قبل ان يخرج ابو عبيدة الناطق باسم  الجناح العسكري لحماس، باي تصريح،  يكون قد اعد له بعناية فائقة في كل حرف وكلمة وجملة، عبر مختصين وخبراء في الحرب النفسية واللغة ودلالات كلماتها، ومعرفة نقاط ضعف الاحتلال جيدا، ليكون توقيت اي تصريح يضرب في عمق قلب ووجدان الاحتلال وهو ما كان من التصريح الاخير.

اراد  ابو عبيد  بتصريحه حول اصابة عدد من اسرى الاحتلال خلال قصف الاحتلال لغزة عام  2019  ان يحقق جملة من الاهداف، خاصة وان "نتنياهو" راح يتصور ويتفاخر بالافراج عن تاجرة مخدرات "اسرائيلية" ارضاء لاصوات الروس في الانتخابات بعد شهر تقريبا.

التصريح كان امتدادا للحرب نفسية ضد الاحتلال المتواصلة والتي لم تتوقف يوما ما، بما يحقق تفعيل متواصل وتذكير للاحتلال بملف أسراهم لدى المقاومة في غزة، واحراج واضح ل" نتنياهو" الذي قال ان الاسرى موتى ولا جدوى من التركيز عليهم واعادتهم.

التصريح تزامن مع اقتراب الانتخابات في دولة الاحتلال وبعد الاعلان عن صفقة القرن، وبعد تركيز "نتنياهو" على الافراج عن معتقلة مدنية روسية في روسيا، عدا عن التركيز في الضفة على المقاومة السلمية بعد الاعلان عن صفقة القرن، في رسالة ان الحل يكون بمقاومة غير ذلك، كونها نجحت سابقا في لبنان وغزة.

بعد موجة الاحباط كنتيجة لاعلان صفقة القرن وتباهي "نتنياهو " باختراق السودان والقرن الافريقي، جاء تصريح ابو عبيد ليقول ل"نتنياهو" انك ضعيف ودعايتك الانتخابية ليست حقيقة بدليل انك لا تقدر على اعادة جنود جيشك وتتركهم بيد اعدائك.

5000 اسير فلسطيني سيحللون كل حرف وكلمة من تصريح ابو عبيد، وفي النتيجة هم أدرى بمفاعيل التصريح الاخير، كونه اعاد تفعيل قضيتهم واعادها للواجهة من جديد وبقوة وأحيى الامل في نفوسهم بقرب التحرير.

ما قاله ابو عبيد، ان اسرى اصيبوا ولم يقل كل الاسرى، وانهم اصيبوا ولا تعرف طبيعة الاصابة، وهنا قول واضح بكذب "نتنياهو" انهم موتى او كانوا موتى، وان وضعهم الحالي ممن اصيبوا لا يعرف، فقد يكونا قد قتلوا او يكونوا قد اصيبوا اصابات طفيفة وتم معالجتهم.

تصريح ابو عبيد يقول للمخدوعين بقوة الاحتلال، انظروا جيش احتلال يزعم انه قوة لا تقهر واذا به لسنوات لا يستطيع اعادة جنوده بل يعيد تاجرة مخدرات، ويقصف مواقع كان بعض من جنوده الاسرى فيه دون علمه، فاي أمن هذا الذي يقول الاحتلال عنه بانه قوي فيه؟ّ!

تصريح ابوعبيد اعاد القول لذوي الاسرى من جيش الاحتلال ان حكومتهم كاذبة ، حيث كانت العائلات سابقا قد اتهمت حكومتهم بإهمال ملف أبنائهم الأسرى، وأعلنوا سلسلة فعاليات للضغط على حكومتهم بهدف إنهاء هذا الملف، وهنا يعني زيادة فعالياتهم وضغطهم على حكومة كاذبة، همها فقط اصوات انتخابية من اليهود الروس، على حساب جنود كانوا يحمونهم.