كتبت رغد جعارة
’’كيلو الجرايد بخمسة شيكل’’ كلمات صدحت من حنجرة الحاج ابو جابر من مخيم بلاطة في نابلس، والذي تجاوز عمره النكسة فهو الذي لا زال على عهده ببيع الصحف الورقية، رغم الإختلاف في استخدامها .
كانت الجريدة المطبوعة، قديما تعتبر وسيلة لمعرفة الاخبار والأحداث اليومية، الا انها تحولت لاحقا، لغرض آخر غرض بعيد عن الرغبة في المعرفة والثقافة، والتي باتت الآن بين أيدي بائع الفلافل وبعض النسوة اللواتي يستخدمنها في التنظيف والتغليف.
ويقول الحاج ابو جابر حزينا " كنت قديما أبيع الجرائد للمثقفين والقراء اما الآن أبيعها بالكيلوات لأصحاب المهن والحرف" .
ويقول الدكتور امين ابو ورده رئيس تحرير موقع أصداء الاخباري بعد سؤاله عن اندثار قراء الجريده : "بالفعل هناك تراجع في متابعة واقتناء الصحف المطبوعة، بدأ من قبل 15 سنة مع بزوغ شمس الأعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي" .
ويضيف : " الصحف أصبحت من اشكال الأعلام التقليدي الذي يبتعد عنها الجمهور رويدا رويدا، وهذا سبب رئيسي في انحسار عدد قراء الجرائد بشكل كبير وملحوظ" ويعتبر هذا التغير طبيعي بسبب تطور المجتمعات ومواكبة العصر الحديث، فأصبحت هناك أشكال جديدة في الأعلام وتبادل المعلومات والاخبار ونقلها مثل المواقع والمنصات الاكترونيه التي اقبل عليها الجمهور بشكل كبير .
ويقول أحد أصحاب المكتبات ممن كانو يبيعون الصحف قديما "انه كان قبل 10سنوات يبيع نسخ من كل الصحف الفلسطينية اليومية، ثم تضاءل البيع واقتصرعلى جريدة واحدة، الى ان توقف نهائيا عن بيعها ،وعزف عن بيع الجرائد".
ونوه الى ان سبب ذلك " هو ما توفره مواقع التواصل الاجتماعية والمنصات الالكترونية، فالجمهورأصبح يفضل القراءة المجانية، وفي أي وقت و بشكل مباشر والتعليق وابداء الرأين وهذا ما يفتقده الأعلام التقليدي او الجرائد".
وأكد أحد الموزعين في صحيفة مطبوعة أ**د ان جريدته كانت تبيع لمدينه نابلس1500 نسخة، اما الان فقد تضاءلت الى 500 نسخه فقط أي اقل من النصف، ويبقى هنا السؤال هل ستنتهي الصحافه الورقية ام تبقى تراوح مكانها؟.