د. خالد معالي
يظن من يمتلك القوة انه على صواب دائما فيما يقول ويطرح ويفعل، لكن الكثير ممن امتلكوا القوة عبر التاريخ، ارتكبوا اخطاء قاتلة بسبب غرور القوة او الاستعجال، او عدم تقدير انعكاسات قراراتهم على المدى البعيد.
"نتنياهو" والذي استعجل في اتخاذ قرار صفقة القرن نتيجة ضغوط عليه في هذه المرحلة لجلب المزيد من الاصوات الانتخابية، ارتكب أخطاء قاتلة قد تتطيح ليس به فقط بل بدولته المصطنعة في غفلة ضربت العرب والمسملين.
اولى تلك الاخطاء ان العجلة دائما فيها الندامة خاصة في القرارت الاستراتيجية، وهل هناك قرار اخطر من قتل طموح الفلسطينيين باقامة دولتهم كبقية شعوب الارض ونيل حريتهم!؟
ثاني تلك الاخطاء ان القدس ليست مجرد مكان لعاصمة او اماكن تاريخية، بل هي عقيدة اسلامية لا تخص فقط الفلسطينيين، وهنا قفز عنها "نتنياهو"، متسرعا.
ثالث تلك الاخطاء هو الاستخفاف ب 14 مليون فلسطيني وقتل حقوقهم، وامة المليار ونصف، وكأنهم لا وزت ولا وجود لهم.
رابع تلك الاخطاء، ان "نتنياهو" ترك ملف سحب سلاح غزة ضمن صفقة القرن، مع انه شن ثلاث حروب عدوانية على غزة ولم ينجح في نزع سلاحها، فكيف بقوى اقل منه مهما كانت ومن اي جهة، ويقد يكون تحرير فلسطين جزء كبير منه لاحقا قادم من غزة.
خامس الاخطاء، انه سرع في كشف حكام العرب امام شعوبهم، فلا يمكن لعربي ان يقبل بغير القدس او دولة فلسطينية، وبذلك هو عمل على فرز حكام العرب امام شعوبهم، بتسرعه.
سادس الاخطاء، في كتابه مكان تحت الشمس يقول ان الاردن هو وطن الفلسطينيين، وهذا ما يحاول ان يجسده بطريقة ماكرة في صفقة القرن، وهو ما جعل الاردن والفلسطينيين يتوحدون ليواجهوا المخطط.
سابع الاخطاء، منذ اعلان صفقة القرن والمظاهرات في فلسطين لا تتوقف وفي كافة مدن العالم ضدها، فهو بذلك وحد كل احرار وشرفاء العالم للرد على الظلم الظلم الصارخ.
ثامن الاخطاء، هو قضاؤه على خيار المفاوضات الى غير رجعة ولو على الاقل امام الشعوب، مع ادراكنا انه قد يكون حكام عرب موافقون من تحت الطاولة غير تلك الدول التي حضرت الاعلان عن صفقة القرن.
تاسع الاخطاء، قال للفلسطينين بكل وضوح لا حل لكم سوى القبول وعدم تضييع الفرصة، وبذلك لم يبقي غير خيار المقاومة وهو الذي سبق ونجح بطرده من جنوب لبنان وقطاع غزة.
عاشر الاخطاء، ان "نتنياهو" قرئ الخارطة السياسية العربية والفلسطينية بشكل جيد وهذا صحيح، من ناحية الانقسام الفلسطيني والحروب العربية العربية، لكنه لم يقرأ جيدا التاريخ وسننه وقوانينه التي وضعها الله فيه، من ان الظلم لا يدوم وان حبل الكذب قصير، وان المحطات التاريخية الفارقة كانت عبر قرارات خاطئة تم اتخاذها في لحظات عابرة لا تقوم على أسس كونية ثابته وصحيحه، وهو ما اتخذه بالضبط "نتنياهو" مع ترمب".