قدّم الحرس الثوري الإيراني، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2020، روايته حول تفاصيل إسقاط طهران لطائرة الركاب الأوكرانية بـ «الخطأ»، التي لم ينجُ أحدٌ من ركابها، معلناً مسؤوليته الكاملة عن الحادثة، وذلك بعد ساعات من إقرار إيران بأنها هي مَن أسقطت الطائرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قائد القوات الجوفضائية بالحرس الثوري، علي حاجي زاده، وأشار فيه إلى أن الطائرة أُسقطت عبر صاروخ قصير المدى، بعدما «ظنّت قوات الدفاع الجوي الإيرانية بالخطأ أنها صاروخ كروز».
كانت الطائرة قد أُسقطت بعد ساعات من قصف إيران أهدافاً أمريكية في العراق بصواريخ باليستية، رداً على قتل واشنطن للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، في العراق، وكانت القوات الإيرانية في حالة تأهب كبيرة لردٍّ عسكريٍّ أمريكي مُحتمل.
زاده تحدث عن تفاصيل الحادثة، وقال إن أمريكا كانت قد هدّدت بقصف 52 هدفاً لإيران، في حال ردّت بضرب القوات الأمريكية انتقاماً لقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، لذا فإن إيران كانت في حالة تأهب قصوى.
أضاف المسؤول العسكري أن جميع الوحدات الهجومية والدفاعية في إيران كانت في حالة استنفار، كما أن النظام «يعمل تحت نفس الظروف»، في ذلك الوقت كانت إيران قد تلقت تحذيرات من هجوم بصواريخ كروز، ومتأهّبة «لحرب شاملة مع أمريكا»، بحسب قول زاده.
كانت منظومة الدفاع الجوية الإيرانية رصدت جسماً في السماء، على بعد 19 كيلومتراً، وقال زاده إن المسؤول عن المنظومة لم يكن أمامه سوى 10 دقائق لاتخاذ القرار، لافتاً أن المسؤول اتخذ القرار الخاطئ، وضرب الطائرة التي ظنّها صاروخاً معادياً.
أوضح زاده أن «الطائرة اشتعلت النيران فيها ولم تنفجر، حيث حاول الطيار الدوران والعودة بها إلى المطار إلا أنها انفجرت بعد ارتطامها بالأرض».
كان التلفزيون الرسمي الإيراني قد قال في وقت مبكر السبت، إن «الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران حلّقت قرب موقع عسكري حساس تابع للحرس الثوري، وأُسقطت دون قصد».
كانت إيران على علم بأنها أصابت طائرة ركاب مدنية بالخطأ منذ بعد لحظات فقط من الحادثة، وفقاً لما كشفه زاده. لكن السلطات أبقت الأمر طي الكتمان، بل رفضت طهران جميع الاتهامات الموجهة إليها في البداية، وتمسكت برواية أن خللاً فنياً أصاب الطائرة وأسقطها.
قُتل في الحادثة 176 شخصاً ولم ينجُ أحد، وجنسيات الضحايا هي: 82 إيرانياً، و63 كندياً، و11 أوكرانياً، و10 سويديين، و4 أفغان، و3 ألمان، و3 بريطانيين.
قبل المؤتمر الصحفي لزاده، ذكرت وكالة فارس الإيرانية، أن المرشد الأعلى علي خامنئي كان السبب في إعلان طهران مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي قُتل جميع من كانوا على متنها، وذلك بعد أيام من الإنكار، كما قدمت طهران روايتها لكيفية استهداف الطائرة.
عقب إقرار إيران بإسقاطها للطائرة وتأسفها على ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إيران، بالاعتذار رسمياً، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا الأوكرانيين، الذين قُتلوا بعد استهداف الطائرة.
أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فقال إن «بلاده ما زالت تركز على المحاسبة والشفافية والعدالة لأسر الضحايا»، مشيراً إلى أن كندا ستواصل «العمل مع شركائها حول العالم لضمان إجراء تحقيق كامل ومستفيض في حادث الطائرة».