بعد قرابة عامين على بدء عملياته في شمال وسط البلاد، بسط النظام السوري سيطرته على كامل الطريق الدولي "حلب- دمشق" خلال الساعات الماضية، إثر تقدمه المستمر على حساب المعارضة السورية المسلحة وبقية الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب.
وأكدت مصادر من المعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد" سيطرة النظام السوري بشكل كامل على الطريق الدولي بعد استكماله السيطرة على كافة المناطق في ريف إدلب الشمالي الشرقي المتاخم لريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ويرمز للطريق الدولي "حلب- دمشق" على الخرائط برمز "M5"، وكانت قوات النظام قد خسرته لصالح فصائل المعارضة والفصائل الأخرى خلال الأعوام السابقة، إثر فقدانها السيطرة على المدن الرئيسية الواقعة على الطريق الدولي الذي يمر أيضا من محافظتي حمص وحماة وسط البلاد، مرورا بالقلمون، وبمحاذاة الغوطة الشرقية، وصولا إلى العاصمة.
وكانت قوات النظام السوري قد بدأت في العام 2017 عملية استعادة السيطرة على الطريق، بدءا من ريف حماة الشمالي، وذلك عقب تمكنها من استعادة السيطرة على الطريق في ريف حمص الشمالي عقب عملية التسوية والتهجير في المنطقة، والتي تمت بدعم روسي إيراني.
وكانت أولى عمليات السيطرة على الطريق هي تقدم النظام في ريف حماة الشمالي وبسط قبضته على مدينة صوران والقرى المحيطة بها في إبريل/ نيسان عام 2017، تبعها عمليات عسكرية أفضت إلى تقدم النظام والسيطرة على مدن وبلدات اللطامنة وكفرزيتا، وصولا إلى مورك في أغسطس/ آب الماضي.
وعقب أيام من السيطرة على مورك، بدأت قوات النظام التحرك بدعم روسي باتجاه مدينة خان شيخون، التي تعد باب ريف إدلب، وتمكنت من السيطرة عليها في الشهر ذاته، وتلك السيطرة كانت الخطوة الأولى في ريف إدلب للسيطرة على الطريق الدولي.
سيطرة النظام على خان شيخون الاستراتيجية واستمرار العمليات بدعم روسي مكثف مكّن النظام من الوصول إلى معرة النعمان قبل نهاية الشهر الماضي، ليواصل التقدم أيضا باتجاه سراقب، التي تقع عند تقاطع طريق "حلب- دمشق" مع "حلب اللاذقية".
والسيطرة على سراقب جاءت بالتوازي مع عملية عسكرية أطلقها النظام في محيط مدينة حلب على محور الريف الجنوبي والغربي، ليسيطر أخيرا على منطقة خان طومان ومنطقة العيس، وصولا إلى بلدة كفر حلب، وبذلك بسط سيطرته على كامل الطريق انطلاقا من مدينة دمشق، وصولا إلى مدينة حلب.
طريق "دمشق- حلب" يعد أيضا امتدادا لطريق "دمشق- درعا"، وهو الطريق الواصل أيضا إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وطريق دمشق حلب ينتهى في حلب، ومنه يتفرع طريق نحو معبر باب السلامة في ريف حلب الشمالي على الحدود السورية التركية، ويقع حاليا تحت سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي.
ويخرج من حلب أيضا طريق "حلب- الحسكة"، والذي يعد امتدادا لطريقي "دمشق حلب، اللاذقية حلب"، والذي يمر أيضا من محافظة الرقة، وصولا إلى معبر اليعربية مع الأراضي العراقية. ويخضع الطريق في أجزاء واسعة منه لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والقوات الأميركية.
ويشار إلى أن سيطرة النظام على الطريق الدولي تمنحه فرصة الحرية في التنقل على الطريق بين أهم المحافظات السورية "حلب- دمشق- حماة- حمص".
المصدر : العربي الجديد