الرئيسية / مقالات
العدوان على غزة ...الاسباب ...الاهداف...و النتائج... بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الأربعاء 30/07/2014 08:09
العدوان على غزة ...الاسباب ...الاهداف...و النتائج... بقلم سامر عنبتاوي
العدوان على غزة ...الاسباب ...الاهداف...و النتائج... بقلم سامر عنبتاوي

 اكثر من ثلاثة اسابيع مرت على هذه الحرب التي اقل ما توصف به انها غير اخلاقية تحمل كل الحقد و الدموية السافرة ضد شعب يريد حريته و استقلاله و يريد الخلاص من الاحتلال ...و مورس في هذه الحرب ابشع انواع الظلم الجماعي من قتل تخصص في الاطفال و من هدم و حرق و تدمير ...لم تضبطها اي ضوابط و لم يمارس ( العالم الحر) اي ضغوط حقيقية على دولة الاحتلال من اجل لجمها و كبح عدوانها الدموي ...فما هي الاسباب التي استدعت هذه الحرب و ما الاهداف الموضوعة لها ( المعلنة) و الضمنية ..ثم ما هي النتائج حتى الآن و ما النتائج المتوقعة مستقبلا ...هذا ما احاول التعرض له ...


الاسباب...و الاهداف

لا شك ان من بدأ هذه الحرب العدوانية هي دولة الاحتلال متذرعة ( بخطف و قتل ) الاسرائيليين الثلاث ..و بعد ان عاثت في انحاء الضفة قتلا و هدما و اعتقالا و اجتياحا...صوبت ترسانتها ضد قطاع غزة بدئا بالهجمات الجوية ثم التلويح و البدء في الحرب البرية ...لماذا هذه الحرب المجنونة و هل اعدت لها دولة الاحتلال الاعداد المطلوب و هل توقعت هذه المواجهة و الاعداد و الجاهزية من المقاومة في غزة ؟؟
لقد بدأت دولة الاحتلال هذه الحرب لاسباب و اهداف كثيرة و معقدة و متداخلة و من اهمها :
-لقد سعى الاحتلال لسنوات طويلة لتكريس الفصل التام بين الضفة و القطاع جغرافيا و اداريا و سياسيا و حاولت منع اي تواصل سكاني بهدف عزل غزة و الانفراد في الضفة ...و بعد الاعلان عن اتفاق الشاطيء وتشكيل حكومة التوافق الوطني و بدء الاعداد لانتخابات رئاسية و تشريعية و برغم كل المعيقات لانجاز المصالحة الا انهم جن جنونهم و ارادوا فعلا قتل الوحدة في مهدها و خير و سيلة بالنسبة لهم هي حرب دموية تقسم المواقف و تشكل سببا لكيل الاتهامات و تحميل المسؤوليات كل طرف للآخر مما يترك اكبر الاثر على الوحدة ...و سنعرض الى اذا ما حققوا هذا ام لا ضمن النتائج .
-تنامي القوة العسكرية للمقاومة بكل تشكيلاتها في قطاع غزة و عدم وجود معلومات استخبارية كافية لدى الاحتلال عن حجم و فاعلية ترسانة الاسلحة فارادت تقليص القدرة العسكرية الى حدود ادنى من خلال الحرب .
-الوصول الى الانفاق و تدميرها و اضعاف القدرة الصاروخية و تدمير منصات الاطلاق و قد دخل نتنياهو الحرب بوعودات لشعبه بصفر صواريخ و انفاق.
-اظهار ان هذه المعركة هي بين دولة الاحتلال و (حركة حماس) و التصوير للعالم ان حربهم هي مع ( حركة ارهابية) و انهم يحموا (مواطنيهم) و حدودهم و ان حربهم هي ضد الارهاب و هم اجتهدوا لشيطنة الحركة و من ثم شيطنة القطاع بالكامل كونه يدار من قبل حماس تسهيلا لتقبل العالم للهجوم عليه بكل وحشية.
-عزل قطاع غزة بالكامل و اخراجه من معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي و وضعه ككيان معزول و منبوذ و الانفراد بالضفة تقطيعا للاوصال في كانتونات و تمهيدا و ضما و تهويدا و تفريغا لاكبر نسبة من السكان و بالتالي الاجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني.
-اعادة الثقة لدى الاسرائيليين بحكومتهم بعد بدء التصدع في التحالف الحكومي و استدعاء الدعم لرئيس الحكومة نتنياهو و توحيد الناس حول مبدأ ( الدفاع عن النفس) و محاربة ( الاعداء) .
- استغلال حالة الفوضى في المحيط الاقليمي بما يحتويه من قتل و فوضى و تشريد و تشكيل لدول طائفية ظنا من دولة الاحتلال بقدرتها على القتل و التشريد ضمن هذه المعادلة .
هذه كانت اهم الاسباب و الاهداف الكامنة وراء هذه الحرب فما هي النتائج التي تحققت حتى الآن و ما هو مستقبلها؟؟
لم تحقق دولة الاحتلال اي من اهدافها المعلنة و الضمنية ..بل على العكس فقد تكسرت جميع الاهداف امام صمود المقاومة و فشل كافة المخططات و تخبط القيادة السياسية و العسكرية بل تعارضهما و كيل الاتهامات بينهما ..
فبدلا من تقسيم الشعب فقد تحقق للفلسطينيين :
-استعادة ثقة الشعب في نفسه و قدراته على مواجهة المحتل ,, و تزعزعت بشكل كبير الفكرة القائلة بان دولة الاحتلال قوية لا تهزم الى (دولة) يمكن تمريغ انفها بالتراب.
-بدل من الفصل التام بين الضفة و القطاع و خلق النزاع بين الفصائل و شيطنة حماس و قطاع غزة فقد تجلت وحدة ميدانية بين كافة القوى في مشهد غير مسبوق كما تجلت وحدة وطنية شاملة.. و هبت الضفة دعما و مساندة لاهلهم في غزة .. و استجابت القيادة الفلسطينية للارادة الشعبية و اعلنت دعمها لحق الشعب في مقاومة الاحتلال.
-بدل من خلق فجوة بين الشعب و المقاومة ..اصبح هناك التفاف شعبي كبير حول المقاومة بكافة اشكالها و اصبح الشعب حاضنا للمقاومة و تعززت الثقة بها و القناعة بان هذا الاحتلال يقاوم و لا يفاوض و بائت كل محاولات الاحتلال الدموية من خلال القتل الجماعي للاطفال و النساء من اجل كسر الحاضنة الشعبية للمقاومة بحجم الدم و الالم ..بائت بالفشل و اصبحت نداءات اهالي الشهداء و المشردين و المهدمة بيوتهم تنادي بعدم هدر التضحيات و الثأر و الاستمرار بالمعركة حتى تحقيق المطالب بفك الحصار و وقف الاعتداءات و اعادة الاعمار و اطلاق الاسرى و غيرهم من المطالب.
-تهتكت سمعة دولة الاحتلال في العالم و اصبحت جرائم الحرب و الجرائم ضد الانسانية على مرأى من الجميع ..و قرب من امكانية المقاضاة الدولية لقادة الاحتلال على هذه الجرائم.
-لم تستطع دولة الاحتلال تدمير القدرة الصاروخية و لا هدم الانفاق و لم تحقق ما وعدت الشعب به و بالعكس فقد منيت بخسائر جسيمة في الميدان قبل الدخول في الحرب البرية و بقيت كل الاراضي تحت مرمى صواريخ المقاومة و قدرت الخسائر المادية بالمليارات و بات الملايين بالملاجيء و اغلق المطار و تراجعت السياحة .
-ازداد التصدع الحكومي و كيل الاتهامات و اتسعت الجوة بين القيادة العسكرية و السياسية حتى بلغ الامر طلب القيادة العسكرية من نتنياهو اما وقف الحرب او تحديد اهدافها .
-بدل شيطنة حركة حماس و غزة فقد اتضحت للعالم ان هذه الحرب هي ضد الشعب الفلسطيني و ليست ضد حماس و بدلا من ظهور حماس و حركات المقاومة كارهابيين ظهر ارهاب الدولة المنظم في العدوان الوحشي على الاطفال و النساء و الممتلكات .
-بدل عزل قطاع غزة تجلت و حدة شاملة للشعب الفلسطيني في الضفة و القطاع و داخل الخط الاخضر و في الشتات.
-اصبح من يركض و راء وقف لاطلاق النار و استجداء الخروج بماء الوجه هو من قبل الاحتلال محاولين جاهدين ايهام شعبهم بتحقيق بعض الاهداف ..الا ان كل هذه المحاولات بائت بالفشل و اصبح صمود القطاع شعبا و مقاومة و تمسكهم بمطالبهم اسطورة ينظر اليها الكثيرين بالاعجاب و الدعم.

ان دولة الاحتلال و منذ العام 2006 و حتى اللحظة لم تستطع تحقيق اي انتصار او تحقيق للاهداف في كافة حروبها و في كل مرة تصبح الامور اكثر صعوبة و تعقيد لهم ...نعم يستطيعوا ان يقتلوا المدنيين من اطفال و نساء و تدمير البيوت و المساجد و المستشفيات ..و لكنهم لن يستطيعوا ابدا كسب الحرب او هزيمة شعب آمن بحقوقه و ناضل من اجلها و لن يستطيعوا تحقيق اهدافهم في هذه الحرب او غيرها ..وما لم يعطوا الشعب الفلسطيني حقوقه التي كفلتها لهم الشرعية الدولية و ذلك هو العدل النسبي ...فان حروبهم و اعتدائاتهم لن تجرهم الا الى الهزائم المتتالية حتى يفقدوا كل شيء .
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017