الرئيسية / الأخبار / دولي
تم غزو العراق بطريقة مشابهة.. هل سعت إدارة ترامب لحرب مع إيران بناء على معلومات خاطئة؟
تاريخ النشر: الأحد 09/02/2020 15:01
تم غزو العراق بطريقة مشابهة.. هل سعت إدارة ترامب لحرب مع إيران بناء على معلومات خاطئة؟
تم غزو العراق بطريقة مشابهة.. هل سعت إدارة ترامب لحرب مع إيران بناء على معلومات خاطئة؟

يبدو أن جولة التصعيد الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية كانت مدبرة من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فالمعلومات التي لا تزال تظهر للنور تُلقي بشكوك حول الجهة التي تقف وراء الهجوم الصاروخي الذي قتل متعاقدا أمريكياً، وأدى لإطلاق سلسلة من الأحداث، نتج عنها اغتيال قاسم سليماني، وما تلاه من الوصول لحافة الحرب، فما القصة؟

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: «هل كانت الولايات المتحدة مخطئة في هجومها الذي كاد يشعل حرباً مع إيران؟»، تناولت فيه معلومات وشهادات من الجانب العراقي، تعيد إلى الأذهان أجواء ما قبل الغزو الأمريكي للعراق، حينما تم الترويج لامتلاك العراق أسلحة دمار شامل اتَّضح لاحقاً أنها كانت ملفقة.

كيف وقع الهجوم الصاروخي؟

قطعت الشاحنة البيضاء من طراز «كيا» الطريق الصحراوي وتوغلت على طريقٍ ترابي، ثُمَّ توقفت قرب مستنقع. وسرعان ما ظهر وميض وصوت انفلاق مع إطلاق أول الصواريخ من الشاحنة متجهاً صوب قاعدة K-1 العسكرية العراقية.

أصابت الصواريخ ستة أشخاص، وقتلت متعاقداً أمريكياً، الأمر الذي بدأ سلسلة من الأحداث التي قرَّبت الولايات المتحدة وإيران من حافة الحرب.

حمَّلت الولايات المتحدة المسؤولية لميليشيا ذات علاقات وثيقة مع إيران، وقصفت خمساً من قواعد المجموعة. اقتحم العراقيون الغاضبون السفارة الأمريكية، ثُمَّ قتلت الولايات المتحدة جنرالاً إيرانياً كبيراً، فأطلقت إيران صواريخ على القوات الأمريكية، وأسقطت بطريق الخطأ طائرة ركاب، ما أسفر عن قتل 176 شخصاً.

شكوك حول هوية الجهة المنفّذة

لكنَّ الجيش والمخابرات العراقية أثارا شكوكاً بشأن هُوية مُطلِق الصواريخ التي بدأت دوامة الأحداث، قائلين إنَّهم يعتقدون أنَّه من المستبعد أن تكون الميليشيا التي اتهمتها الولايات المتحدة بتنفيذ التفجير، كتائب حزب الله، هي الجهة التي نفَّذته فعلاً.

اعترف المسؤولون العراقيون بأنَّهم لا يملكون أدلةً مباشرة تربط بين الهجوم الصاروخي الذي وقع في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمجموعة معينة أو بأخرى. وتملك عناصر القوى الأمنية العراقية علاقات وثيقة بإيران، وهو ما قد يجعلهم مترددين في إلقاء اللوم على قوة مرتبطة بإيران.

ويُصِرُّ المسؤولون الأمريكيون على أنَّهم يملكون أدلة قوية على أنَّ كتائب حزب الله نفَّذت الهجوم، ولو أنَّهم لم يعلنوها، ويقول المسؤولون العراقيون إنَّ شكوكهم تستند إلى أدلة ظرفية وخبرة طويلة في المنطقة التي وقع فيها الهجوم.

هل كان داعش هو من أطلق الصواريخ؟

إذ أُطلِقَت الصواريخ من منطقة سُنّيّة بمحافظة كركوك، تشتهر بوقوع هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فيها؛ التنظيم الإرهابي السُّنِّي، وهو ما كان من شأنه أن يجعل المنطقة منطقة معادية لميليشيا شيعية مثل كتائب حزب الله.

ولم تحظَ كتائب حزب الله بوجود في محافظة كركوك منذ عام 2014، لكنَّ داعش شنَّ ثلاث هجمات قريبة نسبياً من القاعدة في الأيام العشرة السابقة للهجوم على قاعدة K-1. وأرسل مسؤولو المخابرات العراقية تقارير إلى الأمريكيين في نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول الماضيين، يحذرونهم فيها من نية داعش استهداف قاعدة K-1، وهي قاعدة جوية عراقية في محافظة كركوك تستخدمها القوات الأمريكية أيضاً.

وعُثِر على شاحنة «كيا» المهجورة على بُعد أقل من 305 أمتار من الموقع الذي أعدم داعش فيه خمسة رعاة ماشية شيعة، في سبتمبر/أيلول الماضي، ويقول المسؤولون العراقيون إنَّ كل هذه الحقائق تشير إلى داعش.

فقال اللواء أحمد عدنان، رئيس المخابرات العراقية التابعة للشرطة الاتحادية في قاعدة K-1: «كل المؤشرات تشير إلى أنَّ الفاعل كان داعش. لقد أخبرتكم بشأن الحوادث الثلاث التي وقعت في الأيام السابقة (للهجوم) مباشرة في المنطقة، إنَّنا نعرف تحركات داعش».

وأضاف: «نحن كقوات عراقية لا نستطيع حتى المجيء إلى تلك المنطقة ما لم تكن لدينا قوة كبيرة؛ لأنَّها ليست آمنة. كيف يُعقَل أن يأتي شخص ما لا يعرف المنطقة ويتمكَّن من المجيء إلى هنا ويجد موقع الإطلاق ويشن الهجوم؟».

حزب الله نفى مسؤوليته

نفت كتائب حزب الله مسؤوليتها عن الهجوم، ولم تتبنه أي مجموعة أخرى، لكنَّ المسؤولين الأمريكيين قالوا إنَّ لديهم خيوطاً متعددة من المعلومات الاستخباراتية، تشير إلى أنَّ كتائب حزب الله هي مَن شنَّت الهجوم.

فقال مسؤولان أمريكيان، تحدّثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لكي يتحدثا عن مسائل استخباراتية، إنَّ المحققين الأمريكيين فحصوا الشاحنة، وهو ما قاد إلى أدلة ساعدت في تحميل مسؤولية الهجوم لكتائب حزب الله، ولم يقولوا ماذا وجدوا بالشاحنة وجعلهم يربطونها بالمجموعة.

قال مسؤول أمريكي إنَّهم كانوا قد اعترضوا اتصالات تُظهِر تورّط المجموعة، وقال المسؤولون الأمريكيون إنَّ 11 هجوماً صاروخياً استهدفت في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول قواعد عراقية تستخدمها القوات الأمريكية أو قوات التحالف.

أمريكا قالت إن لديها معلومات لكن لم تشاركها أبداً

ولم تطرح الولايات المتحدة أيّاً من معلوماتها الاستخباراتية علناً. كما لم تشارك المعلومات الاستخباراتية مع العراق، وقال الفريق الركن محمد البياتي، سكرتير رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، في مقابلة: «طلبنا من الجانب الأمريكي أن يشاركنا أي معلومات وأي أدلة، لكنَّهم لم يرسلوا لنا أي معلومات».

وقال أبوعلي البصري، مدير عام الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية العراقية، إنَّ الولايات المتحدة لم تتشاور مع العراق قبل تنفيذ الهجمات المضادة على كتائب حزب الله يوم 29 ديسمبر/كانون الأول، وأضاف: «لم يطلبوا تحليلي لما حدث في كركوك أو يشاركوني أياً من معلوماتهم. وكانوا عادةً يفعلون الأمرين».

وعلى الرغم من حقيقة أنَّ القوات الأمريكية والعراقية تعمل جنباً إلى جنب في مكافحة الإرهاب، قال مسؤولو الاستخبارات والدفاع الأمريكيون إنَّ الولايات المتحدة لا تتشارك دوماً المعلومات الاستخباراتية الحساسة مع العراق؛ لأنَّ العملاء الإيرانيين اخترقوا حكومة بغداد، وسينقلون المعلومات الاستخباراتية إلى طهران.

وقال مسؤولو المخابرات العراقيون إنَّه من الصعب تقييم التأكيدات الأمريكية دون الاطلاع على المعلومات الأمريكية، وقالوا إنَّهم لم يروا شيئاً غير معتاد بشأن الشاحنة أو الصواريخ التي استُخدِمَت في هجوم 27 ديسمبر/كانون الأول، من شأنه أن يربطها بكتائب حزب الله. فالشاحنة، حسب قولهم، كانت شاحنة نمطية من طراز كيا، باستثناء أنَّ صندوقها زوِّد بمنصات لإطلاق الصواريخ. وتستخدم كل الأطراف في العراق تلك الصواريخ، وهي صواريخ كاتيوشا من عيار 107 مم.

قال اللواء عدنان إنَّه سلَّم الشاحنة للأمريكيين، وإنَّ المحققين الأمريكيين أزالوا أي بقايا صواريخ، بالإضافة إلى صاروخ غير منفجر من الجانب العراقي من القاعدة، لذا سيكون من الصعب على العراقيين إجراء تحقيق طب شرعي أكثر تعمُّقاً من جانبهم.

يتعلَّق أحد التباينات في المعلومات الاستخباراتية بعدد الصواريخ التي أُطلِقَت. فقال الأمريكيون إنَّ 31 صاروخاً أُطلِقَت، لكنَّ الشهود العراقيين، بمَن فيهم اللواء عدنان، الذي كان أول مَن يصل إلى الشاحنة، أحصى 11 صاروخاً فقط، وظنَّ عديد من الضباط العراقيين في قاعدة K-1 أنَّه قد يكون هناك ما يصل إلى 16 صاروخاً، لكن بالتأكيد ليس 31 صاروخاً.

وقال علي فرحان، وهو فلاح ورئيس بلدية نبتيس، وهي قرية صغيرة تبعُد نحو 4 أميال (6.5 كيلومتر) من قاعدة K-1، وأقل من ميل واحد (1.6 كيلومتر) من موقع إطلاق الصواريخ، إنَّه تصادف وجوده في الخارج يتحدث مع أخيه عن الحرث صباح اليوم التالي، حين رأى شاحنة آتية من الجنوب الغربي، وهي مناطق مهادنة لداعش، وانحرفت الشاحنة ودخلت طريقاً ترابياً، وسارت لنحو نصف ميل (0.8 كيلومتر) إضافي أو نحو ذلك، ثُمَّ توقفت وأطفأت أنوارها.

وبعد حوالي 35 دقيقة، عند الساعة 7:20 مساءً، رأى أول صاروخ ينطلق نحو السماء، وكذلك فعل اللواء عدنان، الذي اتّصل به رئيس البلدية من أجل المساعدة، وكان يقود سيارته بأسرع ما يمكنه على الطريق الترابي باتجاه الشاحنة لإيقافها، وقال اللواء عدنان مُستذكِراً: «اتصلتُ على الفور بالمقر، وحذَّرتُهم من أنَّ صواريخ قد أُطلِقَت باتجاه قاعدتنا».

وحين وصل إلى الشاحنة، وجد أنَّ الهجوم كان يمكن أن يصبح أسوأ. فكان هناك ثلاثة صفوف من منصات إطلاق صواريخ بإمكان كلٍّ منها إطلاق 12 صاروخاً، لكن بدا أنَّ أقل من نصفها فقط كان محشوّاً بالصواريخ، وفشل إطلاق 4 صواريخ منها. وهذا يعني أنَّ 14 صاروخاً بحدٍّ أقصى قد أُطلِقَت.

لم يكن الهجوم مفاجئاً. ففي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أرسل مجلس الأمن الوطني العراقي تقريراً إلى الأمريكيين، يشير إلى أنَّه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي «سعى إرهابيو داعش لاستهداف قاعدة K-1، في منطقة كركوك، بنيران غير مباشرة (صواريخ كاتيوشا)».

وقال تقريرٌ استخباراتي أُرسِل إلى المسؤولين الأمريكيين يوم 25 ديسمبر/كانون الأول إنَّ مقاتلي داعش يحاولون السيطرة على أراض شمال قاعدة K-1.

منطاد الاستطلاع توقف فجأة للصيانة

قال اللواء عدنان إنَّه حذَّر الأمريكيين من احتمال وقوع هجوم صاروخي على قاعدة K-1 منذ وقت الغداء في يوم الهجوم، حين دعا العراقيون القادة الأمريكيين في القاعدة إلى محادثات أمنية على مأدبة غداء ضمَّت دجاج التكا والأرز والكباب.

وقال أحد قادة الشرطة الاتحادية العراقية، العقيد طالب مظلوم التميمي، إنَّه ناشد الأمريكيين إبقاء منطاد الاستطلاع خاصتهم مُحلِّقاً في الأجواء للمساعدة في منع أي هجوم، لكنَّه قال إنَّ المنطاد هبط ذلك اليوم من أجل الصيانة.

وقال اللواء عدنان إنَّ ثلاثة صواريخ سقطت في الجانب العراقي من قاعدة K-1، وسقط واحدٌ في منطقة السياج المحيط، ونحو سبعة آخرين في الجانب الأمريكي، ما تسبَّب في تفجيرٍ ثانوي كبير.

وعلى عكس معظم الهجمات ضد الأهداف العراقية والأمريكية، أوقع هذا الهجوم ضحايا. إذ أُصيب أربعة جنود أمريكيين واثنان من أفراد الشرطة الاتحادية. وكان المتعاقد الأمريكي المدني الذي قُتِل، وهو أمريكي عراقي المولد يُدعى نورس وليد حميد، يعمل مترجماً للأمريكيين.

وبالنسبة لرئيس أركان الجانب العراقي من القاعدة، اللواء عامر عيسى حسن، فإنَّ النتيجة المنطقية هي أنَّ داعش هو المسؤول عن الهجوم. فقال: «القرى القريبة من هنا هي قرى تركمانية وعربية. وهناك تعاطف مع داعش هناك. لماذا نلجأ لإلقاء اللوم على (كتائب) حزب الله أو غيرها؟».

وكان داعش نشطاً على نحوٍ متزايد في هذا الجزء من محافظة كركوك، العام الماضي، فكان يشن هجمات شبه يومية بالعبوات الناسفة على جوانب الطرقات والكمائن باستخدام الأسلحة الصغيرة.

وبعد 6 أيام من الهجوم على القاعدة، قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، للصحفيين: «كما تعلمون، تعرَّضت القوات الأمريكية يوم الجمعة الماضي لهجوم من جانب كتائب حزب الله في قاعدة قريبة من كركوك».

وحين أبلغ المسؤولون الأمريكيون رئيس الوزراء العراقي بأنَّهم على وشك قصف قواعد كتائب حزب الله انتقاماً للهجوم، كان العراقيون مندهشين، فقال المسؤولون العراقيون إنَّ المجموعة لم يكن لها أي وجود في محافظة كركوك منذ سنوات. وقالوا إنَّ الوقت الوحيد الذي كانت المجموعة نشطة فيه هناك كان في عام 2014 خلال الأيام الأولى من المعركة ضد داعش.

هل هذا ما أرادته إدارة ترامب؟

ونفى محمد محيي، المتحدث باسم كتائب حزب الله، أن تكون الميليشيا مسؤولة عن الهجوم على قاعدة K-1. وقال في مقابلة إنَّ المجموعة لم تتواجد في محافظة كركوك إلا لمدة 80 يوماً فقط عام 2014، وأضاف أنَّه لو كان لدى الأمريكيين دليل على أنَّ كتائب حزب الله هي مَن نفَّذت الهجوم، فيجب عليهم «مشاركته».

وقال المسؤولون الأمريكيون إنَّ المجموعة تعمل في مختلف أرجاء العراق، وتشن بصورة روتينية هجمات في مناطق سُنّيّة، وأدَّت الهجمات الأمريكية على كتائب حزب الله يوم 2 يناير/كانون الثاني الماضي، والهجوم الذي تم باستخدام طيائرة بدون طيار، وأسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين وعراقيين في مطار بغداد الدولي في اليوم التالي، إلى غضبٍ عارم ضد الوجود الأمريكي في العراق، بالإضافة إلى تصويتٍ في البرلمان العراقي لصالح طرد كافة القوات الأمريكية.

وتملك الولايات المتحدة قرابة 5 آلاف من القوات في العراق، مهمتهم الأساسية هي محاربة داعش وتدريب الجيش العراقي. ولم تطلب الحكومة العراقية من الأمريكيين المغادرة رسمياً حتى الآن، لكنَّ المسؤولين من كلا الجانبين يذكرون أنَّ العلاقات توتَّرت.

ويقول المسؤولون العراقيون إنَّه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة بدون إجابات بشأن الجهة المسؤولة عن هجوم قاعدة K-1.

 قال عبدالحسين الهنين، أحد مساعدي رئيس الوزراء الذي ظلَّ على رأس عمله حتى يوم السبت الماضي عادل عبدالمهدي: «لم تتأكَّد هُوية (الجهة التي نفَّذت الهجوم) حتى الآن. وهناك بالتأكيد مشتبه بهم، ولا أدَّعي أنَّني أعرف كل شيء، لكن قد تكون هذه الجهة هي داعش أو حزب البعث»، في إشارة إلى الفلول الساخطين من المؤسسة السُّنّيّة التي كانت تسيطر على العراق قبل الغزو الأمريكي في 2003. وأضاف: «الوضع معقد في العراق».

 

المزيد من الصور
تم غزو العراق بطريقة مشابهة.. هل سعت إدارة ترامب لحرب مع إيران بناء على معلومات خاطئة؟
تم غزو العراق بطريقة مشابهة.. هل سعت إدارة ترامب لحرب مع إيران بناء على معلومات خاطئة؟
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017