تسنيم صعابنة
طالبة صحافة وإعلام
خلقهما الله وساوى بين كليهما جاءت العباد وفرقت، أي عدل هذا؟
ينادون باسـم الرب وهـم ابـتـعـدوا كـلَّ البـعـد عن شريعته لقد أصــبـحـوا كالجاهلية وأقبـح، هؤلاء الذين بينهم كتاب الله وسنة نبيه كيف لهم أن ينحرفوا عنهمــا؟!
نكروا حق النســاء التي لطالما كن هن أساس النـجـاح في هذا المجتمع، أصـبـحن سيدات منزل بدلاً من سيدات مجتمع، يفضلن تعليم الإناث لأن الفتاة بلا شهادة لا يُرغب بها، يريدونها اجتماعية كي تستطيع التحدث مع أمهاتهم وعماتهم وخالاتهم، كي تُقَدر جداتهم ويبتسم ثغرها لأخواتهم..
لــقــد أصبحوا عباداً للعادات والتقاليد التـي بالواقع تعد عاهات، العادات والتقاليد لا تعيد الأموات ولا تحترم أصولهم بل تميت الأحياء..
وأد الفتيات عـلـى بشاعته وحرمته، لا يفرق مطلقاً عـن ما تعانيه الفتيات الآن.
فهذه النظرة العنصرية التمييزية عملت على التقليل من مكانة المرأة وقدراتها، وإمكانياتها، على التأثير المجتمعي والمشاركة في تكوين أساسيات البنية السياسية والاقتصادية للمجتمع الذي تعيش فيه لفترات طويلة من الزمن.
ومن هنا بدأت ملامح الفروقات العنصرية تتشكل في الأدوار والعلاقات والتعليم حسب طبيعة الجنس إلى جانب طبيعة التعامل مع المواليد الأطفال فيكون الاستبشار بالذكر مقارنة بالمواساة عند المولود الأنثى.
وما ينعكس ذلك مستقبلاً عند أساليب تربيتهم بحيث تتم تربية الذكر كسيد والأنثى كخادمة، وغيرها من التميزات التي تؤثر على الجانب النفسي للفتاة والتكوين الضعيف لشخصيتها وكيانها.
تطورت هذه الأفكار والتصرفات الأسرية لتتحول فيما بعد إلى جزءاً أساسياً داخل البيئة الثقافية والدلالات والرموز الأساسية، التي تمثل الأسس الثقافية للمجتمع باعتبار الأسرة هي النواة الأساسية في تكون التنظيم الاجتماعي، داخل الدولة والمجتمع الإنساني.
وتظهر هذه النظرة الدونية للمرأة في المجتمعات العربية بصورة أكثر حدة من المجتمعات الغربية، لأن المجتمعات العربية مجتمعات محافظة تتمسك بالعادات والتقاليد، وتعاني معظم النساء من التهميش في المجالات الهامة.
وينحصر دورها في العمل المنزلي، ويتم استبعادها من الجو العام، ولقد جاء الإسلام ليصحح النظرة السلبية تجاه المرأة، ويصحح الأفكار والعادات والتقاليد التي تربط دورها بالبيت والإنجاب، وإسعاد الرجل وتنفيذ رغباته الغريزية.
إن ضياع حقوق الإنــسـان ودوس كرامته أمــام عيــنيه شـيء مؤلـم للغاية، فــكــيف لامـرأة تــنـظر بعينها إلى كرامتها التي أصبحت تحت قدمي رجــل يـدعــي أنه الأقـوى وهــو يعلم كــل العلم وعلى يقيــن بأن سبب نجاحه وقوته، والجبروت الذي يتكئ عليه الآن هــو امرأة، سواء أكانت والدته أو امرأة أحــبــها ذات يوم..
الرجــال لـيـسـوا أصـحـاب الشنب الكــبير ولا طويلي القامة ولا من يمتلكون المــال ولا من يمتلكون أصوتاً حادة ولا ذوي العضلات و.. إلـــخ.
الرجـل من اتـــقى الله بامرأة أحــبــها، من اعــترف لها بأنــهــا كانت مصدر قوته ونجاحه سواء لأمهاتهم أو زوجاتهــم. لقد قال شكسبير ذات مرة مقولة تــخــصتـر نــهــج الكــلام كــلـه:
«يرضـع الطـفـل من أمه حتى يشـبـع، ويقرأ عـلى ضوء عينيها حتى يتعلم القراءة والكتابة، ويأخــذ من نقودهـا ليشتري أي شيء يحتاجه، ويستمر خوفها على أطفالها حتى يتخرجوا من الجامعة، وعندمــا يـصبح رجلاً يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحافياً يقول فيه إن المرأة بنصف عـقــل، فـتـبـاً لسطحية سكنت عـقول البــشــر».
فإن كــانت بنصــف عــقــل وتـسـتـطـيـع فــعل كــل هــذا، أياليت جــميع المخلوقات بأنصاف العقول اتصفــوا.
تستيقظ منذ الصباح وقبل الجميع، تعد وجبة الإفطار ثم تجهز لهم ملابسهم وتودعهم، وترافقهم دعواتها طيلة اليوم تبتسم في وجوههم حتى ولو كان قلبها مليئاً بالحزن، تذهب لدراستها أو عملها ثم تعود مسرعة، تبدأ بتنظيف المنزل وإعداد وجبة الغداء يعود الجميع وتضع لكل منهم طعامه ثم تعود مرة أخرى للتنظيف وتقضي كل اليوم هكذا وفي المســاء تذهـب إلــيـه لتعلم ما حــل به طوال اليوم، وهـل أمضى يومه بسعادة ورخاء، أم غضب من شيء ما، تخفف عنه آلامه تستمع له، وتدعــو له بالخير والصلاح والرزق والإيـمان كيف يكافئها هــو؟
لن تنتقص رجولة ذكــر إن تواضــع لنصفة الآخــر، خلقها الله لتكمله وليس ليُكتمها، المرأة بسيطة بسيطة جــداً، كلمة واحدة جميلة من زوجها أو ابنها كفيلة أن تسعدهــا طوال اليوم ماذا لو سمعت كل يوم كلمة جميلة حافلة بالتقدير؟ ستقضي كل أيامها سعيدة راضية..
هــي أنــثــى تمتلك من القوة ما يكفي لتقضي عمرها بأكمله وهي تسعى وراء النجـاح والسعادة، تقضي حياتها من نجاح لنجاح ومن فرح لفرح، تستطيع العيش طـوال عمرهــا دون ذكــر يصفها بالنقص أو العــجــز، لكــنه لا يـستـطــيع سنة واحدة دون امــرأة بحياته..
جميعهم يحتاجون للنساء سواء أكــان للحب أو للتنظيف أو للطعام أو للتسلية إلــــــــــــــــخ..
فــهم يحتاجون لقوة، ومحبة كائن ضعيف يعجز عن أن يعترف لهـا بأنها مصدر قوته، عاجز عن أن يخبرها أنه لا يستطيع العيش بعيداً عنهــا.
قـدروا هذا الكائن، فهـي تحب المحبة والتقدير والاحترام، ناجحة هـي في كـل مصاعب الحياة قوية هـي تمتلك من القوة ما يكفي للنجاح في المنزل وخارجه، امنحوهــا دعــماً كــي تنجح بثقة وسعادة ولا تلجأ إلــى التحدي والتمرد.
ترغــب بالنجاح والمحبة، ولكنها تفضل النجاح على المحبة لحبيب لا يثق بنجاحها وقدرتها، تفضل الوصــول إلى القمة على أن تعيش بــلا أحلام بلا نجاح بلا أهـداف تحت مسمى الحب.
فــهــي تــثــق كــل الثـقـة أن نــهـاية المطاف هـي الموت وليس الزواج.
عــلى كــل نــســاء الأرض أن يثقن بأن لـيـس هــناك رجل يترك أحلامه أرضــاً ليلحق بالمرأة ويتمسك بقلبهـا، ولكن كثيراً من النساء يتخلين عن نجاحاتهن ليتمسكن بقلوب من أحببن وما أكــبر الخيبات التــي لحقت بهــن..
لــيس هناك من يمتلك الرجولـة أكــثــر من رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكنه كان يحترم زوجاته ويساوي بينه وبينهن كما أمره الله تعالى، كان يأخذ بآرائهن ويخبرهن بأنهن قوة وعون، لقد التجـأ لعند خديجة وأخذ بجوارهـا الأمان عندمــا نزل عليه جبريل عليه السلام..
فهنيئاً للمرأة المسلمة التي نادى بحقوقها رب السموات والأرض، وجســــــــــــــدها معلم البشرية عليه أفضل الصلوات.
ارتـــقــوا ولو ذرة تنصفنا!