قط يعاني من وجود فأر مزعج يشاركه منزله، ويحيك خططاً لا تنتهي للتخلص منه. لكن حين يضع القط مصيدة فئران مفخخة بقطعة شهية من الجبن، يتمكن الفأر الماكر من خداع المصيدة، وبمعدة ممتلئة يهرب منتصراً ليلوذ بوكره الآمن.
لا بد أنكم عرفتم بطلي القصة، بل وتكهنتم بالشكل الذي تنتهي به دائماً: القط، توم يصرخ بغضب، أما مصير خطته الجديدة للتخلص من خصمه اللدود الفأر جيري، فلن تنتهي إلا بنتائج عكسية، تماماً مثل سابقتها.
قد تكون قصص مغامرات توم وجيري معروفة للجميع، ولكن الحكاية الحقيقية لكواليس إنتاجها ليست كذلك، ولعلها لا تقل إثارة: من الفوز بجوائز الأوسكار إلى الإنتاج السري خلف الستارة الحديدية خلال فترة الحرب الباردة. هكذا أصبح توم وجيري اللذان أتمّا هذا الأسبوع 80 عاماً من المطاردات المتواصلة، أحد الثنائيات الأشهر في العالم، وربما ليس في عالم الرسوم المتحركة فقط.
كان فنانا الرسوم المتحركة الشريكان بيل هانا وجوزيف باربيرا يعانيان من حالة إحباط في قسم الرسوم المتحركة في استديو ميترو غولدن ماير، ويشعران بحاجة ملحة لابتكار شخصيات قادرة على منافسة الشخصيات الكرتونية الناجحة مثل ميكي ماوس، وبوركي بيغ والتي تنتجها استديوهات أخرى.
وحاول الشريكان الشابان، اللذان لم يكونا حينها قد بلغا الثلاثين من العمر، تطوير أفكارهما. وكان باربيرا يميل إلى فكرة بسيطة لعمل كارتون عن قط وفأر تجري بينهما صراعات ومطاردات مستمرة، برغم كون الفكرة معروفة وسبق استخدامها.
المصدر:بي بي سي