في مثل هذا الوقت من كل عام، ينشغل معظم الناس بالاحتفال بإنجازاتهم التي حققوها بالسنة الماضية، والتفكير بوضع أهداف للسنة الجديدة، البعض منهم قد حقق كل ما طمح له، فيما تمكن آخرون من الوصول لبعضٍ مما خططوا له، بينما مازال البعض يتخبط في أيامه وهو لا يُدرك كيف انقضت السنة بهذه السرعة!
فما السبب في ذلك؟ لماذا يستطيع البعض تحديد الأهداف وتحقيقها، ويفشل آخرون؟
التقت «سيدتي» الباحثة والمستشارة النفسية والأسرية «سعدية ناصر القعيطي»؛ لتجيبنا على هذا السؤال فقالت: تكمن المشكلة في أن الأهداف التي نضعها قد لا تُمثل ذواتنا ورغباتنا الحقيقة، إنما مجرد أهداف اتفق الوعي الجمعي على أنها ضرورية.
• خطوات تمكنك من تحقيق أهدافك لعام 2020
1. عليكِ أن تجلسي مع ذاتك لمدة كافية، تكتبين فيها أهدافك ورغباتك التي تودين تحقيقها بالسنة الجديدة، وأن تسألي نفسك عدة أسئلة، وأن تُراعي العديد من الجوانب خلال تحديدك لهذه الأهداف.
2. تسألين نفسك مع كل هدف، هل هذا ما أرغب به حقاً؟ أم أنها مجرد أهدافٍ تظنين أنه يجب عليك تحقيقها! هل هذا ما أود تحقيقه فعلاً؟ أم أنني وضعته بهدف إرضاء غيري، سواء أكان الأهل أم المجتمع؟ هل هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق، أم أنها مبالغات قد تصيبني بالإحباط، كرغبتك بإنقاص وزنك 20 كيلو في شهر!
3. ابحثي عن أسباب اختيارك لهذا الهدف ومعناه بالنسبة لك؛ لأن ذلك سوف يساعدك في تحقيقه؛ فكلما كان الهدف ذا معنى عميق بالنسبة لك؛ فإمكانية تحقيقه أكبر بكثير عما لو كان هدفاً بلا معنى.
4. لا يكفي أن تفكري بأهدافك بعقلك؛ فلا بد لك من الكتابة؛ لأنك من خلال الكتابة تستخدمين أجزاء مختلفة من الدماغ، كما أن الأهداف المكتوبة تتحقق بنسبة أعلى بكثير من الأهداف غير المكتوبة.
5. إن كان الهدف كبيراً مثلاً: الحصول على ترقية، عليك أن تقسميه لأهداف صغيرة، كأخذ دورات وقراءة كتب تنفعك في منصبك الجديد، الذي تودين الحصول عليه.. وهكذا.
6. لا تبالغي بوضع أهداف كثيرة؛ لأنك سوف تصابين بالإحباط في حال عدم تمكنك من تحقيقها.
7. ضعي هدفاً واحداً لكل جانب من جوانب حياتك، وحددي ما يجب عليك فعله؛ فمثلاً: إذا وضعت هدفاً للاهتمام بصحتك الجسدية، حددي ما يجب عليك فعله لذلك، كأن تضيفي تناول سلطة خضراء في كل وجبة، أو أن تمارسي الرياضة لمدة 3 أيام بالأسبوع.
8. هل تعلمين كيف تقضين وقتك بالغالب؟ هناك تطبيقات عديدة للجوال والكمبيوتر تبين لك مقدار الوقت الذي تقضينه في كل شيء، كالمدة التي تستغرقينها في كتابة الرسائل، أو التصفح بالإنترنت؛ لأن معرفتك لذلك سوف تساعدك لتحديد الوقت المناسب لكل هدف تودين تحقيقه.
9. اختاري لك عادة جيدة تودين تبنيها، أو عادة سيئة تودين التخلص منها، وضعي لها خطة مبسطة ولا تستسلمي إن لم تستطيعي الاستمرار بصفة يومية بها؛ فلا بأس بذلك؛ فخلق العادات يأخذ وقتاً.
10. تأكدي من أن أهدافك لا تتعارض مع بعضها البعض؛ فلا يمكنك السعي للحصول على ترقية تتطلب عملاً إضافياً، وبذات الوقت تودين قضاء وقت أطول مع العائلة!
11. وضع احتماليات وفرضيات، وهو ما أسماه عالم النفس بيتر غولتزر «نية التنفيذ» «implementation intention»، وهي إستراتيجية ذاتية التنظيم في شكل خطة (إذا حدثX سأقوم بـ Y)؛ لأن وضع هذه الإستراتيجية يخفف من توترك في حال عدم استطاعتك تحقيق الهدف، ويزودك بالمرونة؛ مما يسهل عليك تحقيق ما وضعتِه من أهداف.
12. ضعي خطة بديلة لكل هدف، في حال عدم تمكنك من تحقيقه بالشكل الذي ترغبين، بإمكانك تغيير الخطة بسهولة.
13. وبالنهاية أوصيك بأن تكفي عن لوم ذاتك وإرهاقها؛ فلا بأس بكتابة هدف أو اثنين كبداية، وبإمكانك العودة لدفترك وإضافة أهداف أخرى تودين تحقيقها خلال السنة الجديدة، وتذكري أن تستمتعي بكل خطوة من خطواتها؛ فإن خلت الأهداف من رغبة حقيقية أو متعة لك؛ فلن تتمكني من تحقيقها.
المصدر: سيدتي. نت.