حجة جديدة لعطلة جديدة. ومَن يحتاج إلى حجة ليحجز تذكرة سفر بكثير من التوقعات والطاقة الإيجابية، فكيف إذا كانت المناسبة عيد الحب!
تبدو الكلمة لوحدها تختار مدنها الأجمل والأكثر رومانسية، وبما أن عيد الحب عالميا يأتي في فصل الشتاء، فالبرد المرافق له يدعو إلى أمكنة يزيدها المطر والصقيع دفئا في قلوب الأحبة. وفيما يلي نقترح على عشاق السفر في هذه المناسبة وجهات ساحرة ورومانسية في آن معا:
فيرونا حيث جولييت وشرفتها
تمثل قصة روميو وجولييت الغرام القاتل في الأدب الكلاسيكي العالمي. ولأن أحداث القصة تدور في مدينة فيرونا الإيطالية بحسب المسرحية التي كتبها البريطاني وليام شكسبير، اشترت بلدية فيرونا منزلا قديما يعود لآل كابوليت، وجعلته بيت الشخصية الخيالية جولييت كابوليت بطلة شكسبير وحبيبة روميو، مسقطة فكرة الشرفة التي تطل منها على المنزل الذي سمي باسمها.
في باحة المنزل تحت الشرفة تمثال لجولييت أيضا، يلمسه الزوار بجانبه الأيمن لأنه يجلب الحظ والسعادة والحب كما يقول السكان المحليون.
وتعتبر فيرونا وجهة رومانسية رائعة للعشاق لدلالاتها على قصة حب ذائعة الصيت، ويكتب البعض أسماءهم على جدران المدخل المؤدي إلى المنزل، ويشترون التذكارات من المحلات المجاورة له. هذا بالإضافة إلى نادي جولييت حيث يتلقى رسائل وشكاوى الحب في بريده الأحمر، وفي هوليود صُور فيلم عاطفي جميل تحت عنوان "رسالة إلى جولييت" عن هذا النادي.
وفيرونا أيضا غنية بالآثار، مثل مسرح أرينا الأثري، والكنائس القديمة، والجدران الرومانية.
بيروت والحب على الطرقات
جمعت بيروت في ستينيات القرن الماضي عشاق الحرية والشعر من العرب والأجانب، واعتبرت المدينة العربية الأكثر تلاقيا للثقافة والأدب والتجارة والسياسة والحب.
ففي شوارعها ومقاهيها القديمة نشأت أكثر من قصة، بعضها وثقها أصحابها أو أصحابهم، وبعضها غرق تحت أمواج بحرها المتلاطمة.
قال فيها نزار قباني "ليس للحب ببيروت خرائط.. فإن الحب في بيروت.. في كل مكان".
وما زالت بيروت رغم الحروب والأزمات تنسج على أرصفتها وفي فنادقها ومقاهيها قصص الحب. ويعدّ التسكع في شوارع الحمرا، والمشي على رصيف البحر في المنارة والروشة، وتناول القهوة والشاي والكستناء المشوية وعرانيس الذرة حتى لو تحت المظلات، مشهدا رومانسيا رائعا.
في وسط المدينة المسماة "البلد" أو "الداون تاون" مبانٍ جُددت بعد الحرب الأهلية، حيث المقاهي والمطاعم والمحال والأسواق التي تتضمن أشهر الماركات العالمية.
شتاء بيروت دافئ، وفي أيام عيد العشاق يكسو اللون الأحمر المتاجر والطرقات، وتجد الورد الأحمر يفرض نفسه رمزا لا ينافس في شهر فبراير.
باريس أناقة الحب
باريس العاصمة الفرنسية التي حضن تاريخها الأدب العاطفي الجميل، هي مقصد العشاق والحالمين بقضاء شهر العسل.
تجمع المدينة بين الحداثة والتاريخ على ضفاف السين. ورغم أنها مشهورة ببرج إيفل الحديدي المحايد، فإنه لفرط وصفها بالحب والجمال والأناقة لا يبدو حديديا، خاصة في إضاءته الليلية.
لباريس روح خاصة، ورغم زحامها النهاري الذي يزخر بالسيارات والمارة والمحلات والمقاهي، وما تحته حيث المترو وسكك الحديد والعمال والسياح وعازفو الموسيقى والمغنون.. فإن فيها فسحة ليلية ساحرة بأضوائها ومقاهيها وحدائقها.
يستطيع العشاق أن يختاروا رحلة في نهر السين على متن قوارب صغيرة تسمى "باتو موش"، مع -أو بدون- وجبة بحسب الإمكانية المادية نهارا أو ليلا، ليشاهدوا أبرز معالم باريس، من برج إيفل إلى كاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر ومتحف أورسيه وبعض المباني الحكومية.
وإذا كان المسافران من محبي الثقافة والفنون والتاريخ، فإن زيارة متحف اللوفر تبدو فرصة رائعة في تدعيم الرومانسية بالكثير من المشاهدات التاريخية الرائعة لحضارات العالم أجمع.
البندقية كازانوفا المدن
دوما، تبدو مدينة فينيسيا/ البندقية (شمال شرقي إيطاليا) واحدة من أكثر المدن احتضانا للحب في العالم، فهي غارقة فيه كغرقها في الماء.. أقنية تتجول فيها الغندولا (القارب الأسود الرفيع) يقوده سائق بمجذاف طويل، وغالبا ما ينشد أغاني الحب بالإيطالية على الثنائي العاشق الراكب معه.
ويتطوع السائق بين حين وآخر بالحديث مع ركاب قاربه الصغير عن أبرز معالم المدينة من المتحف إلى منازل الشعراء والرسامين والفنادق، إضافة إلى الأفلام التي صورت والاحتفالات التي أقيمت في مدينة الرومانسية والعشق.
البندقية هي مدينة الشاعر الإيطالي رمز العشق جاكومو كازانوفا المشهور كمدينته، والرحالة المغامر ماركو بولو، اللذين يُستدل على منزليهما أثناء الرحلة البديهية في الغندولا.
الجزء المائي من المدينة غير مجهز للسيارات، وطريقة التنقل المثلى هي عبر القنوات المائية أو سيرا بين الزواريب الضيقة جدا في المدينة العتيقة.. للوصول إلى الجسر الأعظم "الريالتو".
وفي دلالة مختصرة على مثاليتها كمدينة للعشق، أقام الممثل الأميركي جورج كلوني والمحامية اللبنانية أمل علم الدين زفافهما في البندقية، وكان من أشهر حفلات زفاف العصر.
وقد خلّد الموسيقار الإيطالي فيفالدي المدينة موسيقيا في مقطوعته المعروفة "الفصول الأربعة".
المصدر : الجزيرة