أعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، الثلاثاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عودة نحو 370 ألف سوري من تركيا إلى المناطق المحررة في سوريا، وذلك بعد أسبوع من إعلانها مغادرة نحو 100 ألف سوري يقيمون في إسطنبول إلى أقاليم أخرى مسجلين بها.
ودعا أوقطاي جميع الأطراف التي تتمنى إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا إلى التعاون في إنشاء المنطقة الآمنة، وذلك خلال كلمة له خلال المؤتمر الدولي المعنيّ بالحلول المحلية للهجرة والتشرّد، المنعقد في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
وشدّد على عزم تركيا إنشاء «ممر السلام» في سوريا، معتبراً أن إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا سيخلص السوريين من ممارسات تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» بحقهم، وفق وصفه.
وأكد أن بلاده «وفرت جميع الخدمات الأساسية للسوريين من الأمن والصحة والتعليم والسكن والمياه والكهرباء دون أي تمييز بين مكونات الشعب السوري».
وأوضح أوقطاي أن مسوّدة الخطة التركية حول المنطقة الآمنة تتضمن مشروع الإسكان الذي سيشمل تشييد 140 قرية، تتسع كل منها 5 آلاف شخص، و10 بلدات كل منها تتسع 30 ألفاً، وسيكون في كل بلدة مستشفيات وملاعب كرة ومساجد ومدارس.
وأضاف أن الحرب السورية هجرت 5.6 ملايين شخص في الدول المجاورة و6.6 ملايين شخص داخل سوريا، وهي تعد أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قال وزير الداخلية التركي إن نحو 100 ألف سوري يقيمون في إسطنبول دون موافقة السلطات غادروها منذ أوائل يوليو/تموز عندما حددت الحكومة مهلة للسوريين غير المسجلين بالمدينة لمغادرتها إلى أقاليم أخرى.
إذ طلبت السلطات التركية من السوريين غير المسجلين في إسطنبول، أكبر المدن التركية، مغادرتها إلى الأقاليم المسجلين فيها قبل 30 أكتوبر/تشرين الأول وإلا واجهوا الترحيل القسري.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو للبرلمان إن السوريين المسجلين في مدن أخرى يأتون إلى إسطنبول ما يزيد تكدسهم في المدينة.
وأضاف أن نحو 100 ألف سوري عادوا إلى الأقاليم المسجلين فيها منذ ذلك التاريخ. وتابع أن 200 ألف مهاجر في الإجمال غادروا المدينة.
وقال صويلو إن تركيا رحَّلت 86625 مهاجراً غير شرعي حتى الآن هذا العام بالمقارنة مع 56 ألفاً في العام الماضي بكامله.
وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات في سوريا، وهو عدد أكبر مما تستضيفه أي دولة أخرى، وفق وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
وارتفعت أعداد السوريين في إسطنبول، التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة، إلى أكثر من نصف مليون، أي أكثر من الموجودين في أي مدينة أخرى.
وتريد أنقرة إعادة بعض اللاجئين السوريين إلى منطقة شمال شرق سوريا، بعد أن تدخلت عسكرياً الشهر الماضي عبر عملية «نبع السلام» وقبلها «غصن الزيتون»، لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود مع أراضيها.