غريب وعجيب؛ وكم هو منحط وسافل هذا العالم الغربي الذي صدع رؤوسنا بحقوق الإنسان والديمقراطية والأخلاق والقيم الإنسانية؛ وإذا به ينسف كل ذلك ويقيم الدنيا ولا يقعدها بحديثه عن الجندي الصهيوني المجرم القاتل"هادار غولدن" الذي يعتقد انه اسر وهو يقتل أطفال ونساء غزة بلا رحمة أو شفقة ويمارس هوايته المحببة بالمجازر الجماعية وجرائم بشعة ومروعة ضد الإنسانية.

تناسى" باي كي مون" ومعه "اوباما" وهم يطالبوا بإرجاع  "غولدن "؛ ولم يذكروا شيئا عن قتل واستشهاد مئة طفل وامرأة وشيخ وهدم المنازل فوق أصحابها فور عملية أسر الجندي "غولدن" مجرم الحرب في مدينة رفح الصامدة.

أثبتت كتائب القسام أنها تتمتع بأخلاق عالية ورائعة خلال العصف المأكول؛ ولم تقتل إلا من قاتلها؛ ولم تمارس أيا من القتل الجماعي والإبادة الجماعية ولم تقتل طفلا ولا امرأة؛ ومن الآن فصاعدا سيشكلون مدرسة عالمية في أخلاق المقاوم، والجندي المقاتل الرائع القوي المؤمن الواثق بنصر الله.

ما أعظم أخلاق عناصر كتائب عز الدين القسام وهم ينزلون خلف خطوط العدو ؛ ويرفضون قتل المستوطنين رغم أنهم قتلة ومجرمين كما جنود الاحتلال؛ بل ينتظرون جنود الاحتلال ودباباتهم ليفجروها، ويقتحموا حصون جيش الاحتلال ويمزقونها شر ممزق.

ما أروع كتائب القسام وهي لم تقتل طفلا واحدا خلال العصف المأكول من دولة الاحتلال؛ بل ما قتلته هم فقط جنود قتلة كانوا يمارسون القتل اليومي بحق غزة؛ في الوقت الذي قتل فيه جيش الاحتلال مئات الأطفال من غزة بالصوت والصورة وبالبث الحي؛ والعالم الغربي يتفرج وكأن لا شيء يحدث.

يصدم المرء عند اكتشافه للمعايير الأخلاقية التي يتربى عليها جنود جيش الاحتلال، والتي تسمح لهم، وتجيز قتل الأطفال بالجملة عبر القصف المدفعي والطيراني؛ وقنصهم في رؤوسهم وظهورهم دون رحمة أو شفقة في عالم وحوش ضارية.

أصغر مقاوم فلسطيني من القسام أو من بقية الفاصل الفلسطينية لديه من الأخلاق أكثر من جيش الاحتلال جميعه؛ فالقوى الفلسطينية تمتعت بقوة أخلاقية عالية خلال تنفيذها للعمليات ضد الاحتلال؛ بحيث ابتعد المقاومون عن قتل الأطفال والنساء؛ بعكس جيش الأخلاق الذي يقتل لأجل التمتع بعملية القتل، والقتل الجماعي كما جرى في قرية خزاعة بغزة حيث تم تجميع المواطنين في غرفة ومن ثم قتلهم جميعا.

من المؤكد أن جيش الأخلاق العظيمة والجيش الذي لا يقهر لا يعرف أنه حتى قطع شجرة لا يجوز عند المسلمين في الحرب، فكيف له أن يستمتع بقتل وذبح الأطفال الفلسطينيين، وبدون حرب؟!

القوة الأخلاقية تشكل عنصراً قوياً في جلب النفوس، وقبول الآخر، وبالقوة الأخلاقية العظيمة فقط ودون حرب، انتشر الإسلام، ووصل دول بعيدة. فالأخلاق مهمة جدا في تربية وتنشئة الإنسان بشكل سوي بعيدا عن الوحشية والهمجية التي يتمتع بها جنود الاحتلال بامتياز خلال الحرب العدوانية الحالية على غزة.

القوة الأخلاقية في غاية الأهمية؛ الأشخاص أو الدول التي تريد أن تنشر فكرها وطريقتها في الحياة؛ يجب أن تحرص على التميز الأخلاقي بحيث يبقى الضمير الإنساني لديها حيا ومتحفزا دائما؛ من أجل الإيثار والوفاء والصدق والإخلاص في العمل والقيام بالواجب والدفاع عن الحق، لا الدفاع عن التصرفات المشينة والمخجلة، ولا الزعم الكاذب من قبل جيش الاحتلال؛ أنه صاحب أخلاق رفيعه، وقيم ومثل عليا، وأنه جيش لا يقهر؛ ومن ثم يكون بنك أهدافه من الأطفال والنساء والمستشفيات والمنازل والجامعات كما جرى صباح اليوم.

وصف جيش الاحتلال بأنه "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" جاء من خلال قادته، والذين يكذبون كما يتنفسون؛ فالأخلاق عند الاحتلال تعني قتل الأطفال بالجملة ومحو قرى عن الخارطة الفلسطينية.

جيش الأخلاق يحاسب ويقتل سلفا على النوايا؛ وهو الجيش الوحيد في العالم يتصرف هكذا بوحشية لا نظير لها، ويستغل تفوقه في الإبادة الجماعية لأهالي غزة أطفالا ونساء؛ ويناصره بعض  من الصهاينة العرب، والغرب المتوحش الذي يجن جنوه لأسر ضابط من الكيان ولا يكترث لمقتل مئات الأطفال والنساء.