النقب المحتل (فلسطين) - خدمة قدس برس
هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بقوات من الشرطة، قرية العراقيب في النقب المحتل (جنوبي فلسطين المحتلة) اليوم الخميس، للمرة الـ 174 على التوالي.
وذكرت مصادر محلية أن آليات تابعة للاحتلال دهمت قرية العراقيب وشرعت بهدم خيام ومنازل الفلسطينيين فيها، والتي كانت مكونة من أخشاب وغطاء من النايلون لحماية الأهالي من البرد.
ونوهت المصادر إلى أن هذه هي المرة الـ 4 التي خيام أهالي العراقيب المتواضعة منذ مطلع العام الجاري 2020، لكن الأهالي يعيدون نصبها كل مرة.
وكثف الاحتلال اقتحاماته للعراقيب وهدم مساكنها المتواضعة، في الآونة الأخيرة، لدفع الأهالي لليأس والإحباط ومغادرة أرضهم غير أنهم أكدوا صمودهم وعادوا إلى قريتهم بعد هدم مساكنها وأعادوا بنائها.
وتتوالى عمليات هدم "العراقيب" وغيرها من القرى الفلسطينية غير المعترف بها إسرائيليًا، بدعوى إقامة منازلها بدون ترخيص على أراضٍ تعود ملكيتها للدولة العبرية.
ويهدف الاحتلال إلى تهجير أهالي "العراقيب" عن أراضيهم الأصلية، ما يمهّد لاستغلالها في مشاريع استيطانية توسعية.
وقد هدمت سلطات الاحتلال العراقيب للمرة الـ 173 يوم 19 كانون ثاني/ يناير الماضي.
و"العراقيب" هي قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة بئر السبع في صحراء النقب (جنوب فلسطين)، أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني، وتعد واحدة من بين 51 قرية عربية في النقب لا تعترف الحكومة الإسرائيلية بها.
عملت سلطات الاحتلال منذ عام 1951 على طرد سكانها، بهدف السيطرة على أراضيهم، عبر عمليات هدم واسعة للبيوت، في مسعى للسيطرة على الأراضي الشاسعة والتي تعادل ثلثي فلسطين التاريخية.
وتعرضت القرية للهدم بشكل كامل من قبل الجرافات الإسرائيلية بتاريخ 27 تموز/ يوليو 2010؛ حيث هدمت جميع منازلها وشردت المئات من سكانها، بحجة البناء دون ترخيص.
فعاود سكان القرية بناءها من جديد، ليتم هدمها مرة بعد أخرى، كان آخرها اليوم، حيث هدمت الخيم التي نصبها أهالي القرية، بديلا عن المنازل التي تم هدمها في المرات الماضية.
وأصبح صمود "العراقيب" رمزًا لمعركة إرادات يخوضها فلسطينيو الداخل المحتل، وخاصة في النقب من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين.
ولا تعترف سلطات الاحتلال الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير.