما يسيطر على أجواء العيد.
وتشاركها الرأي المواطنة انتصار حنون، التي لم تشتر ملابس العيد لأبنائها، ولم تقم بإعداد حلويات العيد لهذا العام، بسبب الأوضاع الراهنة، قائلة: "إن المواطنين مشغولون بما يجري حاليا بالقطاع، وبالتالي لا يوجد نفسية جيدة أو استعداد لعيد الفطر".
حينما يزور العيد بيوتا اكتست الحداد لونا، وشوارعا نكست الأعلام، وأطفالا منهم من هو تحت الأرض ومنهم من يذرف الدموع على من فقده، فهل يبقى اسمه عيد فطر سعيد؟!