تقرير اسماء قلالوة
جاءَ العيدُ يا وطني يا شعبي بكرامةِ كلِ الشهداء، سلامي وصلاتي قُبلاتي إلى أرواحهم، صمتٌ وحزنٌ خيمَ على قلوبِ النساء المكسورة نساءِ فلسطين، نساءٍ باسلاتٍ أنجبنَ أبطالاً أقوياء كمثل شجرةِ الزيتون، جذورها في الأرض وأغصانها تُعانق السماء، ترفعُ أغصانَها لتسبّح لرب الكون العظيم، رائحة الموت في كل مكان، شهداءٌ سقطوا وأمهاتٌ تذرفُ الدمعَ وتحتضنَ فلذاتِ أكبادها، تودعهم في عرسِ الشهيد .
يستقبلُ أبناءَ شعبنا في القطاع والضفة عيد الفطر هذا العام، على واقع مؤلم من كثرةِ جنازاتِ الشهداء وعائلات أبيدت بأكملها، إضافة لمئات المنازل التي دمرت خلال فترة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاعِ غزة.
وحسب مصادر طبية، أُستهدف حوالي (508)منزلاً، واللحاق أضراراً كبيراً في الممتلكات العامة بما فيها منازل وشقق ومحلات تجارية.
فيما بلغت حصيلة الشهداء جراء هذا العدوان حوالي (1032)شهيداً من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى إصابة (6000)مواطناً آخرين بجراحة مختلفة .
السيدة أم محمد البالغة من العمر (48)عاماً، تنحدر من قرية الجديدة قضاء جنين تقول:" بدأت المأساة أول أيام رمضان لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف وتدمير المنازل وعمليات التفتيش التي جاءت نتيجة لعملية خطف المستوطنين الثلاث على أيدي حركة حماس حسب اعتقادهم وزعمهم، فعشنا حالة من الرعب والخوف على أطفالنا بعد قيام احد المستوطنين بإحراق جثة الطفل محمد خضرية من شعفاط ".
وتضيف أم محمد: كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال قيادات في حركة حماس، واعتقال أسرى محررين من ضمنهم الأسير علاء قلالوة، وفراس جرار أبناء قرية الجديدة، الذين قدموا عمرهم وحياتهم كلها من أجل الوطن وأبنائه.
السيدة أم أكرم البالغة من العمر (40)عاماً، تنحدر من قرية الجديدة تقول: " كيف سنفرح وأبناء شعبنا في غزة مبعثرين على الأرض؟؟
كيف سنتناول كعك العيد وشبابنا جياعُ ومرضى داخل زنازيل السجون؟؟ واضطرابات عن الطعام تزهق أرواحهم.
وكيف سنرتدي ثياب العيد والمحتل الغاصب يجوب كل مدن فلسطين؟؟ بعثروا وكسروا كل بيتٍ واعتقلوا رجالاً أقوياء مثل شعاع الشمس.
السيدة أم كمال تبلغ من العمر (55)عاماً، تقول :"جاءنا رمضان مثقل بالهموم والحزن نتيجة للعدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة في هذا الشهر الكريم، قلوب ملوعه مثل الجبال انتشلوا شهدائهم من بين الركام، ودعوهم بالقبلات والدعوات لتحقيق النصر القريب على الأعداء".
وتضيف:شعب بإيراده الجبال قدموا أغلى ما يملكونه لوطنهم، جاهدوا وقاوموا العدو رغم الجوع والعطش الذي كان يسيطر عليهم، وعند أذان المغرب يفرون مسرعين ليتناولوا ما تيسر لهم من طعام في جو هذا الحرب اللعين.
تتابع أم كمال:" في كل عيد أصنع كعك المعمول لأرسم البسمة على وجه عائلتي وأطفالي، لكن هذا العيد لم أعد الكعك؛ تضامناً مع أهلنا في غزة، وتضامناً مع أمهات شهدائنا الأبطال، فالعيد فرحة للصغار فسنقدم التمر والقهوة السادة لضيوفنا في هذا اليوم الحزين".
تضيف أم أكرم:الأرض لنا والبحر لنا والسماء تتلألأ بالنجوم وضوء القمر رفيق درب المجاهدين، لياليهم فر وكر، وخطفه كل جبان صهيون، انتم الغاصبون ارحلوا، نقسم بالله العلي العظيم أن نحرق الأرض تحت إقدامكم .