قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق، عادل عبدالمهدي، الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني 2020، إن بلاده تلقت رسالة من الجيش الأمريكي بشأن سحب قواته منها، مشيراً إلى أن النسختين العربية والإنجليزية من الرسالة غير متطابقتين، لذلك طلب العراق توضيحات.
عبدالمهدي أوضح أن الرسالة التي وصلت إلى بغداد كانت موقَّعة من قائد العمليات العسكرية الأمريكية في البلاد، وتم الحديث فيها عن إعادة تموضع بهدف الانسحاب من البلاد.
«الرسالة كانت رسمية وفي السياق الطبيعي، لم تكن ورقة وقعت من الطابعة أو أتت بالصدفة»، أضاف عبدالمهدي، قائلاً إن الرسالة التي تسلمتها بلاده قيل لاحقاً إنها خطأ.
في السياق ذاته، أكد عبدالمهدي أن من الضروري التشاور لتنفيذ قرار خروج القوات الأجنبية، بما يضمن مصالح العراق.
تأتي تصريحات عبدالمهدي، بعدما نفى وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أن تكون بلاده قد اتخذت أي قرار بشأن سحب قواتها من العراق، وذلك بعد تداول رسالة منسوبة إلى الجيش الأمريكي، تقول إن الأخير أبلغ العراق رسمياً ببدء إجراءات سحب قواته من العراق استجابة لتصويت البرلمان، الذي يطالب بخروج الولايات المتحدة من البلاد.
كان البرلمان العراقي قد أيد تشريعاً يطلب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد، بعدما أودت ضربة بطائرة أمريكية مسيَّرة بحياة القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وقادة في الحشد الشعبي العراقي بالعاصمة بغداد، وهو ما أشعل أزمة في المنطقة.
كذلك أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، أن «الرسالة مسوَّدة، كانت خطأ وغير موقَّع عليها؛ كان ينبغي عدم نشرها، مصوغة بأسلوب سيئ وتوحي بالانسحاب، وهذا ليس ما يحصل».
أثار نشر الرسالة وتوقيتها غموضاً كبيراً حول كيفية صدورها وإرسالها إلى السلطات في العراق، لا سيما أن وكالتَي «رويترز» و «فرانس برس» نقلتا عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين تأكيدهم صحة الرسالة.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد، يوم الإثنين الماضي، بفرض عقوبات على العراق إذا طالبت بغداد برحيل القوات الأمريكية بطريقة غير ودية، وذلك بعد تصويت البرلمان العراقي.
يشكل قتل أمريكا لسليماني تصعيداً كبيراً بين الولايات المتحدة وإيران، وهما حليفان وثيقان لبغداد، وسط مخاوف واسعة في العراق من تحوُّل البلد إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.