تتعالى أصوات في أوساط المستوطنين وتيار الصهيونية الدينية تعبر عن تمرد ضد زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وخاصة من جهات داخل الليكود، عبّرت عن تأييدها لعضو الكنيست غدعون ساعر، الذي أعلن عزمه الترشح على منصب رئيس رئيس الليكود ومرشحه لرئاسة الحكومة، وهو ما يعتبر نتنياهو وأنصاره بأنها محاولة للإطاحة بنتنياهو.
وقال رئيس مجموعة المنتسبين لليكود في المستوطنات، يوسي داغان، الذي يعتبر أحد القيادات القوية في الحزب، في بيان تناقلته وسائل الإعلام، اليوم الثلاثاء، إن "عضو الكنيست ساعر هو زعيم أخلاقي وجدير، والأكثر جدارة للمنافسة في انتخابات داخلية على رئاسة الحزب". ويشير داغان بـ"الأخلاقي" إلى اتهام نتنياهو بارتكاب مخالفات فساد خطيرة، بينها تلقي الرشوة، وبعد تقديم المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لائحة الاتهام إلى رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أمس.
وأضاف داغان في البيان، أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو بين كبار الزعماء الذي ظهروا في دولة إسرائيل. ورغم ذلك، لزام علينا اليوم أن نتذكر أن حكم المعسكر القومي كله موجود في خطر ملموس. وفي الواقع الحاصل، ولأنه على ما يبدو لا توجد إمكانية لتشكيل حكومة، فعلينا إجراء انتخابات داخلية على رئاسة الحزب".
وتابع داغان أن "ساعر هو من ركائز المعسكر القومي، والذي أثبت نفسه في السنوات الأخيرة في الحفاظ على أرض إسرائيل والقيم الصهيونية والقومية. وهو الأكثر جدارة للمنافسة في انتخابات داخلية على قيادة الحزب قبيل الانتخابات المقبلة. والديمقراطية هي فخر الليكود. وعلينا أن نصل أقوياء وموحدين وتحت قيادة واحدة للانتخابات المقبلة، من أجل مستقبل الدولة".
وأشار تقرير بثته الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، إلى أن تيار الصهيونية الدينية منقسم حول مسألة ما إذا كان يتعين على نتنياهو الاستقالة، على خلفية تقديم لائحة اتهام ضده. ويأتي الانشغال في موقف الصهيونية الدينية من هذه المسألة في أعقاب عدة مقالات ظهرت في صحف الصهيونية الدينية، وأبرزها "ماكور ريشون".
وقالت نائب محرر "ماكور ريشون"، أورلي غولدكلنغ، إنه يجري ظلم نتنياهو، لكنها أضافت أن "على رئيس الحكومة أن يضحي بمصلحته الشخصية أو مصيره الشخصي لمصلحة الدولة". فيما اعتبر الصحافي أريئيل سيغال أن نتنياهو يجب أن يستمر في منصبه.
وكتب المحلل القانوني في "ماكور ريشون"، يهودا يِفراح، أن "النهاية واضحة. والسؤال هو كمية السوء التي ستكون في الطريق. لأول مرة يكون رئيس حكومة إبان ولايته مشتبها. ولائحة الاتهام التي صاغها المستشار القضائي للحكومة خانقة ولا تتحمل مخاطرة ولا تبقي حيزا للحركة".
وأشار يفراح إلى أن الإجراءات القانونية ضد نتنياهو قد تستغرق أشهر، لكن مسألة استمرار ولايته هي قضية عامة وليست قضية قانونية. ولم يستبعد يفراح أن تقرر المحكمة العليا أن توعز لنتنياهو بالاستقالة، رغم أن قرار كهذا سيكون "متطرفا".
وأضاف يفراح أنه "ينبغي أن نتذكر أنه توجد هنا دولة ينبغي ترميمها وإدارتها. وفوضى الحكم المتواصلة لا تشكل خطرا على الاقتصاد فقط، وإنما على احتمال استمرار إمساك اليمين بمقود الحكم وتطبيق سياسته وقيمه. والسياسة يلعبونها بأوراق موجودة وواقع قائم. ولكل ملحمة عظيمة توجد نهاية، وهذه النهاية قادمة. وعلى اليمين أن يستوعب الوضع الجديد والاستعداد بسرعة لليوم التالي (لرحيل نتنياهو). وإذا تم إغراؤه بجولة انتخابات ثالثة بقيادة نتنياهو، فإن الناخب قد يجبي منه ثمنا غاليا ومؤلما".