الرئيسية / الأخبار / أخبار اسرائيلية
كيف تستخدم "إسرائيل" الدبلوماسية الرقمية للوصول للعالم العربي؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/12/2019 06:11
كيف تستخدم "إسرائيل" الدبلوماسية الرقمية للوصول للعالم العربي؟
كيف تستخدم "إسرائيل" الدبلوماسية الرقمية للوصول للعالم العربي؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا عن محاولات "إسرائيل" تطوير علاقات مع الدول العربية التي ليست لها علاقات دبلوماسية رسمية معها، وذلك باستخدام ما أسمته بالدبلوماسية الرقمية، من خلال وسائل التواصل المختلفة.

وسلطت مراسلة الصحيفة في القدس المحتلة روث إغلاش في تقريرها، الضوء على ليندا منوحين التي تشرف على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية وتقوم بالتواصل يوميا مع مواطني الدول العربية وتربطهم بمدرسي اللغة العبرية والأطباء وتقدم لهم معلومات عن "إسرائيل" والديانة اليهودية.

وتقول المراسلة إنه عندما فرت منوحين من بغداد إلى القدس، لم تكن تتخيل أبدا أنها بعد أربعين عاما ستقود الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية الرئيسية الموجهة نحو بلد ميلادها والعالم العربي الأوسع.

وبصفتها في هذا الموقع، فقد أصبحت الإسرائيلية العراقية الأصل منوحين سفيرة لبلادها الجديدة بشكل أو بآخر، ولكن من خلال المواقع الرقمية.

تفاعل يومي

وتضيف الصحيفة أن منوحين تؤدي عملها من خلال التفاعل اليومي مع سكان الدول العربية، وتنسب إليها القول إنها تسعى لإظهار "القيم المشتركة التي نتشاركها والتشابه فيما بيننا".

ويشير التقرير إلى أن "إسرائيل" ورغم أنها وقعت معاهدات سلام مع كل من الأردن ومصر، فإن التفاعل بين سكانها ومواطني هذه البلدان يعد نادرا جدا.

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم هذا، فإن المصالح الإقليمية المتغيرة -بما فيه الاهتمام المشترك بنفوذ إيران المتنامي في الشرق الأوسط- قد أزالت بعض الحواجز.

وتضيف المراسلة أن السنوات الأخيرة شهدت موجة من المشاركات الرفيعة المستوى، بما في ذلك زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، وإنشاء معابد يهودية في دبي وأبو ظبي، ومشاركة إسرائيليين في مناسبات تجارية ورياضية تستضيفها دول عربية.

تواصل اجتماعي

ويوضح التقرير أن ظهور حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها الحكومة الإسرائيلية والمبادرات الفردية هي جزء من هذا الاتجاه، وأن هذه الوسائل لفتت انتباه الملايين في المنطقة الأوسع الذين يشعرون بالغضب تجاه "إسرائيل" ولكنهم فضوليون تجاهها.

وتنسب الصحيفة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله، إن "هذه طريقة أخرى لإسرائيل للتفاعل مع العالمين العربي والإسلامي"، مشيرة إلى زيارته إلى أبو ظبي في يوليو/تموز الماضي ودفعه بمشروع خط سكة حديد إقليمي يربط دول الخليج بموانئ "إسرائيل" على البحر المتوسط.

ويلفت التقرير إلى تصريح مدير مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب عوزي رابي المتمثل في قوله إن المنطقة في "مرحلة انتقالية"، بما في ذلك "شريحة متزايدة من الشباب العربي الذين لم يعودوا يخشون التحدث إلى الإسرائيليين".

ويضيف رابي أن حوالي 60% من سكان الشرق الأوسط هم في سن أقل من ثلاثين عاما، وأنهم أكثر فضولا من آبائهم إزاء العالم الخارجي.

قبضة حديدية

وتقول الكاتبة إن منوحين تعد في وزارة الخارجية الإسرائيلية جزءا من فريق مكون من عشرة أعضاء ينتجون محتوى باللغة العربية لصفحتين على موقع فيسبوك، إضافة إلى حسابات على موقع تويتر وإنستغرام وقناة على موقع يوتيوب.

وبحسب التقرير، فإن هذه المنصات تستقطب بشكل عام نحو عشرة ملايين من المشاهدين والمتابعين من جميع أنحاء المنطقة كل أسبوع، وأن العديد من مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها أصبحت تنتشر مثل النار في الهشيم.

وتشير الصحيفة إلى أن دائرة الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية -وهي ثاني أكبر قسم في وزارة الخارجية- تتحاشى الخوض في السياسة والقضية الشائكة المتمثلة في احتلال "إسرائيل" المستمر للأرض الفلسطينية، بينما تروج للحياة والثقافة الإسرائيلية.

بذور وحصاد

ويقول الحاخام الحنان ميلر الذي يدير صفحة فيسبوك وقناة يوتيوب حول اليهودية، "لقد انقرض اليهود في العالم العربي، ولم يعد للناس جيران أو أصدقاء يهود يستطيعون طرح الأسئلة، ولذا فيجب أن تحدث هذه العلاقة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وتقول الكاتبة إنه بالنسبة إلى منوحين التي قامت بتهريب نفسها خارج العراق عندما كانت في العشرين من عمرها والتي اختُطف والدها في وقت لاحق على الأرجح وعلى أيدي السلطات العراقية، فإن خطوط الاتصال الجديدة مع العالم العربي ليست أقل من "زلزال".

وتقول منوحين "أتذكر عندما نشأت في العراق، كان ينظر إلى إسرائيل بصفتها دولة صغيرة دون شرعية، وكان الناس يقولون إن إسرائيل ستنتهي وإنه سيتم إلقاء اليهود في البحر".

وتختم الصحيفة بقول منوحين "أنا سعيدة بأن أرى أن هناك اعترافا متزايدا بإسرائيل في العالم العربي، وفي نهاية اليوم، فأنت لا تنظر إلى الحصاد الذي تجنيه ولكن إلى البذور التي تزرعها، ونحن نزرع البذور، وأنا متأكدة من أن هذه البذور سوف تنمو".

المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017