كشف أطباء في وزارة الصحة والسكان في مصر عن اشتباه في إصابة صينيَّين عاملَين في المبنى الإداري لمول "سيتي ستارز" بـفيروس كورونا الجديد، محذّرين من الذهاب إلى المركز التجاري الكائن في حيّ مدينة نصر في القاهرة، إلى حين الانتهاء من إجراءات تعقيم المبنى والتأكّد من عدم إصابة أيّ من العاملين فيه بالفيروس الجديد.
ويتداول أطباء عبر مجموعات مغلقة على تطبيق "واتساب" رسالة هذا نصّها: "فتاة صينية تعمل في مول سيتي ستارز الشهير دخلت إلى البلاد من دون المرور على الحجر الصحي، وحينما شعرت بأعراض إصابتها بالمرض ذهبت إلى معارف لها بمدينة الرحاب، شرقي القاهرة، ثم سافرت إلى الصين مرة أخرى". تضيف الرسالة التي تأكّد "العربي الجديد" من تداولها على نطاق واسع في مجموعات الأطباء، أنّ الفتاة المصابة بالفيروس كانت تعمل في شركة "ميني سو" (سلسلة متاجر تبيع الأدوات والإكسسوارات المنزلية)، الأمر الذي اضطر المسؤولين عن الشركة إلى إخضاع جميع العاملين لديهم للفحص اللازم، ما أظهر عيّنة إيجابية أخرى لأحد الصينيين في الشركة.
وتتابع الرسالة أنّ العيّنة الإيجابية جرى اكتشافها في ساعة متأخرة من ليل الجمعة السبت، فيما دخل اثنان من العاملين في المبنى نفسه إلى المستشفى للاشتباه في إصابتهما بفيروس كورونا الجديد. ويُعَدّ "سيتي ستارز" من أكبر المراكز التجارية في مصر وأكثرها إقبالاً، وهو مملوك لرجل الأعمال السعودي عبد الرحمن الشربتلي، ويقع مبناه الإداري على بعد أمتار قليلة من المبنى التجاري.
وكان بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة والسكان المصرية، أمس الجمعة، قد أفاد بأنّ الوزارة اكتشفت إصابة أولى بفيروس كورونا الجديد تعود لشخص أجنبي (من دون الكشف عن هويته أو مكان وجوده)، مشيرة إلى أنّها أجرت التحاليل المخبرية اللازمة فأتت نتيجتها إيجابية للفيروس، وبالتالي تمّ تعقيم المبنى حيث كانت إقامة الشخص المصاب.
وأوضحت الوزارة أنّها أبلغت منظمة الصحة العالمية على الفور بتلك الحالة، وقد تعاونتا في اتّخاذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع الإصابة. وقد نُقل المصاب في إحدى سيارات الإسعاف ذاتيّة التعقيم إلى المستشفى حيث هو يُتابع اليوم في العزل، علماً أنّ حالته مستقرّة. وتابعت الوزارة التي لم تكشف عن تفاصيل حول المصاب، أنّها اتّخذت إجراءات مشدّدة مع الذين اختلط بهم، فأخضعتهم للتحاليل اللازمة التي أتت سلبية للفيروس. كذلك عُزلوا ذاتياً في أماكن إقامتهم، كإجراء احترازي لمدّة 14 يوماً، وهي فترة حضانة المرض، فيما يُتابعون دورياً كلّ ثماني ساعات مع تزويدهم بالإرشادات الصحية الواجب اتّباعها.
تجدر الإشارة إلى أنّ مخاوف مشروعة تنتاب المصريين إزاء فيروس كورونا الجديد وخطورته وعدم قدرة الجهات المعنية على مواجهته في حال انتشاره، على غرار ما حدث عند مواجهة مصر أمراضاً فيروسية سابقة مثل "إتش 1 إن 1" و"إنفلونزا الطيور"، خصوصاً مع حالة التكتم حول أيّ حالات مصابة بالإنفلونزا ووجود تعليمات في مستشفيات الحميّات بعدم الإدلاء بمعلومات أو تصريحات عن حالات مماثلة.