ماذا يحدث عندما ننام؟ نتائج مذهلة تتعلق بما يحدث أثناء النوم استخلصتها ويثينغز (Withings) الشركة المتخصصة بالأدوات الصحية المتصلة (بالإنترنت) والتي جمعت بياناتها من 25 ألف مستخدم على مدار العام الماضي، وكانت النتائج مفاجئة أحيانا.
وحصلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية على النتائج ونشرتها، وفصّلت دراسة أجراها أخصائي الصحة الفرنسي ويثينغز بفضل جهاز الاستشعار "سليب" الذي يوضع تحت السرير لتحليل ما يحدث أثناء النوم.
وجاءت المعلومات بشكل عرض معتقدات العامة، ليرد عليها بصحيح أو خاطئ، فكانت النتائج:
النساء يتجاوزن
ثلاثة أرباع الرجال يحدثون شخيرا، في حين أن ربع النساء فقط يشخرن أثناء النوم، وتشرح د. فانيسا سليماني من المركز المتعدد التخصصات للنوم وشبكة مورفي (مركز للتكوين بمجال صحة النوم) السبب قائلة إن ذلك "بسبب شكل الحنجرة وضيق البلعوم، مما يجعل الممرات الهوائية لدى الرجال يصعب دخول الهواء إليها، والنتيجة الاهتزاز والشخير".
وفي سن الـ 25 يكون معدل شخير الرجل ضعف معدله لدى النساء، إلا أن هذا الاختلاف يتلاشى مع التقدم في السن، إذ يتناقص إنتاج هرمون البروجسترون لدى المرأة مما يؤدي لفقدان مرونة الأنسجة بالأغشية المخاطية "فتصبح أنسجة الفم والأنف أكثر مرونة، فتهتز بسهولة عند التنفس" كما يقول دامين ليجي مدير مركز النوم واليقظة بمستشفى إوتيل دو ديو بباريس.
وعند الـ 75 يتحول الاتجاه، إذ يصبح نصف الشاخرين نساء ولسبع دقائق أثناء النوم، في حين يكتفي الرجال من نفس السن بست دقائق شخير، كما ذكرت دراسة ويثينغز.
زيادة الوزن تزيد خطر الشخير
تقول د. سليماني إن 30% فقط هي نسبة من يحدثون شخيرا ممن لديهم وزن معتاد، أما عند زيادة الوزن فإن الأنسجة الرخوة مثل اللسان أو الرقبة أو الذقن تتخللها الدهون التي تضغط على الشعب الهوائية العليا مما يعزز الشخير.
الشخير المدني
من المثير للدهشة أن من يحدثون شخيرا أكثر بمعدل عشر دقائق أو أكثر في الساعة بالليلة أربع مرات أسبوعيا يوجدون بالأرياف أكثر من المدن.
وأضافت أنه -وفقا للبيانات المنشورة من قبل ويثينغز- يبدو أن العيش في منطقة يقل سكانها عن مئتي ألف يزيد من الشخير بنسبة 17%، وفسرت ذلك باختلاف العمر والوزن بين المستخدمين، إذ إن مستخدمي جهاز الاستشعار بالمدن غالبا أصغر سنا من مستخدميه في الأرياف.
الباريسيون أسوأ قالت الصحيفة إن الباريسيين بالفعل يحدثون شخيرا ضعف شخير سكان نيويورك، ولكن سكان روما يحتلون الصدارة وفق تصنيف ويثينغز، وذلك برصيد متوسط من الشخير اليومي لعشر دقائق في الساعة.
ومن الصعب تحديد سبب محددة لهذا التوزيع الجغرافي، لأن "العوامل التي تسهل الشخير متعددة" كما تقول د. سليماني.
وهناك خصائص فسيولوجية كحجم البلعوم وسماكة اللسان أو موضع الذقن، كلها عناصر يمكن أن تغير دورة الهواء، وإذا سٌدت المجاري الهوائية فمن المرجح أن يحدث اهتزاز وبالتالي شخير.
على المرء أن يقلق
تحذر د. سليماني من أن "الشخير غير المنتظم مع فترات راحة واستئناف صاخبة قد يشير إلى توقف التنفس أثناء النوم" وفي هذه الحالة من المهم استشارة أخصائي النوم للقيام بالفحص. وأضافت أن هذا الاضطراب التنفسي يمكن أن يعرف بصداع يصاحبه عند الاستيقاظ، ورغبة لا تقاوم في النوم نهارا، مع كثرة الاستيقاظ في الليل للذهاب إلى الحمام.
ونبهت الصحيفة إلى ضرورة الاحتراس بالنسبة للحامل، إذ تقول د. سليماني "الشخير إذا لم يكن يحدث قبل الحمل فقد يكون علامة على خطر ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل" وبالتالي لابد من إخطار أخصائي أمراض النساء".