ذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء أن إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني حذر السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني دولاً في المنطقة من أنها ستواجه عواقب وخيمة لم يحددها إذا ثبت تدخلها لإذكاء الاضطرابات في بلاده.
وقد نقلت فارس عن إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني قوله «على بعض دول المنطقة أن تعلم أنها ستمر بوقت عصيب في المنطقة إذا ثبت بالدليل تدخلها في إشاعة الاضطرابات في إيران.
وألقت إيران من قبل بالمسؤولية على «خارجين عن القانون» لهم صلات بمعارضين في الخارج وأعداء أجانب، عادة ما تقصد بهم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، في تأجيج اضطرابات تلت رفع أسعار البنزين وأدت إلى قيام الحرس الثوري باعتقال نحو ألف متظاهر ووقوع بعض أسوأ أعمال العنف خلال عقد.
وساندت السعودية وهي خصم إيران الإقليمي وإسرائيل عدوها اللدود الخطوات الأمريكية لإعادة فرض العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع مع القوى الكبرى في عام 2015.
وقال مسؤولون إيرانيون السبت إن القوات الإيرانية وأفراداً من الحرس الثوري ساعدوا الشرطة في إخماد اضطرابات عنيفة في إقليم كرمانشاه قبل أيام، واتهموا «عملاء أمريكيين» بالاندساس وسط المحتجين المسلحين.
وذكرت منظمة العفو الدولية أن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في الإقليم الواقع غرب البلاد مما يجعله الأكثر تضرراً جراء الاحتجاجات التي اندلعت على مدى الأيام الماضية بسبب ارتفاع أسعار البنزين وسقط خلالها أكثر من 100 قتيل على مستوى البلاد. وترفض إيران تلك الأرقام وتصفها بأنها «مجرد تكهنات».
ويبدو أن أعمال العنف هي الأسوأ، على الأقل منذ أخمدت إيران «الثورة الخضراء» عام 2009، عندما قُتل عشرات المحتجين على مدى عدة أشهر.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن برويز توسلي زادة رئيس دائرة القضاء في كرمانشاه قوله «كل قوات الحرس الثوري والباسيج (شبه العسكرية) ووزارة المخابرات والشرطة والجيش شاركوا بفاعلية في السيطرة على الموقف».
وأضافت الوكالة أن توسلي زادة قال إن مثيري الشغب كانوا مسلحين «وواجهوا عناصر (الأمن).. وأحرقوا ممتلكات عامة».
في نفس الوقت قامت منظمة العفو الدولية بتحديث تقديرها لعدد القتلى من 106 إلى 115. وقالت كاتي باونول نائب رئيس المنظمة لقطاع الأخبار لرويترز في رسالة بالبريد الإلكتروني «نعتقد أن العدد الحقيقي ربما يكون أكبر بكثير. نواصل التحقيق».
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن بهمن ریحاني قائد الحرس الثوري في كرمانشاه قوله «مثيرو الشغب يتبعون الجماعات المعادية للثورة (المعارضة في الخارج) وأجهزة المخابرات الأمريكية».
ولم يذكر ريحاني تلك الجماعات بالاسم. وتعمل جماعات مسلحة كردية إيرانية منذ فترة طويلة في المنطقة المحاذية لحدود العراق من الإقليم.
وقال الحرس الثوري إن الهدوء عاد إلى أنحاء إيران يوم الخميس.
وقال البريجادير جنرال رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري إن عناصر مؤيدة لحكم الشاه الراحل تسعى لإعادة أسرة بهلوي، التي أطاحت بها الثورة الإسلامية في 1979، للسلطة هي التي أثارت الاحتجاجات إضافة لجماعة مجاهدي خلق المسلحة المعارضة.
وأضاف أن مجموعات من «انفصاليين» شاركت أيضاً في ذلك، في إشارة على ما يبدو لفصائل عربية وكردية.
واندلعت الاحتجاجات في عدة مناطق بالبلاد يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50% على الأقل. وامتدت الاحتجاجات إلى مئة مدينة وبلدة حيث طالب المحتجون بتنحية كبار المسؤولين بالدولة.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات لآلاف يشاركون في مسيرات مؤيدة للحكومة في عدة مدن السبت.