الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قيادات مقدسية تحذر من تصعيد الاعتداء على الأقصى ومحاولات تقسيمه
تاريخ النشر: الأثنين 04/08/2014 14:15
قيادات مقدسية تحذر من تصعيد الاعتداء على الأقصى ومحاولات تقسيمه
قيادات مقدسية تحذر من تصعيد الاعتداء على الأقصى ومحاولات تقسيمه

مؤسسة الأقصى للوقف والتراث

 تقرير : محمود أبو عطا، جهاد زغير، جمان أبو عرفة وانس غنايم

 

انتهى ظهر اليوم المؤتمر الصحفي الذي عقدته كل من الهيئة الإسلامية العليا في القدس، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقوى الوطنية في القدس اليوم الاثنين بعنوان "عين على الأقصى"، حيث جاء المؤتمر ليعرض آخر المستجدات والمخاطر التي طرأت على قضية المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة بدءاَ من التصعيد غير المسبوق في شهر رمضان، وانتهاءً بما يجري الآن من منع عام للمصلين وإغلاق المسجد لساعات طويلة في وجههم .

 

وشارك في المؤتمر كل من الأستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، بالإضافة إلى الأستاذ حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في السلطة الفلسطينية والشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وتولى عرافة المؤتمر المحامي زاهي نجيدات المتحدث الرسمي باسم الحركة الإسلامية، الذي رحب الحضور ضيوفا وإعلاميين وعدد المخاطر التي تحيط بالمسجد الأقصى هذه الأيام والتصعيد الكبير في الانتهاكات والاعتداءات الذي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين في أولى القبلتين.

 

استغلال الأحداث للتسلل للأقصى

 

واستهل المؤتمر في كلمة للشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا الذي قال إن المؤتمر يأتي في وقت ينشغل فيه العالم كله بما يحدث في غزة، والاحتلال الإسرائيلي يستغل هذا الانشغال للتسلل إلى المسجد الأقصى، حيث قام الاحتلال يوم أمس بإدخال 100 مستوطن، وأغلق عددا من أبواب المسجد الأقصى، وهذا تدخل سافر في صلاحيات المسجد الأقصى.

 

 وأضاف "في صبيحة هذا اليوم قامت  قوات كبيرة من الاحتلال باقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين والمرابطين فيه، وأطلقت القنابل والرصاص المطاطي على المصلين في الجامع القبلي المسقوف، كما وأغلقت عدد من بوابات المسجد الأقصى الخارجية".

 

واعتبر الشيخ عكرمة هذه الأحداث استفزازية وتحد لمشاعر كل المسلمين في العالم، وأشار إلى أن الاحتلال يحاول السيطرة على أبواب الأقصى، وهذا أمر خطير جداً، وفرض أمر واقع جديد، ومحاولة فرض مخطط التقسيم للأقصى.

 

وقال "نحن نرى حالة الصمت العربي والإسلامي لما يجري في غزة، وهذا ينطبق أيضا على الأقصى، وهذا أمر مؤسف جدا، ولكن الأمل يحدونا أن يتحرك العالم الإسلامي والعربي من اجل الأقصى ،ونؤكد مرة أخرى على موقفنا أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين، ولن نتنازل عن شبر واحد منه".

 

 التقسيم الزماني وشيك

 

ومن جانبه رفع حاتم عبد القادر ممثل القوى الوطنية في القدس التحية لأهل غزة وصمودها في وجه العدوان الإسرائيلي، وأكد أن إرادة الصمود الفلسطيني لن تنكسر وهناك مخطط إسرائيلي يوشك أن يقع وينفذ وهو التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، تمهيدا للتقسيم المكاني، ويبدو أن هناك قرارا رسميا بهذا الموضوع، ويبدو أن احد الدول المجاورة قد أبلغت بهذا القرار، والاحتلال قد يستغل انشغال العالم لتنفيذ هذا المخطط ".

 

وأضاف "بالمقابل, إذا ظن الاحتلال انه سيمرر عدوانه ومخططاته، دون أن يكون هناك حماة للأقصى، فالاحتلال مخطئ؛ فلن يقف أهلنا في القدس والداخل الفلسطيني، مكتوفي الأيدي، الواقع في الأقصى، ولعل ما حدث في الشهر الأخير هو خير دليل على أن أهل القدس والداخل سيكونون الحماة للأقصى، ونقول هذا الأمر كتحذير بشكل واضح.

 

وأشار إلى أن الاحتلال قد يستغل مناسبة يوم غد لتغيير الأمر الواقع،  وما حصل اليوم هو توطئة لما قد يحدث يوم غد الثلاثاء، ولذا نحن باسم القوى الوطنية والإسلامية، ندعو إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى  يوم غد، وهو نداء لشد الرحال باكرا إلى الأقصى .

 

وطالب عبد القادر العالم العربي والإسلامي لتحمل مسؤولياته تجاه القدس والأقصى، " لافتا إلى توجيه صرخات استغاثة للأقصى، لكن ما وجدنا لها دويا، ونتمنى هذه المرة أن يكون لها دوي، فالتغني بالأقصى وحده لا يكفي".

 

وختم كلمته بالقول "نتطلع إلى دور أكثر فعالية للملكة الأردنية الهاشمية، من الناحية السياسية والقانونية، بصفته صاحب الولاية على الأقصى ، كما يمكن للأردن أن تتوجه للمحاكم الدولية لمقاضاة الاحتلال على جرائمه في الأقصى".

 

محاولات للسيطرة

 

وقال محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني إن المؤسسة الإسرائيلية تحاول منذ احتلالها للقدس أن تفرض سيطرتها على المسجد الأقصى، وما يحدث اليوم في الأقصى ليس جديدا.

 

وأضاف أن اقتحام شارون مع ثلاثة آلاف جندي عام 2000، أشعل شرارة انتفاضة امتدت في كل أرجاء فلسطين، وما يفعله الاحتلال من اعتداءات على المسجد الأقصى يرفع منسوب الاحتقان، وينذر بانتفاضة ثالثة.


وشدد على أن تصرفات المتطرفين اليهود ليست فردية وإنما تمثل وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية . كما ووجه دعوة للمملكة الأردنية الهاشمية والملك عبد الله أن يتخذوا موقفا جديا تجاه ما يحصل في الأقصى على اعتبار أن المسجد يقع تحت السيادة الأردنية وأي اعتداء على الأقصى هو اعتداء على الأردن.

 

ومن جانبه استهل الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بالقول إن المسجد الأقصى قدس أقداسنا وعنوان قضيتنا وهو خط احمر وهو حق خالص للمسلمين ولا يجوز لأحد أن يشاركهم فيه، ومن هنا فإننا نوجه رسالتنا الأولى إلى الاحتلال والمؤسسة الإسرائيلية ونقول لهم "أن أي تغيير بالمسجد الأقصى المبارك يعتبر برأينا إعلان حرب على العالم الإسلامي بأسره, وتحد لمشاعر المسلمين في العالم لأنه ليس ملكا للفلسطينيين وحدهم بل لكل الأمة الإسلامية".

 

ودعا الشيخ ابو دعابس الحكومة الإسرائيلية  للجم "مستوطنيها ومجانينها", الذين يقتحمون المسجد الأقصى ويستفزون مشاعر المسلمين من خلال تلك الاقتحامات, و حذر المؤسسة الإسرائيلية من استمرار هذه الاستفزازات مشيرا إلى أنها ستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه, ونصح بعدم الانجرار وراء هؤلاء الرعناء الذين يجرون المنطقة إلى المجهول .

 

نداءات لنصرة الأقصى

 

اختتم المؤتمر بكلمة للشيخ كمال الخطيب، الذي ربط بين الحرب على غزة والاعتداء على المسجد الأقصى، بإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد استغل الظرف الإقليمي والدولي لشن حربه على غزة، وانتهاكه لحرمة الأقصى.


واستذكر رمضان الأخير، مؤكدا على أنه الأصعب على الإطلاق مشيرا إلى الإغلاق الكامل للمسجد في ايام الجمع وليلة القدر، التي بلغ فيها المصلون بضعة آلاف فقط.


كما ووجه الخطيب نداءا إلى أهل القدس والداخل الفلسطيني بالنفير العام غدا لنصرة المسجد الأقصى في ظل دعوات متطرفة لاقتحامه تزامنا مع ذكرى خراب الهيكل المزعوم.

 

وخص أيضا علماء الأمة وحكامها باتخاذ موقف جاد تجاه ما يحصل في الأقصى لتحملهم شعوبهم على الأكف وتنسى خذلانهم لغزة.


اختتم الشيخ كمال الخطيب كلمته بتحذير المؤسسة الإسرائيلية من أن أي تنفيذ لتقسيم الأقصى آو هدمه سيمثل بداية النقض للمشروع الصهيوني، وقال: "إياكم والمسجد الأقصى، لا تلعبوا بالنار، إننا لا نملك مدافع ولا صواريخ ولكننا نملك العزيمة".

 

وجدير بالذكر أن المؤتمر حظي بتغطية إعلامية واسعة من كافة وسائل الإعلام المختلفة، كما يشار إلى في نهاية المؤتمر تم توزيع مذكرة أعدتها مؤسسة الأقصى على الإعلاميين تضم آخر المستجدات والمخاطر المتعلقة بالمسجد الأقصى في الآونة الأخيرة .

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017