تستعد بلديةٌ جنوبي قطاع غزة لتشغيل أول جهاز إلكتروني لتقطير المياه من الرطوبة في الهواء واستخدامها للشرب، بعد وصوله إلى غزة قبل أيام عبر معبر كرم أبو سالم.
ويعمل الجهاز على توليد المياه من الهواء، وهو من صنع شركة أمريكية وحاز على براءة اختراع عام 2015، ويدخل القطاع الذي يعاني من أزمة كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب، لأول مرة.
وذكر رئيس بلدية عبسان الكبيرة محمود أبو دراز أنّ البلدية أوفدت مهندسًا مُختصًا إلى الشركة الأمريكية المُصنعة؛ ليتلقى تدريبًا على الجهاز، وهو الوحيد الذي يمكنه التعامل معه.
وأوضح أبو دراز في حديثه لمراسل "صفا" أن "الجهاز صديقٌ للبيئة، لأنه يعمل على الطاقة الكهربائية ويستهلك خمس الطاقة التي تستهلكها الأجهزة الرديفة، ومهمته تكثيف الهواء واستخراج الماء النقي الصالح للشرب فقط".
وأشار إلى أنّ الجهاز سيكون تحت التجربة داخل أحد مرافق البلدية في الفترة القريبة؛ لقياس جودته وكفاءته، وإجراء اختبارات من ناحية صحية وبيئية.
ويُمكن أن يشكل الجهاز خطوة على طريق التخفيف من أزمة المياه في القطاع، وفق أبو دراز، مشيرًا إلى أنهم يعملون على الدوام للحد من مشكلة تلوث المياه ومعالجة مشكلتي مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة.
ويُنتج الجهاز 900 لتر مياه نقية صالحة للشرب يوميًا، وهو بتبرع من مؤسسة "دامور لتنمية المجتمع"، وسمحت سلطات الاحتلال بإدخاله إلى القطاع مساء الثلاثاء الماضي.
بدوره، أوضح أنيس أبو حمد، عضو دائرة التنمية والاستثمار في بلدية عبسان، والذي سيتولّى مهمّة تشغيل الجهاز، أنّ الآلة هي أحد تقنيات شركة (Watergen) لتقطير المياه من الهواء، ويعتبر من أحدث الأجهزة العالمية في هذا المجال؛ لما به من مواصفات خاصة.
وذكر أبو حمد في حديثه لمراسل "صفا" أنّه تلقى تدريبًا في مقر الشركة على آلية عمل الجهاز ومراحل تشغيله، مشيرًا إلى أن الجهاز سيكون متاحًا للباحثين والمختصين للاطّلاع عليه والاستفادة منه.
وشرح أبو حمد آلية عمل الجهاز التي تقوم على امتصاص الرطوبة من الهواء، وإدخالها إلى الفلاتر، منها الرملية والمعدنية، من ثم تبدأ عملية التبادل الحراري، وفيها يحدث امتصاص وتقطير المياه، بعدها تصبح المياه صالحة للشرب.
ووفق أبو حمد؛ فإنّ المياه التي ينتجها الجهاز تعتبر ذات جودة عالية، وهي ما تُسمّى عالميًا بـ"المياه المعدنية"، مشيرًا إلى أنّ المياه المتوفّرة في غزة هي مياه "مُحلاة" أو "معادة التكرير".
وتوقعت الأمم المتحدة أن يكون القطاع في عام 2020 غير صالح للحياة، وفق المعايير الدولية، بفعل تردي مناحي الحياة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 13 عامًا.