الرئيسية / مقالات
شدّ أحزمة البطون ... والمقاومة الشعبية
تاريخ النشر: الجمعة 14/02/2020 18:20
شدّ أحزمة البطون ... والمقاومة الشعبية
شدّ أحزمة البطون ... والمقاومة الشعبية

بقلم : م. عمر السلخي/ رئيس مجلس ادارة مركز عبدالقادر ابو نبعة الثقافي
لمواجهة التحديات والخطط الصهيوامريكية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني ... من مشروع اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، هذا الحلم الفلسطيني الذي ضحى من اجله الشهداء والاسرى والجرحى، الى استهداف قلب الدولة المنشودة القدس العاصمة، الى استهداف السكان ومحاولات التغلب على الديمغرافيا من خلال التهجير والابعاد القسري وطرح اخراج المثلث الفلسطيني لما يشكله اهلنا في فلسطين التاريخية من رعب بسبب توجهاتهم الوطنية التي لم تستطع الماكنة الاسرائيلية طوال فتره الاحتلال من محو الهوية والانتماء للفلسطينيين، واستهداف الارض بحجرها وشجرها ومواردها الطبيعية وخيراتها من ماء وغاز ينهب لصالح المستوطنات التي تقام على رؤوس الجبال، فتنهب الارض وتلقي بمخلفاتها في المناطق الفلسطينية.
الافعال يكون الرد عليها بالفعل، فالمسيرات والتجمعات والهتافات احد الاشكال المطلوبة للتعبير عن الراي والموقف الفلسطيني ولكنها تشكل احد الخيارات واضعف الايمان، ونماذج المقاومة الشعبية من نعلين الى بلعين فالخان الاحمر وكفر قدوم والنبي صالح، نماذج تؤكد ان المقاومة الشعبية قابلة للتطبيق وشعبنا بكل مكوناته شعب جبار وجاهز لكل الخيارات، ولكن هذه النماذج يجب ان تشكل مدخلا لتعميمها في كل المدن والقرى والمواقع.
ان حالة الاجماع العام الفلسطيني على تبني خيار المقاومة الشعبية، غير كافية، فالمطلوب ادخال الخيار مرحلة التنفيذ ضمن خطة وطنية يتم تعميمها وتبنيها ودعمها ووضع البرامج والخطط التطبيقية، لجعل الاحتلال مكلفا، والرهان على شعبنا وابتكاراته لتطوير المقاومة الشعبية رهان رابح، من اطفال الحجارة، الى المولوتوف الى وحدات الكوشوك والبلالين الحارقة . وحتى تدخل المقاومة الشعبية مرحلة التنفيذ، وكي تكون ذات طابع شعبي يشارك فيها كل اطياف الشعب ومكوناته، من الضروري ان تنزل القيادات للميدان وتتقدم الصفوف هي واولادها، وبالتالي تتسع الحاضنة الشعبية للمقاومة السلمية.
آن الأوان ان نتخلص من زبد القيادات الكرتونية، فالمرحلة والميدان يتطلب القادة الحقيقيين والوطنيين والمنتمين بصدق، لانهم هم من ينفع الارض والانسان والمشروع الوطني، انها مرحلة الفعل والعمل، لا الشعارات الرنانة والمظاهر الخداعة. يجب ان لا يتحرك المستوطنين المغتصبين للارض بهذه السهولة، يجب قطع الطرق عليهم وان يشعروا بالرعب والخوف، لماذا لا يتم اغلاق الشوارع الرئيسية على المستوطنات من خلال الجماهير التي تتقدمها القيادات وتجلس في وسط الشارع بشكل سلمي، لماذا لا يتم دعم الهاكر الفلسطيني في ظل عصر التكنولوجيا، لماذا لا يتم التاسيس لسفارات الكترونية فلسطينية تخاطب العالم بلغته، لماذا لا يكون هناك اعلام باللغه العبرية يخاطب المستوطنين والاسرائيليين مباشره في ظل الاعلام الاجتماعي بدل من ان يتم توجيه راي الشارع الاسرائيلي فقط من خلال اعلام الاحتلال الموجهة، لماذا لا يكون هناك مقاطعة لكل منتج اسرائيلي يوجد له بديل في الاسواق، لماذا لا يتم منع العمل في المستوطنات داخل حدود ١٩٦٧ وتعمل الحكومة على توفير مناطق صناعية لاستيعابهم، لماذا لا يتم تغليظ العصا في وجه سماسرة الاراضي ومحاسبتهم شعبيا.
نعم المقاومة الشعبية تطلب شد الاحزمة على البطون، وقرار لاخراجها الى حيز التنفيذ وليس التنظير، ولنراهن على الشباب الفلسطيني في ابتكار الافكار الخلاقة للمقاومة الشعبية السلمية، التي تجعل الاحتلال مكلفا، وتجبر المستوطنين على الرحيل.


 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017