ما يدور في الفلك الفلسطيني، مؤخراً، من قضايا ناتجة عن مُخرجات أفراد، مؤسسات، عبارة عن انتهاكات تضع المواطن الفلسطيني في متاهات جديدة، نحن لسنا بحاجة لها مطلقاً، وعلى العكس كلياً يؤدي ذلك إلى إضعاف وانهاك الجسد الفلسطيني ليصل مرحلة علينا وضعه في غرفة الإنعاش.
تمت تغذية الجسد والروح الفلسطينية بمعلومات متنوعة وبقضايا مختلفة وبأشكال وأساليب متعددة، أثار ذلك جدلا في الشارع الفلسطيني، وفي ذات الوقت تم توقيف عرض فني على خشبة مسرح لأهم أماكن التنوير الثقافية والتعليمية بالدولة وهي الجامعة.
بالتالي ان ما يواجه الجسد والروح الفلسطينية من حجب وتسليط، عبارة عن مُنتجات على شكل معلومات غوغائية بالغة السذاجة حد التهريج، من خلال أبعادها الثلاثية: المنتِج، والمنتَج، والمستهلك ـــــ المستهدف ـــــ بالخطاب. من هنا ندرك أن هذا الخطاب ينطوي على تأزمات عميقة على الصعيد البنيوي.
هناك عدد من الشخصيات من مختلف القطاعات و(بعض) المؤسسات بمختلف أنواعها معطوبون بكل العناصر الإنتاجية، فنجدهم ينحازون انحيازا كاملا لشخص ما؟! لتوجه ما يعود بمصلحة لهم!؟ ما جعل الجسد والروح الفلسطينية تواجه إشعاعات قاتلة تتمثل في: التخلف العام، التطرف بأنواعه، ضيق الأفق، الانزعاج من النقد البنّاء، رفض الآخر، وغياب التوجهات المستقبلية الواعية، وازدراء الفردية المضادة، واللاواقعية الزمانية والمكانية ـــــ فضاء المسرح ــــــ، والانطلاق من الأبعاد الأحادية من منظور خاص دون قياس التغذية الراجعة كتجربة، والعاطفية المرضية، وتهميش الموضوعية العلمية في الطرح، وضمور الروح الابتكارية والخروج عن النص، وهجر أدبيات التحاور المنتج.
ما يجعلهم أشبه ما يكونون بالغوغائيين «السحيجة» الذين يهدفون إلى افتعال مظاهر الولاء والإلهاء بدلا من تناول القضايا الجادة، وتحويلهم النقاش العام إلى خصومة بين أطراف أصحاب القضية؛ ليلعبوا أدوار الهرج والمرج، فنسمع عبارات زاعقة تنم عن الإفلاس الفكري.
أستطيع القول، ما حدث وسيحدث من إنتاجات متنوعة على الصعيد الفني، الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي أصبح لا يمثل الواقع لأن الواقع منغلق على ذاته، وأصبحت أي محاولة لتصحيح المسار ومحاولة دق جرس المنبه أشبه ما يكون بدق طبول الحرب بين جيوش مستعدة للحروب في أي وقت وأي مكان لأنها بالأساس مهزومة ولا شيء تستطيع فعله سوى محاولة نثر رمال الحرب.
عرض الفنانة عشتار قام بتعرية عقولنا السلطوية من ناحية وقام بكشف عيوبنا في كيفية إدارة الأزمات من ناحية أخرى، دور الفنان/ة هو صياغة الواقع كما يراه وليس كما العادات والتقاليد تريده، بمعنى لن يقدم الفنان/ة ما هو قائم، لهذا عليه تحطيم التابوهات التي صنعها المجتمع وليس إعادة تقديم منتجاته له.