الرئيسية / English
مخيفة ومضحكة وخادعة.. لماذا اشتهرت أفلام الرعب الكورية؟
تاريخ النشر: الأحد 02/02/2020 08:23
مخيفة ومضحكة وخادعة.. لماذا اشتهرت أفلام الرعب الكورية؟
مخيفة ومضحكة وخادعة.. لماذا اشتهرت أفلام الرعب الكورية؟

كانت أفلام الرعب الكورية موجودة منذ زمن ولكنها أخذت اتجاها مختلفا لم يبدأ إلا منذ عشرين عاما فقط، إنها نمط ناضج وسوداوي جعل العالم يتنبه للأفلام الكورية، وكون لها جمهورا واسعا وشعبية عالمية.

لقد ابتكر صناع أفلام الرعب الكورية طريقة جديدة على المشاهد العالمي في خلط الأنواع المختلفة معا، في دقيقة واحدة تشاهد فيلما كوميديا، ثم رومانسيا، ويتحول فجأة للخيال العلمي.

الرعب الزائف
المثير للاهتمام أن هذا الخلط لا يقلل من حبكة الفيلم بل يعمِّقها أكثر لتأخذ طابعا واقعيا، وأحيانا تعطي الشعور بالأمان والراحة ليظن المشاهد أن الخطر زال عن أبطال الفيلم، وهي في الحقيقة مجرد راحة مؤقتة، ففي مشهد آخر ستنقطع الأنفاس من الرعب مجددا.

أفلام الرعب الكورية ستجذبك أكثر مما تتخيل، في لحظة ستعرف تمام المعرفة أن هناك شيئا ما سيحاول تخويفك وبالفعل تأخذ حرسك، ويبدو الأمر كما لو كنت ذاهبا إلى المنزل وأنت تعلم أن شخصا ما يختبئ في الزاوية، وفي أي دقيقة سيقفز أمامك، لكن سيفاجئك الفيلم بلحظة كوميدية لتشتيت انتباهك عما كان من المفترض أن تشعر به.

وهذا بالتحديد ما فعله صُنّاع فيلم "قصة شقيقتين"، حيث تعتقد في بداية الفيلم أنه من أفلام المنازل المسكونة، لأنك سترى منزلا جديدا وروحا شريرة، تسمع أصواتا غريبة وترى أشياء أخرى تحدث في الخلفية، وبينما تضع كل تركيزك على "الشبح" لأنه هو العنصر الخارق، ستكتشف أنه كان مجرد إلهاء يجعلك بعيدا عن حقيقة الرعب الموجود في الفيلم.

البقاء على قيد الحياة
عادة في الأفلام المحتوية على مصدر تهديد خارق للطبيعة، مثل وحش أو شبح، يضع صناع الفيلم للشبح قواعد أو نقاط ضعف، لأن الهدف في نهاية المطاف هو هزيمته، لكنك قد تلاحظ بنفسك في الأفلام الكورية أن الهدف ليس هزيمة التهديد، بل مجرد محاولة البقاء على قيد الحياة، وهو ما يجعل الأفلام أكثر إثارة من غيرها.

في فيلم "غونجم: الملجأ مسكون" (Gonjiam: Haunted Asylum)، يقدم لنا المخرج في البداية مجموعة من مستكشفي الخوارق، يعملون على إعداد بث مباشر في ملجأ مهجور باستخدام أجهزة استشعار للحركة.

 

ينتابهم جميعا إحساس زائف بالأمان، فهم متأكدون بأنهم يعملون بالشكل الصحيح بعد إجرائهم بحثا مبكرا عن الملجأ وتاريخه، لكنهم يدركون بسرعة، أنه على الرغم من كل تلك التحضيرات، فإنهم وجدوا أنفسهم في مكان لا يفهمونه ولا يمكنهم التحكم به، ما يغير قواعد الفيلم طوال الوقت، ويبقى المشاهد معهم في عتمة الملجأ دون إجابات حتى النهاية.

كذلك سنبقى بالظلام في فيلم "البكاء" (The Wailing) لكن مع وجود أجوبة مخفية. في هذا الفيلم ستظل تبحث عن القاتل طوال الفيلم ليكون القاتل هو الشخص الوحيد البعيد كل البعد عن الشكوك، ونكتشف في النهاية أنه رجل عجوز كان أمام أعيننا طول الوقت.

لذلك عندما تشاهد أفلاما كورية يجب أن تشعر بالقلق إزاء الأشياء التي تركت غير مؤكدة ودون سبب، وهذا بالضبط هو ما يريد صناع الفيلم إيصاله إليك، ويجب أن تبقى يقظا وتفكر دائما كما يجب على أبطال الفيلم أن يحافظوا فقط على حياتهم.

بالفعل نجح صناع أفلام الرعب الكورية في إخافتنا، كما نجحوا في غرس خط هائل للميلودراما في ثنايا نوعهم الخاص من الرعب، ونجحوا كذلك في تغيير أسباب ارتفاع دقات قلبك عند مشاهدة أفلام الرعب، حيث ينتابك أحيانا شعور الغضب أو الحزن أو حتى بحث عن صدى الأمل.

تشبه أفلام الرعب الكورية كثيرا ما تشعر به في حياتك العادية وعواطفك المختلطة، والخوف الزائف، والكوميديا الموجودة في أكثر الأوقات سوداوية في حياتنا.

 

 

ولا يسعنا وفق ما سبق إلا التأكيد على مدى اختلاف أفلامهم عن أفلام الرعب المعتادة ووصفها بأنها مؤثرة للغاية من الناحية العاطفية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017