قصة خمسينية الشتاء و"السعودات" بحسب التراث الشعبي
لم يترك الموروث الشعبي حادثة أو مناسبة إلا وربطها بقصة أو مثل تتناقله الأجيال، وكغيره من الأحداث والمناسبات، زخر فصل الشتاء بعدد كبير من القصص والأمثال، ومن أهمها قصة خمسينية الشتاء والسعودات.
معظمنا سمع عن سعد الذابح أو سعد الخبايا أو سعد السعود أو سعد "ابلع" أو البلع، لكن قليل من يعرف قصتها أو المناسبة التي دفعت أجدادنا إلى إطلاق هذه الأسماء بعينها على هذه الأيام المحددة من الشتاء.
خمسينية الشتاء تتكون من اربع سعودات فما هي ولماذا سميت بهذا الاسم؟
تروي القصة التي تداولها التراث الشعبي حتى يومنا هذا، أن شاباً يطلق عليه اسم "سعد" قرر السفر، وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج خلال فصل الشتاء، وقد نصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أو الحطب، إلا أن سعداً لم يستمع إلى نصيحة أبيه.
وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق، تغير الجو فجأة وأصبح البرد قارساً فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بأحشائها من شدة البرد. لذا سميت هذه الفترة التي تمتد من 1-13 شباط/فبراير بـ "سعد الذابح".
وبعد أيام شَعَرَ سعد بالجوع ولم يكن أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة، وبذلك أطلق على هذه الأيام "سعد ابلع"، وتمتد من 13 شباط-25 شباط. وبعد أن انتهت العاصفة وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته وسمي "سعد السعود " الذي يبدأ من 26 شباط حتى 10 آذار".
وقام سعد بعد ذلك وخوفاً من أن تتكرر العاصفة مرة أخرى، بصناعة معطف له من وبر الناقة، كما أخذ من لحم الناقة المتبقي، وسمي "سعد الخبايا" وهي الفترة الممتدة من 10 آذار-22 آذار وتصادف بداية الاعتدال الربيعي.
يُشار إلى أن الخمسينية تتكون من خمسين يوماً، تبدأ يوم 30 كانون الثاني/يناير من كل عام وتنتهي بتاريخ 22 آذار/مارس، وسواء كانت قصة خمسينية الشتاء والسعودات صحيحة أم لا، فهي تبقى من تراثنا الشعبي الممتد منذ مئات السنين والذي يحمل العبر والحكم والكثير من القصص.