د. خالد معالي
ايام وندخل عام 2020، ووضع الضفة الغربية، مضطرب ويزداد تعقيدا، بسبب زيادة اعتداءات المستوطنين وتغول الاستيطان بشكل مضطرد، وما يدفع لذلك هو حالة الاضطراب في النظام السياسي " الاسرائيلي" والذهاب لانتخابات ثالثة في غضون عام واحد، وضعف الحالة الفلسطينية عموما.
عام 2020، قد يعلن "نتنياهو" ضم منطقة الاغوار، فتصريحات "نتنياهو" الاخيرة حول ضم الاغوار ليست من باب الدعاية الانتخابية، فجمهور الناخبين لدى الاحتلال يحاسب مرشحه عبر صندوق الاقتراع، ولذلك يزن المسئول منهم كلامه الف مرة قبل التصريح به، بعكس المسئولين العرب والذين حتى وان اخطئوا او عملوا عكس ما صرحوا به، فانه لا احد يحاسبهم او يراجعهم عبر صناديق اقتراع التي لا وجود لها اصلا عند العرب.
عام 2020، قد يذهب الشعب الفلسطيني لانتخابات تجدد الدماء وتبعث الحياة من جديد في القوى الفلسطينية، وتخفف او تزيل حالة الاحتقان والتيه والخصومة على الساحة الفلسطينية، وفي كل الاحوال كما قال المثل العربي :"الحركة بركة".
عام 2020 لا يصح ان ننسى تصريحات سابقة لقادة جيش الاحتلال، عندما قام الجيش باحتلال الضفة الغربية، قال قادته بصريح العبارة، بانهم سيعطوا الفلسطينيين مستقبلا حكم ذاتي وليس دولة، للتجمعات الكبرى من السكان وهو ما حصل ويحصل على ارض الواقع، حيث باتت الضفة ملعب مفضل للمستوطنين.
عام 2020 لن يتوقف الاحتلال عن حملات الاعتقال، وهدم المنازل، وطرد سكان القدس والاغوار بشكل اكبر، والتضييق على الفلسطينيين، الصورة ستكون هكذا: لا حقوق سياسية للفلسطينيين، بل مجرد عمال في المستوطنات ومدن الداخل المحتل.
عام 2020، برغم الالم المتوقع للضفة، وبرغم انه قد لا يروق التحليل والتوصيف والتوقع السابق للبعض، ولكن الحقيقة احيانا تزعج كونها تضرب في العمق، والهدف من التوقع ليس الاحباط، بل استباق الحالة من اجل درء خطرها ووجعها المتوقع.
عام 2020 سيتم الضغط على غزة والضفة للقبول بصفقة القرن، لكن ما يطمئن ان حماس وفتح يرفضانها، ويرفضها كل حر وشريف، والتسويق ان مقاومة غزة تدجن للقبول بها، او ستقبل بها هو من قبيل المناكفات، والضعف في الطرح، فاصلا اكبر عقبة تواجه مخططات صفقة القرن، هي المقاومة، وهي سبق وافشلت "شرق اوسط جديد".
عام 2020، الاصل ان نعد نحن الفلسطينيين الخطط لمواجهة تحدياته المتوقعة، واول تحدي هو التفكير في كيفية الخلاص من الاحتلال عبر المصالحة والتوحد خلف برنامج موحد، فما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين فانه لا تقدم ولا حرية ولا تطور.
عام 2020 سيخطو الاحتلال خطوات بعدم تحمل عبئ ومسئولية ثلاثة مليون فلسطيني في الضفة الغربية، لكن سيبقي على مسئولية الامن بيده، وسيعمل على ضم الضفة دون سكان، والفائدة من السكان الفلسطينيين وبرغم انهم الاصليين منذ مئات والاف السنين، و"الاسرائليين" هم الدخلاء والمحتلين، هو خدمة ماكنة الاحتلال الصناعية، وبعض الاعمال مثل كنس شوارع المستوطنات وتل ابيب.
برغم ان الصورة قاتمة لعام 2020 الا انه يمكن التغلب على التحديات بقليل من الفتكير والارداة واختراق الاحتلال من خلال نقاط ضعفه وهي كثيرة، ولننظر لاضطراب النظام السياسي في كيان الاحتلال وكيف يمكن اختراقه واضعافه، و"بينت" وزيرحرب الاحتلال، قالها بصريح العبارة ان تفكك وضعف القوى السياسية في دولة الاحتلال قد يعمل على انهائها ويقرب يوم هزيمتها وزوالها.
عام 2020 ، سيشدد الاحتلال على الضفة الغربية لصالح الاستيطان، وسيضرب "نتنياهو" وغانتس" في الخاصرة الضعيفة لزيادة رصيدهم، لكن في كل الاحوال الاحتلال ليس قدر الضفة، وكل مخططات الاحتلال يمكن افشالها باستخدام الاساليب الناجحة والناجعة والتي ثبت صحتها وأوجعت الاحتلال، وما نموذج جنوب لبنان وغزة ببعيد.