الاضطرار للتعامل مع المحادثات الصعبة والأشخاص غير المهذبين جزء من الواقع. ستكون هناك دائما مواقف نتعامل فيها مع سلوكيات غير مريحة أو نواجه انتقادات لا نشعر أننا نستحقها. وتكمن الفكرة هنا بتعلم كيفية التعامل مع الوقحين، وكيفية تحويل السيناريوهات العسيرة لأمر إيجابي.
ست نصائح تقدمها الكاتبة لورين إدواردز فاول في تقريرها الذي نشره موقع "ليرنينغ مايند" الأميركي، تعرف عليها:
1- حاول التفاهم
السلوك غير المهذب عادة ما يكون نوعا من الاستثارة. فبدلاً من اتخاذ موقف دفاعي على الفور، إذا كان بوسعك التعاطف مع الطرف الآخر وتفهم الموقف، يمكنك أن تقطع شوطًا طويلاً نحو إيجاد حل إيجابي، إذ يساعد هذا السلوك بتهدئة الوضع.
وإذا شعرت بأنك غير مسؤول عما حدث، حاول الاعتذار بشأن ما يشعر به الطرف الآخر من استياء، واسأله عما إذا كان يرغب بشرح ما حدث. فهذا قد يؤدي لإنشاء رابط مشترك يساعد كلا الطرفين على إدراك أنهما يحتاجان للتحدث مع شخص آخر يمكنه أن يتفهمهما.
2- تهدئة الوضع
الاستجابة بانفعال على شخص وقح لن يكون مفيدا أبدا. ورغم أنك لن ترغب أبدًا بالتخفيف من الموقف الذي تسبب باستياء الطرف المقابل، فإنه إذا كان بإمكانك تخفيف حدة الموقف، فهذا يهدئ مشاعر الإحباط. وحتى لو كنت تتعامل مع شخص غير مهذّب ليس لديه أية نية لتهدئة الوضع، فإن روح الدعابة في الموقف من منظورك الخاص يمكن أن تضع نهاية للموضوع.
عليك أن تدرك أن هذا الشخص ربما مرّ فعلا بيوم عصيب. ولكن العبارات الجارحة من الممكن أن تؤذي وتترك علامة غير مرئية ولكنها طويلة الأمد. فلا تُضيّع الوقت بالتفكير في الأمر، بل تأمل الجانب المضحك من الموقف. فالقدرة على الضحك حول شيء ما تعتبر وسيلة لخلق روح الدعابة في نفسك.
الحوارات المقتضبة وسيلة لتعزيز مهاراتك لإدارة المحادثات الصعبة مع الوقحين (غيتي)
3- تحدٍ مهني لا شخصيا
في حال كنت تتعامل مع أشخاص غير مهذبين في مكان عملك، بإمكانك استخدام الحوارات المقتضبة كوسيلة لاختبار وتعزيز مهاراتك المهنية لإدارة المحادثات الصعبة وحلها بشكل إيجابي.
بعبارة أخرى، تأمل في المواقف التي نجحت فيها، وكيف تعاملت معها ونجاح النتيجة. في حال لم تنجح، فستكون هذه فرصتك لتحليل ما قمت به بطريقة مختلفة، ولتزويد نفسك بالمهارات اللازمة لاتخاذ خيارات أفضل في المستقبل.
4- استعد للتعامل مع الفظ
التعامل مع غير المهذبين نادرًا ما يكون أمرًا ممتعًا، ولكن تفسيره باعتباره انتقادًا شخصيًا أو فشلاً لا يؤدي إلا لزيادة تأثير السلوك غير المهذب.
مرونتك العقلية درعك الشخصي ضد القوى السلبية. وهذا جزء مهم لحماية نفسك من خوض نقاشات مع الوقحين الذين تجبر على التعامل معهم. فكّر بكيفية استجابتك للسيناريوهات الصعبة وهنئ نفسك على قدرتك على إدارتها جيدًا. وبهذه الطريقة، ستكون أفضل استعدادًا المرة القادمة التي يتعين عليك فيها التعامل مع شخص فظ.
5- صارحهم بحقيقتهم
لأجل رفاهك الخاص، قد يكون من الضروري أن ندعو شخصا ما بالفظّ. إذا لم تكن هناك إمكانية لحل المسألة أو التوصل لتفاهم، فقد يكون ذلك ببساطة موقفًا يكون فيه شخص ما غير عقلاني تمامًا، خصوصًا إذا كان الوقح الذي تتعامل معه تعرفه جيدًا، ولا ينظر لمدى تأثير كلماته أو أفعاله، ولا يدرك مدى فظاظة سلوكه.
بهذه الحالة، الأفضل أن تشرح له شعورك بهدوء، في حال كنت قادرًا على شرح ما تشعر به، وما هي الأفعال أو العبارات التي تسببت بذلك، فقد يكون هذا بمثابة مصدر إلهام يمنع تكرار أي مشاكل مماثلة.
6- التزم.. لا تفعل
الاضطرار للتعامل مع الوقحين مرهق، والتعرض المتكرر للسلوك السلبي قد يكون سامًا. إذا كنت تشعر بأعباء متزايدة بسبب الإجهاد الذهني الناجم لاضطرارك لتهدئة الأمور والتفاوض مع غير مهذبين، عليك أن تأخذ بعين الاعتبار تأثير ذلك عليك. فليس من الضروري دائما التعامل مع شخص فظ، فقد يكون سلوكه تنفيسا عن الغضب، وقد يوجه انزعاجه بشكل خاطئ.
في كلتا الحالتين، لديك الخيار إما أن تستثمر وقتك وطاقتك في الموقف، أو أن تنسحب.
في مكان العمل، قد لا تشعر أنك مهيأ للتعامل مع الموقف. وبهذه الحالة، قد تفكر بمطالبة زميل أو أحد كبار الموظفين بتولّي مهامك، وربما يسرهم أن تطلب منهم الدعم، وقد يكونون قادرين على تقديم النصائح والاقتراحات المناسبة.